عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2010, 09:30 PM
المشاركة 88
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (24)




أجنحةٌ في غَيهبِ القدر




صحوتُ عفوَ الهوى من سكرة العُمُرِ
لا الوجدُ خمري ولا جرحُ النوى وتري


ولا ندامايَ أحلامٌ مجنَّحةٌ
نَدَّيْتُها بدموع السهد والسهر


أنا الذي لم أدع للحبِّ صومعةً
إلا نقشتُ على محرابها سُوَري


وما عبرتُ صحارى الوجد محترقاً
إلا تطايرَ من كُثبانها شرري


وكم أثرتُ من الأشواقِ زوبعةً
صيفيَّةَ السُّحْبِ .. لم يهطل بها مطري


وفي كهوفِ ظلامي كم ضفرتُ له
جدائل النورِ إكليلاً من الصورِ


وطوَّقتْ أحرفي جِيد الجمالِ بما
نضَّدتُه من لآلي السِّحر في السَّحرِ


ولملمتْ أنمُلي دمع النجومِ فما
من دمعةٍ هطلتْ إلا على دُرري


حتى وصلتُ إلى بيداء موحشةٍ
إلا من اليأسِ ظلَّاً يقتفي أثري


أنَّى رحلتُ عيون الغدرِ ترصدني
وحيثما كنتُ ضاق الكون في نظري


ضيَّعتُ فجر شبابي في تألُّقه
أرنو إلى الزهر بين الشوكِ والحجرِ


فأحسد الشوك في سرِّي ويدفعني
حمقي لأقتلعَ الأحجار بالظُّفُرِ


وقد أعود إلى نفسي أعاتبها
وهناً .. وأصلبُ إحساسي على الفِكَرِ


موزَّعُ القلب لم أظفرْ بمؤنسةٍ
يوماً تسائلُ دفءَ الحرف عن خبري


كأنني ما عزفتُ الشوقَ أغنيةً
عذراءَ رنَّحتِ الأنسامَ من سَكَرِ


وما أسلتُ شجوني نهرَ قافيةٍ
ينسابُ عاطفةً في روضيَ العَطِرِ


وما نشرتُ على الشطآنِ أشرعةً
مزَّقتُ آخرها في وحشة الجُزُرِ


وجئتُ بالشيب والإخفاق .. يحملني
موجُ الندامة في دوامةِ السفرِ


تقتاتُ من جَلَدي أشباحُ ذاكرتي
وترتوي من دمائيْ فضلةُ العُمُرِ


لكنَّني ضقتُ بالأيام أقطعها
لا الوجدُ خمري ولا جرحُ النوى وتري


فعدتُ أنسج تحت الليل أجنحةً
غداً سأطلقها في غيهبِ القدرِ




حماة 12-2-1975