عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2011, 09:22 PM
المشاركة 17
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الرفض بالرقص
إلى فلسطينية من حيفا ذكرى ليلة دافئة.
-1-
ما أطول الطريق بين عاشقين
ما اقصر الطريق بين عاشقين.
صار المدى مسافة قتيلة وصرت شهوةً
رجوت قلبك الطفيح بالهوى، صار السؤال
شوكة أصيلة الإيلام، خاطرا
رجوت قلبك الطفيح بالهوى خلص
فمي الغريق بالسؤال والجواب والحنين.
شنشل طفولتي ومهدها الضحية
شنشل طفولتي بالبرق والرصاص والأنين.
شنشل طفولتي ومهدها الضحية.

-2-
أبشري يا حُلوة العينين كالسيف،
عرفتُ السر يا قديسة الخوف
ومعنى الاكتئاب.
شعرُ حيفا جانب الشاطئ قلب الناصرة.
علماني الرفض والحُب وأحزان العذاب.
وملايين السنين، الزمنُ الساكنُ
في حارات عكا.
قد تقرّأني ذهابا ( وإياب ).
لم تعد عكا – على الشعر – ارتجالا،
لا ولا حيفا مواويلا طريات الاهاب.
صارت الُلقيا -على قرب المسافات- عذاب.
نلتقي في صحوة الرأس وقلب الذاكرة.
عاشقين ارتعدا من رعشة اليقظة
كالخنجر جنب الخاصرة.
نلتقي في صحوة الرأس وقلب الذاكرة.
مثلما تحضن عكا
في وطيس الخوف رأس الناصرة.

-3-
قبل دخولي القاعة كُنتُ ألمُ ردءا الدفء
على برد القلب/ أحاول حِسبة
ما بين العين وبؤبؤها /، ما بين
القاعة والدرب/. زحلقت على
رأس الأسلفت الأملس
كالأفعى ستا سبعا تسعا
يا رب/. حيفا تحبلُ بالدفء أنا
عُصفور نتفه اليُتمُ وعراهُ الثلجُ
من الثوب/. يعاد هُنا تنتظرُ
على خشب الصُلب/ . يا رب/
يا رب/ يا رب/ .............
أغثني واقذف في صدْري المتعب
لهب الرفض ونور الحب.
- 4 –
أخ . يا حيفا تقرَّيتك في وجه يعاد.
أطعميني ، هدَّني الجوعُ، على أهدابك
اللقيا وفي زوادتي خبز المعاد.
أخ . يا حيفا تقريتك في الرقص

وفي الموت وفي ..
ذات العمادْ
آخ ما أحلاك،
ما احلى تواشيحك بعد المغرب
الذاهب في البحر،
وفي عيني، عينيك
مصابيحُ العناد
كانت الرقصة رفضا، ظل ينسابُ
إلى عيني، وفي حلقي وفي جلدي
الذي يرفض أمواج الإذاعات
وكان الشاعرُ العاشقُ ينسابُ
من القاعة، من عيني
من بين الأصابع.
كانت الأشياء حولى في
جحيم الرفض بالرقص وكانت
تتلوى، وانا أحلم في النار
وفي صدري ملايين التصاميم،
ملايين المقاطع.

-5-
آه من عكا ومن حُبِّ البِحَارِ الواعده.
آه من عينين زرقاوين،
في الشاطئ
تجتاحان كالإعصار روحي الباردة.

-6-
من خشب الزيتون المشتعل حنينا،
رفضا أغنيات .
إلى شاطئ حيفا – عكا الغارق
في الحب وفي الكلمات.
أنزع جلدي الآخر
عن قلب لولا القياماتْ.
حيفا 10/10/1974

حاشية :
· يعاد : رمز الأنثى الحبلى بالعطاء ، الشعب الحي الباقي في قصة إميل حبيبي المتشائل.
· * القاعة: قاعة المسرح الناهض في حيفا، وقد شهدت فيها ليلة راقصة.
· * الشاعر العاشق: الصديق سميح القاسم.