الموضوع
:
الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
عرض مشاركة واحدة
12-29-2010, 03:51 PM
المشاركة
136
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,393
المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (2)
كبريــاء
ذوِّبي النورَ واسكُبيهِ بكأسي
واسفحيهِ على حجارةِ رمْسي
ربما يُسكِرُ الضياءُ رُفاتي
ويحيلُ الجحيمَ واحةَ أُنسِ
ربما تُبعتُ الحياةُ بقلبي
من جديدٍ وينقضي ليلُ يأسي
ربما يولدُ القريضُ ويصحو
عبقرُ الشِّعرِ في قرارةِ نفسي
ربَّما .. ربَّما .. وألفُ نداءٍ
يجرحُ الصمتَ مُستهيناً بأمسي
وأنا صرخةُ الإباءِ وكِبْرٌ
وتحدٍّ على معارجِ شَمسِ
لم أزلْ نازفَ الجراحِ أُربِّي
ذكرياتي على دموعِ التَّأسِّي
أَذبحُ الخوفَ أحرقُ الوجدَ أُوريْ
من زنادِ الهمومِ شُعلةَ بأسي
في صخورِ الشقاءِ أُعمِلُ فأسي
لا أبالي بما يحطِّم فأسي
تَتنزَّى على الأديمِ جِراحي
في صباحٍ وتكتوي حين أمسي
والضَّبابُ الذي يلُفُّ حياتي
يَلْبِسُ الأمرَ خلَفه أي لَبْسِ
فأراني على رَهافةِ حِسِّي
أقطعُ العمرَ هائماً دون حِسِّ
وكأنَّ الدماءَ تجري ببطْءٍ
في عروقي تجتازُها دون لَمسِ
يا دمائي وأنتِ نسغُ حياتي
وحياتي على هوامشِ طرسِ
كيف أحظى بالأمنياتِ ونفسي
في شموخٍ وفي المجرَّةِ رأسي
كلُّ شيءٍ في مقلتيَّ صغيرٌ
وكبيرٌ تَملُّقي كلَّ جِبْسِ
وكبيرٌ أن أشتري بضميري
أمنياتي أو أنْ أُباعَ بفِلسِ
كلُّ ما في الوجودِ مَحْضُ ترابٍ
يتوارى في جَوفهِ كلُّ رِجْسِ
أيُّها اللاهثونَ خلف النَّفايا
أيُّها الغارقونَ في كلِّ بَخْسِ
أيُّها الكافرونَ شعري مرايا
تكشِفُ اليومَ كلَّ أصفرَ وِرْسِ
أتحداكُمُ فهل من مجيبٍ
للتَّحدي بل أينَ فارسُ عَبْسِ
أين صوتُ السيوفِ يُرهِفُ سمعي
تتعالى ألحانُها فوقَ تُرسي
ما ألذَّ الجراح تهمي إباءً
تسكبُ النورَ في مشاتلِ غرسي
فإذا الحقلُ أنجمٌ زاهرتٌ
وإذا الصوتُ صرخةٌ بعد هَمْسِ
* * *
يا نداءً من الوجومِ تَعالى
وزغاريدَ أعلنتْ حفلَ عُرسِ
أينعَ الغرسُ واستُجيبَ دعائي
وتوارتْ في الأُفْقِ أَنجمُ نحسي
بُشرياتٌ من عالمِ الغيبِ تَترى
ناطقاتٌ بأَلسُنٍ منهُ خُرسِ
صوتُها يوقظُ المَواتَ بقلبي
ويحيلُ الجحيمَ واحةَ أُنسِ
قد أبَلَّ الرجاءُ بعد سقامٍ
وتغنَّى الهزارُ من بعدِ يأسِ
هكذا تُبعثُ الحياةُ فهيَّا
ذَوِّبي النورَ واسكُبيهِ بكأسي
رد مع الإقتباس