الموضوع
:
نبوءات الشعراء والأدباء : دراسة معمقة
عرض مشاركة واحدة
02-16-2011, 10:20 PM
المشاركة
13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
القصيدة النبوءة , إذا الشعب يوما أراد
الحياة
___________________________________________
النصر
يفتح الشهية , شهية الفرح وشهية الفخر وشهية الشعر والنثر , النصر يطلق القوافي من
أعنتها كما المسرجات في صباحات النزال , النصر يطلق الخواطر لتحلق كالنسور فوق ذرى
الجبال
,
يا ألله ما أروع النصر وما أطيب عبق الحرية وهو ممزوج بدم الرجال تسكبه
طواعية طواعية دون سؤال
.
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب
القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
كانت قصيدة أبي
القاسم الشابي تعويذة المناضلين والمقاومين وطالبي الحرية , كانت ترانيم النصر
المنتظر والطوطم الذي يحمي الحلم من أرواح الهزيمة السوداء , كانت تتلى علينا في
المدارس يوم كانت المدارس فيها بقية من رجال تعش الحرية وتغني لها , لكن حين حُولت
المدارس لمزارع لتسمين الخراف والدجاج , أصبحت تتلى فيها مزامير الطغاة صباح مساء
.
وكأن قصيدة الشابي هذه نبوءة من سفر مقدس تعود اليوم لتتحقق أو تتنزل على
أرض تونس والقيروان . وربما الشعب في ثورته نسي هذه القصيدة أو أُنسيها عصبا عنه
لكن سرها تفجر في شوارع تونس حرية وانتصار
.
النصري يجعل العيون تبكي
والهزيمة تجعل القلوب تبكي , تساقط دمع الشيخ الغنوشي ومذيع فضائية الحوار وهما
يتابعان شاب تونسي خرج برغم منع التجول في وسط الشارع يهتف للحرية ويهتف لتونس وفي
الخلفية كانت أصوات الزغاريد تشق الفضاء
.
يحق لأهل تونس أن يزغردوا
..
إذا
الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة
تبخر في جوها واندثر
كذلك قالت لي الكائنات
وحدثني روحها المستتر
ودمدمت الريح بين الفجاج
وفوق الجبال وتحت الشجر
:
إذا ما طمحت إلى غاية
ركبت المنى ونسيت الحذر
ومن لا يحب صعود الجبال
يعش ابد الدهر بين الحفر
فعجت بقلبي دماء
الشباب
وضجت بصدري رياح أخر
وأطرقت أصغى لقصف الرعود
وعزف الرياح ووقع
المطر
وقالت لي الأرض لما سالت
:
يا أم هل تكرهين البشر ؟
:
أبارك في
الناس أهل الطموح
ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان
ويقنع
بالعيش ، عيش الحجر
هو الكون حي يحب الحياة
ويحتقر الميت مهما كبر
وقال
لي الغاب في رقة
محببة مثل خفق الوتر
يجيء الشتاء شتاء الضباب
شتاء
الثلوج شتاء المطر
فينطفئ السحر سحر الغصون
وسحر الزهور وسحر الثمر
وسحر السماء الشجي الوديع
وسحر المروج الشهي العطر
وتهوي الغصون
وأوراقها
وأزهار عهد حبيب نضر
ويفنى الجميع كحلم بديع
تألق في مهجة
واندثر
وتبقى الغصون التي حملت
ذخيرة عمر جميل عبر
معانقة وهي تحت الضباب
وتحت الثلوج وتحت المدر
لطيف الحياة الذي لا يمل
وقلب الربيع الشذي النضر
وحالمة بأغاني الطيور
وعطر الزهور وطعم المطر
رد مع الإقتباس