عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2011, 12:41 AM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الكوميديا الإلهية:

هي ملحمة كبرى ألَّفها الشاعر الإيطالي دانته ألياري بين سني (1300 و 1318)، تصف الرحلة الشاعر الوهمية في عالم ما بعد الموت، تصحبه فيها صديقته بياتريس بقيادة الشاعر فرجيليوس.

وقد قسّم هذه الرحلة إلى ثلاثة أقسام: المَظْهَر، والنار، والفردوس. ووضع في كل قسم، من الصور المبدعة ما خلب لب العقول وحيّرها.

فالخيال البشري لم يصل قط إلى مثل هذا التصوّر الخلاّق أبداً. وفي سنوات قليلة بعد نشر هذا الديوان الشاعري العظيم، أصبح دانته واحداً من شعراء الإنسانية الخالدين، وفاق شعراء اليونان واللاتين، وتربّع أميراً للشعر الإنساني، حتى ظهر وليام شكسبير بعده بنحو ثلاثة قرون.



رسائل ابن عربي:

لم يبدع في (تصوير) المعراج أحدٌ من صوفية المسلمين كما فعل الصوفي الأندلسي محيي الدين بن عربي المُرسي، على مرّ التاريخ.


طاف ابن عربي بلاد الله، ودخل بلاد المسيحيين واجتذب قلوب أهل الورع منهم واستوقف أتقياءهم، حتى لقد اتخذه رامون لول (Ramon Llull) "وهو راهب فرنسيسكاني إسباني"، له مؤلفات بالعربية واللاتينية، إماماً ونموذجاً. وقد توفي ابن عربي عام(1240).


ورسائل ابن عربي وردت كاملة في كتابه (الفتوحات المكية). ففي إحدى الرسائل وعنوانها (كتاب الإسراء إلى مقام الأسرى)، يتصور ابن عربي عروجاً إلى السماء بالروح. وهو يصف لنا كيف صعدت الروح خلال الأفلاك منتقلة من فلك الأرض إلى فلك القمر إلى فلك المشتري إلى فلك الزهرة، وهكذا. وهي لا تجتاز هذه الأفلاك. على البراق وإنما على الرفوف، وهو الذي تصفه أحاديث المعراج بأنه(غصن غار يشعشع منه النور) وهو الذي (دنا فتدلى) ليرفع محمداً صلى الله عليه وسلّم من (سدرة المنتهى) إلى سموات القدرة.


وعندما يصل ابن عربي (بروحه) إلى سماء النور لا يتجاوز مكانه، في حين أن محمداً صلى الله عليه وسلّم اقترب من نور الله سبحانه وتعالى، وكلّمه وصلّى مع الملائكة الأبرار.
كما يعرض ابن عربي عمن (لقي) من الأنبياء في كل فلك من الأفلاك، وهو لم (يتحدث) معهم بنفسه، بل مع عقولهم الخالدة في مدارات الأفلاك التي اختص الله عزّ وجلّ كلاً منهم بواحد منها. وهو يمرّ في أثناء ذلك بالجنة والنار وبالأعراف، وهذا الأخير هو مفتاح الموضوع إذ أن أحاديث المعراج الكثيرة والتي لا حصر لها تتحدث عن الجنة والنار، أما الأعراف (وهو عالم ما بين الجنة والنار) فلا ذكر له إلا في كتب التفسير.



يتبع
.
.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)