عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2011, 09:21 PM
المشاركة 16
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
على المدينة وأشياء أخرى
العرس
في يوم عُرسك، يلتقي الأحباب
تنهال العوافي، يستحيلُ العرس في عينيك،
أغنية كبيرة.
في يوم عُرسك يصهلُ الزيتونُ،
تنشق الزنابقُ، يستحر الشوقُ
في الأعصاب،
ترتعشُ الرمالُ الحُمرُ في جسد الجزيرة.
في يوم عرسك يرتوى الصادون،

من وهج التشرد، يسبقون الوقت
فرسانا
فتنمو في غيره.

قبل العرس
--------
على الشُرفات ، نستبكي ولا نبكي
ولا نلتاح.
ونرمع من تراب الارض رفضا،
لا ننام الليل، لا تندسُ
في أحضاننا الأفراح.
ونستلقي..
هو التعبُ الذي نستفُ من شفتيه
إعصارا، وندلح فيه أشواقا،
تصيرُ على المدى المسدود
نافذتين في الأبواب.
وَأقعى عندنا التاريخ،
ماتَ على الهوى العُشاقُ
كان يباب.
وكان يباب.
- أمر عليك يا سلمى كسيح الوجه
والشفتين والأعصاب-
وشعرك لا ينام يظلُ منشورا
على الحانات والشُرفات والأعتاب.
وأذكرُ يومَ عرسك، هَلَّتِ البُشرى
وعانق فرحتى الأحباب.
وسلوا من خلايا لوعتي الحب
الذي يقوى ولا يقوى على الترحاب.
أحبُكِ ، قبل يومين استفاق الوعدُ
حار الماءُ في الاغصان،
كان عتاب.
سنفرشُ دربك الممدود في العينين،
بالزيتون والبلوط واللبلاب.

المدينة
مدينتُنا يموتُ الحبُ في حَاراتِها الملساء
كل مساء.
وفيها تدفن الأفكار والكلماتُ والاشياء
هنا لا شئ إلا الموتُ
حراسُ المقابر يذبحون الحبَّ
والأطفال والشعراء.
ويحتفلون خلف السور،
حين يهوم الموتى،
واقبرُ جثتي في الليل كيف أشاء.
مدينتُنا ارتحالُ الموت،
أصداء بلا كلمات.
صباياها يعذبُهن طيفُ الفارس الآتي
من الغابات.
على شفتيه أغنيةُ الخلاص ، لمسن
كيف لمسن في شفتيه وجه الله
ذات شتاء.
مدينتُنا استراحت بعد مموت الصُبح
في الحارات، لم اندم على ما فات.
فلستُ أُحب قشر الموز والبطيخِ
لم اندم على ما فات.

أخيرا جدا
مدينتا استريحي ، هدََني تعبي.
أثاروا شهوة الكلمات في لحمي
ولم أتب.
وصبوا الزيت والكبريت في حلقي
ولم أتب.
أظل ألوبُ يا سلمى

والمس في يديك النار
المسُ وجهك المبتل بالأحزان
المس وجهك العربي.
6/4/1974