عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2011, 05:32 PM
المشاركة 165
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (3)




سُوَيعاتُ الوِصالِ




ألقُ المشيبِ وبسمةُ الأقدارِ
قَلَبا دُجى ليلي لشمسِ نهارِ


ما كنتُ أحسبُ وصلَها مُتوقَّعاً
حتى طويتُ يمينَها بيساري


وغدتْ يَميني طوقَ خَصرٍ ناحلٍ
كالمِعصَمِ المحبوسِ ضِمْنَ سِوارِ


* * *

ومضتْ تشدُّ على يدي بيسارها
ثم انثنتْ عنِّي لحلِّ إزارِ


فخلعتُ أوهامي بخفَّةِ سارقٍ
ورميتُها في البحرِ للإعصارِ


وتعلَّقتْ بي كالغريقِ وقد رأى
غُصْناً يخلِّصُه من التَّيارِ


* * *

كَهْرَبْتُها باللَّثمِ حين توسدتْ
زَندي فشبَّ أُورُاها وأُواري


وبدأتُ أقطفُ من جِنانِ وصالِها
أحلى الكلامِ وأجملَ الأفكارِ


وتقولُ مَتِّعني بوصلِكَ إنَّهُ
وِزرٌ فحمِّلني لَظى أَوزاري


واحملْ معي ما لا أطيقُ فإنَّني
أطعمْتُ عُمْراً مُقفراً للنارِ


ودفنتُ أفكاري القديمة عندما
وافيتَني بالحبِّ والإيثارِ


ولقد بَرئتُ من الدُّموعِ وضَجَّ بي
حبُّ الحياةِ وغرَّدتْ أَطياري


وتفتَّحتْ أزهارُ عمريَ بعدما
أغفتْ على أغصانِها أزراري


فاجْنِ المواسمَ من خريفِ عواطفي
وامنُنْ عليَّ بساعةٍ مِدرارِ


فلربَّما عادَ الربيعُ وأورقتْ
مُتَعُ الحياةِ بنفحِها المِعطارِ


* * *

ومضتْ سُويعاتُ اللقاءِ كأنَّها
حُلُمٌ سرى في غفلةِ الأقدارِ


حتى غدونا شمعتينِ بلا لظىً
غَربَ الدخانُ وأشرقتْ أنواري


* * *

يا نفسُ حسبُكِ أنتِ أصلُ تعاستي
وسعادتي رهنٌ بفكِّ إساري


وصحوتُ أحتضنُ السَّرابَ وأحتسي
كأساً مزجتُ ثباتَها بفراري



29-8-1999