عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2010, 10:15 AM
المشاركة 9
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

وذكر الإمام أحمد بن حنبل : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : رأيت النبي

صلى الله عليه وسلم - نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم , يلتقطه

أو يتبع فيها , قال : قلت ُ : يا رسول الله ما هذا ؟ قال : دم الحسين وأصحابه

لم أزل أتتبعه منذ اليوم , قال عمار : فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم

رضي الله عنه . وهذا سند لا مطعن فيه .

وساق القوم حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تُساق الأسارى

حتى إذا بلغوا بهم إلى الكوفة خرج الناس فجعلوا ينظرون إليهم , وفي الأسارى

علي بن حسين , وكان شديد المرض قد جمعت يداه إلى عنقه , وزينب بنت

علي وبنت فاطمة الزاهراء وأختها أم ّ كلثوم , وفاطمة وسكينة بنتا الحسين

وساق الفسقة الظلمة معهم رؤوس القتلى , وقد قتل مع الحسين سبعة عشر

رجلا ً كلهم من ولد فاطمة , ما على الأرض لهم يومئذ ٍ شبيه .

( رضي الله عنهم ) .

وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك أتى عبيدالله بن زياد برأس الحسين

فجعل في طست , فجعل ينكت , وقال في حسنه شيئا ً , فقال أنس :

كان أشبههم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان مخضوبا ً بالوسمة

يقال : نكت َ في الأرض , إذا أثر فيها , ونكت بالحصباء إذا ضرب بها ,

وكان الفاسق يؤثر في رأسه المكرم بالقضيب .

وأمر عبيد الله بن زياد من قوَّر الرأس الشريف حتى ينصب في الرمح

فتحاماه أكثر الناس , فقام رجل يقال له طارق بن المبارك , بل هو ابن

المشؤوم الملعون المذموم فقوره , ونصبه بباب دار عبيد الله ونادى في الناس

وجمعهم في المسجد الجامع , وخطب خطبة لا يحل ُّ ذكرها , ثم دعا بزياد بن

بن حر بن قيس الجعفي فسلّم إليه رأس الحسين ورؤوس إخوته وبنيه وأهل بيته

وأصحابه , ودعا بعلي بن الحسين فحمله وحمل عمَّاته وأخواته إلى يزيد بن

معاوية , محامل بغير وطاء , والناس يخرجون إلى لقائهم في كل بلد ٍ ومنزل

حتى قدموا دمشق , ودخلوا من باب توما , وأقيموا على درج المسجد الجامع

حيث يقام السبي , ثم وضع الرأس المكرم بين يدي يزيد وأمر أن يجعل في

طست من ذهب وجعل ينظر إليه ويقول :

صبرنا وكان الصبر منا عزيمة .... وأسيافنا يقطعن كفا ً ومعصما

نفلق هاما ً من رجال أعزة علينا .... وكانوا هم أعق ّ وأظلما

ثم تكلم بكلام قبيح , وأمر بالرأس أن تُصلب بالشام .

وقد اختلف في موضع الرأس المكرم , منهم من يقول دفن في البقيع إلى جوار

أمه السيدة فاطمة الزهراء , والإمامية تقول : إن الرأس أعيد إلى الجثة بكربلاء

بعد أربعين من المقتل .

وما ذكر أنه في عسقلان في مشهد هناك أو بالقاهرة فشيء باطل ولا يثبت .

وقد قتل الله قاتله صبرا ً ولقي حزنا ً طويلا ً وذعرا ً , وجعل رأسه الذي اجتمع

فيه العيب والذام في الموضع الذي جعل فيه رأس الحسين , وذلك بعد قتل

الحسين بستة أعوام , وبعث المختار بن أبي عبيد الثقفي به إلى المدينة

فوضع بين يدي بني الحسين الكرام , وكذلك عمر بن سعد وأصحابه ألأم اللئام

ضربت أعناقهم بالسيف , وسقوا كأس الحِمام , وبقي الوقوف بين يدي

الملك العلام , في يوم يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام .

هذه رؤوس أقلام من قصة مقتل الحسين وآل بيته رضي الله عنهم وحشرنا

في زمرتهم , ورزقنا الله حبّهم في الدنيا والآخرة .