عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
18

المشاهدات
6501
 
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


رشيد الميموني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
597

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة
تطوان / شمال المغرب

رقم العضوية
9563
12-23-2010, 02:11 PM
المشاركة 1
12-23-2010, 02:11 PM
المشاركة 1
افتراضي نبضات قلب - رشيد الميموني -
أعزائي .. اسمحو لي أن اقدم خواطري هنا مجموعة في ملف واحد يحمل اسم "نبضات قلب"--------------------------------------------------------------------------------
أ تذكرين ؟

وأخيرا عدت كما وعدتك.. الوقت يميل للأصيل .. تركت المنحدر ، وتوغلت في الغابة التي تغطي الربوة التي طالما شهدت عدونا واختزنت ذاكرتها ضحكاتنا .. أخال أنها لا زالت تجلجل في كل الأنحاء .. هناك المنبع .. أتذكرينه ؟ .. والصخرة الجاثمة عليه ؟ والدوحة العظيمة ، حيث نقشنا اسمينا ونحن مطرقان .. كنا نبتسم .. قالت لي شفتاك أشياء ، تمايلت على إيقاعها كل العروش والأغصان .. أتذكرين ؟ .. ضحكنا فضحكت الجداول.. وهمسنا فهمس حفيف الشجر .. وصمتنا فخرس كل ما حولنا .. كم لبثنا هناك على الصخرة ننظر إلى الشمس آفلة ؟ والأفق كأنما صبغ بلون وجنتيك .. كم تعاقب الليل والنهار ونحن جالسان ؟ .. كم أحصينا من النجوم .. وكم من مرة أحسست بجدائل شعرك يلوح بها النسيم على وجهي فتحجب عني الرؤيا ، لأغوص في رؤيا جديدة .. كنت كلما استبد بك القلق تضعين رأسك على كتفي .. و أشعر أنا أيضا بالأمان ..كانت تلك الأماسي الخريفية بهية بكل المعاني ، لكن ذاك المساء كان إيذانا بالفراق . الآن فقط أدركت لم كنت ترتعشين حينما آذنت الشمس للمغيب .. كم أحببنا الغروب .. لكن ذاك الغروب كان موحشا .. ربما كنا نحس أنه آخر غروب يجمعنا على تلك الصخرة الناتئة .
مررت منذ قليل بجوار المنزل المهجور الذي شهد أول لقاء لنا .. لا زالت الكرمة تتدلى على بابه و نافذته الصغيرة .. كم هو بهي هذا القرميد الذي يعاند الزمن .. أنا الآن جالس على العتبة .. تماما كما كنت أفعل حين كنت أنتظر إطلالتك المسائية الموشاة بعبير الياسمين في اللحظة التي كان يمر فيها القطيع عائدا من المرعى .. هل تذكرين نظرات الراعي إلينا وهو يلقي التحية مبتسما ؟.. الآن .. أصيخ السمع فيتناهي إلي خوار من هنا وثغاء من هناك .. قبل أن يطبق الصمت من جديد .. كل ما حولي ينطق بالماضي .. ينشد أغانينا .. يذكر بوحنا كلمة كلمة .. حتى ذاك الزوجان من الحمام توقفا لحظة يرمقانني بفضول .. ربما يتساءلان عن سبب قدومي وحيدا ..
ها قد عدت .. وسوف أغادر .. لكني أبيت إلا أن أقوم بطقوس إحياء الذكريات .. ذكرياتنا نحن .. لم أنس ولن أنسى أننا كنا يوما ما هنا .. نعانق المكان ونستلهم كلمات الحب مما يعج حولنا .. سأغادر .. لكنني سوف أعود في خريف ما لأعيش ذكرياتي من جديد ..