عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2011, 08:14 PM
المشاركة 164
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (2)




أَوْقِفي النَّزْفَ





بين نارِ الأسى وشوكِ اغترابي
أكتبُ الشِّعرَ تحتَ وَقْعِ الحرابِ


أكتبُ الشعر !! فاهدئي يا جِراحي
أوقفي النزفَ من عروقِ الرِّغابِ


صوَّحَ العمرُ واستبدَّتْ همومي
ونما اليأسُ بعد موتِ الشَّبابِ


يا جراحاً تبوَّأَتْ عرشَ قلبي
واستدارتْ تُحيطهُ بالتهابِ


أوقفي النزفَ .. أوقفيهِ وإلَّا
أُعلنُ الآنَ منكِ بدءَ انسحابي


* * *

أنا فردٌ من عالَمٍ مُسْتَباحٍ
أرهقوهُ بالرَّكضِ خلفَ السَّرابِ


حَجَبوني عن عالمي بدُخانٍ
كثَّفوهُ فوق الذُّرى والشِّعابِ


جرَّحوني في السِّرِّ قولاً وفعلاً
زرعوا الشكَّ في أُصولِ انتسابي


نسبي للأصيلِ من كلِّ فنٍّ
أَزحمُ الشُّهبَ هازئاً بالضَّبابِ


يعبقُ الطِّيْبُ كلَّما سالَ جرحٌ
وتغني الدماءُ رغمَ اكتِئابي


وغداً تسألُ الحدائقُ عنِّي
والعصافيرُ والطِّلا والخوابي


والمعاني والمفرداتُ العَذارى
والأغاني وعازفاتُ الرَّبابِ


والغواني وكلُّ أهلي وصَحبي
وحبيبٌ أتقنتُ فيهِ عذابي


عندها يشمخُ التُّرابُ ويصحو
مِهرجانُ الضِّياءِ فوقَ ترابي


ويغنِّي الوجودَ يأسي بصوتٍ
يوقظُ الحسَّ في النُّفوسِ الخرابِ


* * *

فاهدئي يا جراحُ ..لا..لا تثوري
وامنحيني الأمانَ بعدَ ارتيابي


أنا من عالمِ الضِّياءِ طريدٌ
والليالي مسعورةٌ كالكلابِ


علِّميني كتابةَ الصمتِ حرفاً
نابضَ الفكرِ في سطورِ كتابي


إنَّ في أحرفي سُكوناً مَقيتاً
مُستهيناً برِعشتي واضطرابي


* * *

يا جراحي برغمِ ما نِلتِ منِّي
لا تَبيتي على الطَّوى في غِيابي


جرِّبي النَّيلَ من سوايَ قليلاً
ثمَّ عودي وأَنعمي بالثَّوابِ


قد تعلَّمتُ كيف أقتلُ نفسي
وتعلَّمتُ كيفَ أَلقى حسابي


صولجانُ القريضِ مُلْكُ يمني
ويساري مرفوعةٌ للضِّرابِ


* * *

رُبَّ مستنكرٍ وُعورةَ دربي
واقتحامي جوَّ الأسى والصِّعابِ


راحَ يُغري بيَ الذئابَ ويعوي
بَيْدَ أنِّي رجمتُه بشهابِ


فهوى مولَعاً بنهشِ حذائي
وبه السُّمُّ مودَعٌ للذئابِ


فاستعيذي باللهِ من هولِ ما بي
من تحدٍّ على الطَّريقِ الصَّوابِ


واحملي سُورةَ الحديدِ حِجاباً
لا تخافي من مُنذِرٍ بالعقابِ



5-8-1999