الموضوع: فَن ُّ الكذب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2011, 08:57 AM
المشاركة 2
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إن تضليل عقول البشر هو ( أداة ٌ للقهر ) . إنه يمثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة خلالها إلى تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة ..

على أن تضليل الجماهير لا يمثل أول أداة تتبناها النخب الحاكمة من أجل الحفاظ على السيطرة الاجتماعية , فالحكام لا يلجؤون إلى التضليل

الإعلامي إلا عندما يبدأ الشعب بالظهور كإرادة اجتماعية في مسار العملية التاريخية , أما قبل ذلك فلا وجود للتضليل بالمعنى الدقيق للكلمة , بل

نجد بالأحرى قمعا ً شاملا ً ؛ إذ لا ضرورة هناك لتضليل المضطهدين عندما يكونون غارقين لآذانهم في بؤس الواقع ) .

إن امتلاك وسائل الإعلام والسيطرة عليها , شأنها شأن أشكال الملكية الأخرى متاح ٌ لمن يملكون رأس المال ,


والنتيجة الحتمية لذلك هي أن تُصبح محطات الإذاعة , وشبكات التلفزيون والصحف , والمجلات وصناعة السينما ودور النشر مملوكة جميعا ً

لمجموعة من المؤسسات المشتركة والتكتلات الإعلامية , وهكذا يصبح الجهاز الإعلامي جاهزا ً تماما ً للاضطلاع بدور فعّال وحاسم في العملية

التضليلية ..

إن فهم آليات الصناعة الثقافية الأمريكية أصبح ضروريا ً بصورة ملّحة ؛ فمنتجات ومبتدعات هذه الصناعة يتم ُّ إنجازها وفقا ً لمواصفات محدّدة ,

وبمقومات تم اختبارها عمليا ً , ويُشار على المشاهدين والمستمعين , والقرّاء داخل البلاد وخارجها , أن يعودوا أنفسهم على هذه السمات المميزة .

إلا إنه يتعيّن أن يلاحظ أن هذا التعوّد ( أو التعويد ) يمكن في ظروف معينه أن يُلحق الضرر بصحتكم العقلية !!

هذا بعض ما جاء في مقدمة الكتاب .