الموضوع
:
وحي الثورة .. د/ شعبان عبد الجيد
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
4
المشاهدات
9466
حنان عرفه
الحـلــــــم
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
المشاركات
2,879
+
التقييم
0.54
تاريخ التسجيل
Feb 2010
الاقامة
رقم العضوية
8634
02-27-2011, 10:37 PM
المشاركة
1
02-27-2011, 10:37 PM
المشاركة
1
Tweet
وحي الثورة .. د/ شعبان عبد الجيد
وحــى الثــورة
وثارت تونسُ الخضـــــراءُ تـعلن أنها حــــرة
فثورى يا شـــعوبَ الأرض إن المجـــد فى الثـورة
إذا شعـــبٌ أراد العيـــش رغـم تجـبر الحاكـمْ
أجــاب الـدهرُ مــأموراً كـما غـنى أبو القاسـمْ
لقــد وَلَــدتْ بــأرض البــغى أَمَةُ السوء ربتـَها
وزالــت دولــة الـطـغيان قــم واشهد نهـايتها
رمــوز البــغى شِـرذمة من الغـوغــاء والسِّفْـله
فأصـغرهـم مـن الحـمقى وأكــبرهم مـن الجـهله
قيــاصــرةٌ أكــاسـرةٌ طــغاة مســتبـدونا
نَعــامٌ فى الحــروب وهــمْ أســودٌ إن يجيئــونا
فــلا تــأخــذكــمُ بهــمُ غــداةَ الملتقى شفقه
فســادتهم من الأتبــاع والبــاقــون مــرتـزقه
لقــد هــانت عــلى الطــاغين بــلوانا وشكوانا
فأشعــل يــا أخــا الحــرمان قصــر الظلم نيرانا
تــذكر أن فيــك قــوى تـزلـزل دولــة الظلمِ
فهيــا حــطم الأغــلال يا مـظــلومُ وانتـقـمِ
طغــاة الأرض يصنـــعهم عبيــد مستَخَــفــونا
ويســحقهــم ويــمحــقهــم رجـالٌ لا يَذلونا
أليـــس النــاس في زمــن قــديم ألهـوا فرعون ؟
ونــادى بــاسمه الأعــلى فقالــوا إننـــا الأدنون
أذلهـــمُ استــخفهـمُ أهــانهــمُ أطــاعــوه
وهـــم مــن تخــذه ربــاً قديـــراً ثـم عبدوه
فسـُـحر النــاسُ مــن رهَــبٍ وظنـوا الوهم ملــموسا
فـــلا يخــدعْك ســحر القوم واكشف عن عصا موسى
إلام النــوم والأحـــلام لا تغـــنى ولا تــجدى ؟
متـــى شـــادت يـــدُ النــوام بيت العز والمجد ؟
ألا انهـــض يا أســـير الظـــلم أشـرق فجر أمجادك
فقـــم حطــم قيــود الــذل هــذا يوم ميلادك
أتـرضى أن يظــل البــغى يحــكم أرضـك الطُّهرا ؟
ويطعمـــك الأســى غصبــاً ويسقيك الجوى قهرا ؟!
وما معــــنى الحيـــاة أخـــى إذا كـنا سنحياها
عبيـــداً نــعلك الأوهـــام فى يــأس ونرعاها ؟!
أجبنى يا سـليل العُـــرب يا أمـــلى ويا سنـــدى
وقـــل لى يـا ربيب المجــد مـــن أزلٍ إلى أبــد
لمــاذا صــرت مقــهوراً فــلا نغـــماً ولا صوتا
وهـــل تـــرضى بمــا قســت حياةٌ تشبه الموتا ؟!
تـــلوك الوهــم فى جــذَلٍ وإن تُســقَ المنى تشرب
لقـــد غضــبت لك الــدنيا فـأخبرنى متى تغضب ؟
إلام تظـــل مــأموراً جـــوابك دائــما " نعمُ "
وقـــد ضــاقت بصـــاحبها وثارت حولك النَّعمُ ؟!
ينغِّـــص عيــشك الطــغيان لا تأسـى ولا تــوجل
وتجرع من كئــوس الــذل منتشـــياً ألا تخــجل ؟!
قــــوىٌّ أنت مقتـــدرٌ فكـــيف يهدك الضعف ؟
شجـــــاعٌ لا تهـــاب ردى فمـم يخيفك الخوف ؟!
تبيد طغـــاتِها الــدنيا وتقنــع أنــت بالشكــوى
أمـــا آن الأوان إذن لتثبــت أنـــك الأقــوى ؟
أتــــرضى أن تظـــل العمـــرَ خدَّاما لمن خانوا ؟
تقـــويهم إذا ضـــعفوا تعــزهمُ إذا هـــانوا ؟!
وهـــم بــاعوك وانصــرفوا إلى اللـــذات والمتعِ
وصــــرت بيابهـــم قِطــاً يفزْ بالعظـم إن يُطعِ !
