الموضوع
:
في ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه
عرض مشاركة واحدة
12-20-2010, 10:15 AM
المشاركة
9
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8997
المشاركات:
2,945
وذكر الإمام أحمد بن حنبل : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم - نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم , يلتقطه
أو يتبع فيها , قال : قلت ُ : يا رسول الله ما هذا ؟ قال : دم الحسين وأصحابه
لم أزل أتتبعه منذ اليوم , قال عمار : فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم
رضي الله عنه . وهذا سند لا مطعن فيه .
وساق القوم حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تُساق الأسارى
حتى إذا بلغوا بهم إلى الكوفة خرج الناس فجعلوا ينظرون إليهم , وفي الأسارى
علي بن حسين , وكان شديد المرض قد جمعت يداه إلى عنقه , وزينب بنت
علي وبنت فاطمة الزاهراء وأختها أم ّ كلثوم , وفاطمة وسكينة بنتا الحسين
وساق الفسقة الظلمة معهم رؤوس القتلى , وقد قتل مع الحسين سبعة عشر
رجلا ً كلهم من ولد فاطمة , ما على الأرض لهم يومئذ ٍ شبيه .
( رضي الله عنهم ) .
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك أتى عبيدالله بن زياد برأس الحسين
فجعل في طست , فجعل ينكت , وقال في حسنه شيئا ً , فقال أنس :
كان أشبههم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان مخضوبا ً بالوسمة
يقال : نكت َ في الأرض , إذا أثر فيها , ونكت بالحصباء إذا ضرب بها ,
وكان الفاسق يؤثر في رأسه المكرم بالقضيب .
وأمر عبيد الله بن زياد من قوَّر الرأس الشريف حتى ينصب في الرمح
فتحاماه أكثر الناس , فقام رجل يقال له طارق بن المبارك , بل هو ابن
المشؤوم الملعون المذموم فقوره , ونصبه بباب دار عبيد الله ونادى في الناس
وجمعهم في المسجد الجامع , وخطب خطبة لا يحل ُّ ذكرها , ثم دعا بزياد بن
بن حر بن قيس الجعفي فسلّم إليه رأس الحسين ورؤوس إخوته وبنيه وأهل بيته
وأصحابه , ودعا بعلي بن الحسين فحمله وحمل عمَّاته وأخواته إلى يزيد بن
معاوية , محامل بغير وطاء , والناس يخرجون إلى لقائهم في كل بلد ٍ ومنزل
حتى قدموا دمشق , ودخلوا من باب توما , وأقيموا على درج المسجد الجامع
حيث يقام السبي , ثم وضع الرأس المكرم بين يدي يزيد وأمر أن يجعل في
طست من ذهب وجعل ينظر إليه ويقول :
صبرنا وكان الصبر منا عزيمة .... وأسيافنا يقطعن كفا ً ومعصما
نفلق هاما ً من رجال أعزة علينا .... وكانوا هم أعق ّ وأظلما
ثم تكلم بكلام قبيح , وأمر بالرأس أن تُصلب بالشام .
وقد اختلف في موضع الرأس المكرم , منهم من يقول دفن في البقيع إلى جوار
أمه السيدة فاطمة الزهراء , والإمامية تقول : إن الرأس أعيد إلى الجثة بكربلاء
بعد أربعين من المقتل .
وما ذكر أنه في عسقلان في مشهد هناك أو بالقاهرة فشيء باطل ولا يثبت .
وقد قتل الله قاتله صبرا ً ولقي حزنا ً طويلا ً وذعرا ً , وجعل رأسه الذي اجتمع
فيه العيب والذام في الموضع الذي جعل فيه رأس الحسين , وذلك بعد قتل
الحسين بستة أعوام , وبعث المختار بن أبي عبيد الثقفي به إلى المدينة
فوضع بين يدي بني الحسين الكرام , وكذلك عمر بن سعد وأصحابه ألأم اللئام
ضربت أعناقهم بالسيف , وسقوا كأس الحِمام , وبقي الوقوف بين يدي
الملك العلام , في يوم يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام .
هذه رؤوس أقلام من قصة مقتل الحسين وآل بيته رضي الله عنهم وحشرنا
في زمرتهم , ورزقنا الله حبّهم في الدنيا والآخرة .
رد مع الإقتباس