الموضوع: وطال العناق!!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2011, 06:57 PM
المشاركة 16
جيداء عبد الرحمن
رحمها الله تعالى وأسكنها فسيح الجنة
  • غير موجود
افتراضي
في ركن قصي تمارس مع نفسها الانتظار والانشطار من أجله ...
تترقبه ...يمتد انتظارها له أشهراً عجافاً ...يفتك بما تبقى داخلها من أمل ...فصورته الممدة داخل أحداقها لا مناص منها .. يستشري عشقه حتى يعلو محياها الشحوب ...وتصهر الرياح همسها ..وتضني اللهفة قلبها...يعتلي نزيف العشق هامة ليلها ...ويهرول نهارها في عبث نحو الغياب ...وهي تقاوم كل هذه العواصف ...تتنفسه ...تترقبه...تهذي باسمه !!!
فروحها الجافة ، وشفاهها المتعطشة له ، ورغباتها ، تفتك بجسدها الغض...
الكل يشفق لحالها ويبتهل إلى الله من أجل لحظة لقاء تنعم بها ...
تقف أمام مرآتها تختال وتتمايل وتبكي بحرقة الثكلى ...
ماذا ينقصني ؟؟
لماذا يراود الأخريات عن نفسه ولا يلقي لي بالاً ؟!
فيأتيها هاتف من أقاصي أعماقها بأن الله لم يأذن بهذا اللقاء ...وأن له أجلاً لايعلمه سواه ...فثقي برحمته ولاتقنطي فأمره بين كن فيكون ...
تنزل كلماته برداً وسلاما على روحها المتيمة...
تستف من بين هذه الكلمات الكثير من الأمل ...وتسوم لحظاتها بالترقب فهو آت بإذن الله ...
ترقبها لحضوره أغرودة السحر وترنيمة العشق الذي يهز عميق وجدانها ...
يطول صمتها حتى تظن أنها قد نسيت لغة الكلام ونسيت معه صخبها وتمردها وجنونها ...
وفجأة.......................................
تسمع هزيمه القادم من خلف ركام اليأس القابع فوق جثة آمالها...
تحث خطاها مسرعة نحوه ...فلا تصدق ما تراه ....
يرتمي بين أحضانها ...يلثم شفتيها ...حتى ترتوي وتنتشي ...
فتتساقط ملامح الذبول ...وتتراقص عصافيرها المنقوشة في ذاكرة السحاب ...
فيزهر ياسمين اللقاء في مفارق أوصالها....
تردد داخلها ...
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ما أشهى قبلاته....
لقد بلل روحي ...روى عطشي ...وأخمد ثورات التصحر داخلي ....وأيقظ عشاق البحر...
هذه حكاية مدينتي الصاخبة مع المطر هذا اليوم ...
فهنيئاً لك هذا اللقاء ...وهذا العناق...ورائحة الثرى التي عبثت بالقلم ...
هنيئاً لك يا جدة الحب هذا المطر جعله الله سقيا خير وبركة...


رائع هذا الفيض وهذا التصوير الرائع والوصف المبهر

تتبعت النص لاهثة وراء كل كلمة

لك الشكر اختي منال وكل الحب