أحقـــاً قد أمــات الظــلم والطغيـــان إحساسك
وصــرت من الضــنى عبــداً تقـبِّل رِجل من داسك ؟
أميــرك يشرب اللذات من خمــرٍ ومن عســــــلِ
ويـــرفُلُ فى ثيـــاب العــز بيــن اللهو والـغزلِ
وأنـــت البـــائسُ المســكينُ تطوى العمر فى سَغَبِ
تـــراه تــموت من كمـــدٍ ولا تقوى على الغضبِ
يقضِّـــي ليـــله نشـــوانَ فى أحـــضان لذتهِ
وأنت بقصـــره المرصــــودِ تحــرس باب غرفتهِ !
إلام تســـير يا مســـكين فى الــدنيا كحاطبِ ليلْ
تقضِّى العمــر فى هُونٍ وتجرع من كئـــوس الــويلْ ؟
عجبـــت لجائـــعٍ يطـــوي عـلى آلامه خوفَه
ولا يــأتي سَــراةَ القـــوم غــضِباً شـاهراً سيفَه !
بثـــورة مــاردٍ عــاتٍ جـــراحُ الــذل تلتئمُ
فقــــم واثــأر من الطـــاغين إن الحـــر ينتقمُ
قــــروناً تقـــبل الإذلال في صــمتٍ ألا يكفيك ؟
وتورث نســلك الحرمان والشـــكوى فهـل يرضيك ؟
متى يا فــارس الفـــرسان تشـــهر سيفك الماضي ؟
فقد خنقـــتْ حبـــال الظـلم صوت عدالة القاضي !
تــأمل أنــت معــجزةٌ وأنت السر والجوهـــــرْ
فعزَّ ولا تهـــن أبـــداً ففيـــك العــالم الأكـبرْ
تــذكر قصــة الأمجــاد من مــيراث أجــدادك
وقـــم يا مـــارد القنــديل واسـحق رأس جلادك
أميـــرك غـــره الســـلطان واستـهوته دنياهُ
فـــلا تيـــأس ولا تعـجز فـــإن نصيرك اللهُ !
ألســـنا من تـــراب الأرض جـئنا كلُّنا الدنيا ؟
أطينــة بعضــنا سفــلى وطـينة بعـضنا العـليا ؟
سواسيــةٌ عبـــاد الله تحــت لـــواء عــزتهِ
غنــيهمُ فقيرهـــمُ جميعـــاً تحــت قـــدرتهِ
ففـــيمَ نقسم الـــدنيا عــبيداً تخـــدم السادة
وأيـــن كـــرامة الإنســان في دنيـاه يا سادة ؟!
جيــاعٌ نقــطع الأيــــام في بحـــث عن اللقمة
وسادتنـــا من الكــــبراء منتفـــخون بالتُّخمة !
إلام نســـير في الظـــلمات نخشــى الويل والحرَبا ؟
ومن سينـــوِّر الطـــرقــات مـا لم نحترق غضبا ؟!
وفيـمَ حيــاتنا تمضي بــلا هــدفٍ ولا أمـــلِ ؟
نعـــد العمـــر أنفاســـا ونـرقب غاية الأجلِ ؟
لماذا يحـــرق المظـــلومُ يأســـاً عنــدنا نفسَه ؟
ومـــن سيــدوِّخ الطاغيـن من سيريهمُ بـــأسَه ؟!
لقـــد خلقـــت عقيـــدتنا مــن العُبـدان ثُوارا
فـــرووا الأرض من دمـــهم ليحيــا الناسُ أحرارا !
غــــداً سيســـود في الــدنيا ويعلو صوتُ أمتنا
وتُنشـــد لحـن عــزتها عــلى أنغــام ثـورتنا !
ألم نكــن الألى هــدموا قــديماً دولـــة الظـلمِ ؟
ونـــوَّرنا ظـــلام النـــاس بالإيمــان والعلمِ ؟
فكيـــف الآن في سفـــَهٍ يقتّـــِل بعضُنـا بعضا ؟
تفرِّق بيننــــا نظُــــمٌ وتجـــمع بيننا الفوضى !
عـــــلام البـــغض والشــحناء بين بني عروبتنا ؟
أليــــس الله يدعونا إلى توحيــــد أمتنــــا ؟!
أيجمــــع بيننــــا لغــــةٌ وأوطــانٌ وقرآنُ
ويغــــري بينــنا بالبغــض والعــدوان شيطانُ ؟!
فيـــــا أبنــــاء أمتنا من العُــــربان والعجمِ
بحــــق وشــــائج القُـــربى من الإسلام والرحمِ
تعــــالَوا ننبـــذ الأحــقاد والأطمــاعَ والحسدا
فإن الحقـــد فرقنا وشتـــت شملــنا بـــــدَدا
لقـــد كانت رسالتنـــا وتبـــقى نورَ هذا الكـونْ
فــــلا تهنـــوا فـــربكمُ يقـول : " وأنتمُ الأعلوْنْ "
*************
د. شعبان عبد الجيِّد محمد علي
صنصفط ـ منوف منوفية
في العشرين من يناير 2011 م
رد مع الإقتباس