عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2011, 05:27 PM
المشاركة 163
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (1)




شبحُ الزَّوالِ





رضاكِ نَسجتُ ثوباً من حروفٍ
فراحَ يَشِفُّ عن فِتنِ الجمالِ

غزلتُ سُداهُ من سهرِ الليالي
ولُحْمَتُه مِن المُتعِ الحلالِ

على الكَتفينِ طرَّزتُ الأماني
فماجَ الصَّدرُ ينعمُ بالظِّلالِ

وصُغتُ من الربيعِ عقودَ فُلٍّ
وزيَّنتُ الحواشيَ باللآلي

* * *

تعاليْ... وارتدي ثوبَ القوافي
على أنغامِ موسيقا الوصالِ

تعاليْ... واعقدي زُنَّارَ ماسٍ
على خصرِ القصيدةِ في دلالِ

تثنَّيْ واعرضي أزياءَ فنِّي
على جمهورِ شعريَ باحتفالِ

وسيريْ بين أروقةِ الأماني
وخلِّي السَّعدَ يهزأُ بالمُحالِ

* * *

لقد سطعتْ بقلبي شمسُ هَدْيٍ
غداةَ محوتُ حالكةَ الضَّلالِ

وأشرقتِ الحياةُ فكلُّ فجرٍ
يطلُّ أخافُ من شبحِ الزَّوالِ

* * *

تُراكِ عرفتِ ما أنا فيهِ حتى
خشيتِ على الحقيقةِ من خيالي ؟

أمِ اعترضَتْ سبيلَكِ مُزعجاتٌ
من الأفكارِ ما هدأتْ ببالي ؟

أمِ اخترتِ البقاءَ على اتِّصالٍ
مع الأوهامِ في عَنَتِ الجدالِ ؟

لَعَمْرُكِ ما انفصالُكِ عن حياتي
بأصعبَ من رجوعكِ لاتِّصالِ

* * *

فخلِّي عنكِ أرديَةَ التَّخفي
وعودي للظهورِ والامتثالِ

أعيديني إليَّ ولا تعودي
لعلَّ الجُرحَ يأذنُ باندِمالِ

ولا تأْسَيْ إذا انطفأتْ يميني
فشمسُ الحقِّ تشرقُ من شمالي

* * *

لقد ضيَّعتِ عمركِ في الصَّحارى
وضعتِ مع الجواهرِ في الرِّمالِ

فلا تتشاغلي عنِّي فإنِّي
عزمتُ على اللقاءِ بلا انشغالِ

لعلَّ اللهَ يجمعُنا قريباً
بفيضٍ منْ دعائكِ وابتهالي

* * *

فهيَّا .. ننطلقْ لسماءِ صفوٍ
نعدُّ نجومَها تحت الليالي

لقد عتَّقْتُ خمركِ في عروقي
وأسكرتُ العرائشَ والدَّوالي

وهامَ بكِ الفؤادُ وعُدْتِ أهلاً
لِما عانيتُ من قيلٍ وقالِ

فجُبتُ فضاءَ روحيَ في تَحدٍّ
لأسقطَ من حسابيَ سوءَ حالي

وأقطفُ من نجومِ السعدِ نوراً
ولكنِّي رجعتُ بلا سِلالِ

* * *

فيا نفساً تعافينَ الدَّنايا
زمانُكِ هابطٌ وهواكِ عالِ

ألا تَعساً لمن يحيا بنفسٍ
يحطِّمُ عزَّها ذلُّ السؤالِ

ويا نفساً تتوقُ إلى المعالي
عُلاكِ بما حملْتِ من الخصالِ

لقد فسدَ الزَّمانُ فكلُّ فردٍ
بعالمنا يسيرُ إلى انحلالِ

فلا تأسَيْ على ما فاتَ إنِّي
أقدِّسُ فيكِ جوعكِ للنِّزالِ

أقدَِّسُ فيكِ صبركِ في الدَّواهي
وأُكبرُ فيكِ عزَّكِ دونَ مالِ

فكمْ أَلْقيْتِني في مُهْلكاتٍ
وكم خلَّصْتِني من كلِّ غالِ

وكمْ راودتِني فعَصيْتُ جَهراً
وحين زَجَرتِني بدأَ اشتعالي

فلا تَدعيْ صفاءَكِ تعتريهِ
شوائبُ من نزوعِكِ لانعزالِ

فأنتِ .. أنا .. ونحنُ على اتِّصالٍ
وأنتِ سوايَ في زمنِ انفصالي



27-7-1999