عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2011, 04:50 PM
المشاركة 157
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (21)



بـذورُ اليأس




إلى المرآةِ أجلسُ كلَّ يومٍ
أحدِّقُ باحثاً عنِّي طويلا


أفتِّشُ في المحارقِ والزَّوايا
فأُبصرُ في تمرُّدها ذليلا


تراني من أكونُ ؟ ويعتريني
ذهولٌ ما عرفتُ لهُ مثيلا


أإنسانٌ أنا ؟ وينزُّ جُرحٌ
بقلبي يفسدُ الحُلُم الجميلا


يعيدُ ليَ المواجعَ في المرايا
وقد أَلِفتْ مكابَرتي عليلا


فلم أُبصرْ بها نفسي ولكنْ
رأيتُ على تمرُّدها دليلا


* * *

رأيتُ طموحَها لغدٍ وريفٍ
وظلَّاً في حدائقِهِ ظَليلا


وأزهاراً تُوشِّي الكونَ حُبَّاً
لمن أعطى ولم يأخذْ بديلا


تحدَّيتُ الأساودَ والأفاعي
وداءً كادَ يفتكُ بي وبيلا


زمانَ نذرتُ للعلياءِ رُوحي
وكنتُ إخالُني رجلاً نبيلا


أقمتُ الليلَ في صلواتِ حبٍّ
لمن صدقَ الهوى إلا قليلا


ورحتُ أصوغُ من كَبِدي شموعاً
ولم أكُ في صياغتِها بخيلا


وأُشعلها بإيماني وصدقي
ولم أطفئْ لأحبابي فتيلا


أُضيءُ دروبَ أجيالٍ تسامتْ
بأفكاري تحقِّقُ مُستحيلا


* * *

وملَّتني المحارقُ والزوايا
وكادَ اليأسُ يسقطُني قتيلا


أحبَّائي الذين سَمَوا بحبِّي
قَلَوْني حين لم أجدِ المقيلا


فرحتُ أذودُ عن نفسي بشعري
وأرسلُ من كآبتِها هَديلا


وأطفئُ شمعَ أحزاني لأروي
من الآمالِ في كَبِدي غليلا


فلم أظفرْ بغيرِ الوهمِ يَسري
بأوردتي ويملؤها عويلا

أأرجعُ للنِّزالِ ولا أُبالي ؟
وأحملُ في دمي عِبئاً ثقيلا


وهل لي حينَ يخذلُني اعتقادي
سبيلٌ يخدمُ الهدفَ الجليلا ؟!

إذا نبتتْ بذورُ اليأسِ شاختْ
أماني العمرِ وانتحرتْ أصيلا