عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2011, 08:41 PM
المشاركة 192
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي



المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (26)




نَحْنُ التحَدِّي





بالسجْنِ نقذفُ أمْ بالنارِ نستعرُ
سيانَ لكنَّنا حتماً سننتصرُ


فلتَحْشِدوا بغيَكمْ في وجهِ ثورتِنا
نحنُ القضاءُ بوجهِ البغيِ والقدرُ


ما غيَّرَ الدهرُ منَّا طيبَ مَحْتدِنا
هنا نزارٌ .. هنا قيسٌ .. هنا مُضرُ


لو تعِقلونَ لما اخترتُم مصارعَكمْ
أو تُبصرونَ لما أودى بكم بَصَرُ


إنْ غرَّكمْ أنَّ فينا من يساومُكم
فنحن كالنارِ لا تُبقي ولا تَذَرُ


نحنُ انتفضنا وأقسمنا وفي يدنا
لكُلِّ دبَّابةٍ سارتْ بكم حَجَرُ


هيَّا اجْمَعوا كيدَكم واستنفروهُ لظىً
يضجُّ من نَتْنِهِ سهلٌ ومنحدرُ


وامشوا على جُثَثِ الأطفالِ طاهرةً
فكلُّ جُثَّةِ طفلٍ سوف تنفجرُ


ستستحيلُ دماءُ الطفلِ عاصفةً
تودي بكم فدمُ الأطفالِ مُنتصرُ


هذي أصابعه في الساحِ ما برَحتْ
مرفوعةً رغمَ أنَّ الطفلَ يُحتَضَرُ


لن تقتلوا فكرةَ التحريرِ في دمهِ
لن تقتلوها ولو في كفِّهِ ظفُرُ


شمس التحدي فلا واللهِ ما سطعتْ
إلا وكان بها من وقْدِهِ شَرَرُ


* * *

إنِّ لأَلْمَحُ تحتَ الليلِ بارقةً
بُشراكِ يا قدسُ هُبِّي أورقَ الشَّجرُ


هُبِّي .. تَرَيْ غابةَ الأشبالِ لاهبةً
تُوري الجحيمَ على منْ باسمكِ اتَّجروا


هذا الخليفةُ يحدو سيْرَ ناقتهِ
اللهُ أكبرُ لاحَ الفجرُ يا عمرُ


* * *

نحن التحدي ذُرا الجولانِ شاهدةٌ
على جبينِ العلى آياتُنا غُرَرُ


ما ضرَّنا طولُ ليلِ الغادرينَ فمِنْ
جُرْفِ الظلامِ ضياءُ الفجرِ ينتشرُ


كم قارعتْنا الليالي السودُ مُزجِيَةً
جيشَ الظلامِ وعند االفجرِ يندحرُ


إنَّ غرسنا وروَّينا الغراسَ دماً
وفي غدٍ من دمانا يعبقُ الزَّهَرُ


لقد طلعنا على الدُّنيا عمالقةً
يا ثورةَ الطفلِ شُدِّي يولَدُ الظَّفَرُ


* * *

غنَّيتُ مجدَكِ يحدوني هوى وهوىً
الخالدانِ دمُ الأطفالِ والحجرُ


طاروا أبابيلَ لم تخطئْ حجارتُهم
رؤوسَ من بسلاحِ الغدرِ قد نَفروا


دَكَّتْ معاقِلَ " صُهيونٍ " أناملُهم
فجيشُ " صُهيون " عصْفٌ راحَ ينتشرُ


هنا التّحدي سلاحُ الطفلِ أَنْمُله
وجعبةٌ من حصى سجِّيل تنهمرُ


* * *

وحين ترتفعُ الأصواتُ داعيةً
إلى السلامِ بثوبِ الخِزيِ تأتزرُ


تقيمُ في أعيني الرُّؤيا وتبهرُني
دماءُ طفلٍ ويسري في دمي خَدَرُ


كأنَّما حلبات الفتحِ غادرها
من كان للضَّرباتِ البِكرِ يبتكرُ


(كلَّا) سنكتبُها بالسيفِ من دمنا
على ضريحِ شهيدٍ تربهُ عَطِرُ


* * *

فصابِروا .. رابطوا .. تحيا أناملكم
فالنصرُ رايتُهُ وقفٌ لمنْ صبروا


عاشتْ سواعدُكم ..عاشتْ حجارتكم
عاشتْ عظامٌ بفأسِ الحقدِ تنكسرُ


من راحَ يطلبُ سلماً في مُساومةٍ
فإنَّهُ آبقٌ يا أُمَّتي قَذِرُ


إنَّا شَحَذنا بإصرارٍ حجارتَنا
فَلْيَمجْعوا كيدَهمْ حتماً سننتصرُ



1989