الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2010, 04:10 PM
المشاركة 730
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الأدب الذكي:

يقول الزّعيم الكوبيّ فيدل كاسترو: حكم الأمّة أسهل من إضحاكها!! وهذا القول يهبط على الفرنسيِّين كما يهبط من جبال الألب عليهم، فيقولون: لماذا لا نقوم بكلِّ أعمالنا وحن نبتسم؟

ويتأتّى هذا الابتسام من أبسط تلك الأعمال إلى أكثرها تعقيداً، والنتائج ستكون إيجابيّة، إذ أنّ التجهُّم والعبوس والتطيُّر لم ولن يحسّن الأوضاع أبداً.. فلماذا لا نجرِّب البديل؟ إنّ آداب الشعوب لا تلتقي إلاّ عند الأدب السّاخر أو المُضحك، والّذي أطلق عليه عالمياً: الأدب الذكي، فما كتبه الأديب التركي(عزيز نيسين) يمكن إسقاطه على كلّ زقاق وشارعٍ أو حارةٍ أو قريةٍ أو مدينةٍ من هذا العالم، وكذلك فعل الماغوط و(تشيخوف وغوغل وبرناردشو)، وما قدّم الجاحظ في كتابه البخلاء، أو الحريري والهمذاني في أدب أسمياه: (المقامات).

ونظراً لتأثير الإضحاك، فقد قال أحدهم: لا يزال(جحا) حيّاً وسيبقى بعدي وبعد أحفادي، ولهذا فكلّ أمّة لها جحاها الخاصّ بها، فاليربوع البصري المعروف بجحا قد عاصر الخليفة العبّاسي الثاني(المنصور)، وأما (الأتراك) فجحاهم (الخوجة نصر الدين)، وللفرس جحاهم المسمّى (جوجي)، وفي (صقليّة) اسمه(جويكا).

لقد كان جحا في كلّ الأزمان ومع جميع الشّعوب، خليطاً من الغرابة والذكاء والحمق، وهذه النادرة تلخّص ذلك: مرّ جحا بقوم يلبس فردتي حذاء، واحدة حمراء وأخرى سوداء، فقالوا: ما هذا يا جحا؟ عُدْ إلى البيت وغيّر لباسك، فقال: لو عدتُ إلى البيت سأجدُ هناك أيضاً فردتي حذاء، واحدة حمراء وأخرى سوداء. وبعد هذه النكتة الجحويّة نجد(فرويد) يؤلّف كتاباً خاصّاً في النكتة، لأنّ الضَّحك من أهمّ عوامل الصّحة (السيكولوجية).

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)