الموضوع: الأميـّـــة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-20-2011, 01:25 AM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





لمحة تاريخية:


بدأ اهتمام الإنسان بالقراءة والكتابة حين توصلت بعض الشعوب منذ أكثر من ستة آلاف عام إلى وضع رموز بصرية مجردة لتمثيل كلامها المنطوق. وظهرت أولى الكتابات الممثلة بمقاطع وكلمات وحروف في بلاد الرافدين والشام ومصر وفي الصين منذ أوائل الألف الثالث قبل الميلاد وتثبت ذلك النصب التذكارية والرقم الفخارية التي عثر عليها في تلك البلاد.

وأما الكتابة اليونانية فقد تطورت في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد، وتتابعت من بعدها الكتابة اللاتينية وغيرها. وكان العرب قبل الإسلام يستعملون الكتابة النبطية والكتابة بحرف المسند وحرف الجزم الذي تطور إلى الحرف العربي المعروف اليوم، كما أكد الإسلام أهمية القراءة والكتابة وسيلة للعلم والتعلم وحض المسلمين على اكتساب مهارة التعلم بجميع الوسائل المتاحة، ويسّر انتشار الكتابة والترجمة والنسخ انتقال الثقافات بين الشعوب، وساعد على نقل الحضارة العربية والحضارات القديمة إلى أوروبا في عصر النهضة، ومع أن أوروبا أهملت الكتابة والتعلم على المستوى الشعبي في العصور الوسطى بتأثير الكنيسة الرومية التي حرص رجالها على أن تكون اللاتينية لغة العلم واللاهوت، فقد قامت الكنيسة الأرثوذكسية بإدخال الحروف الكيريلية إلى اللغة السلافية، وأعادت حركة الإصلاح الديني في القرن السادس عشر الاهتمام بالكتابة باللغات المحلية، وساعد اختراع الطباعة وابتكار حروف الطباعة المتحركة. على نشر المعرفة وتغيير بنية المجتمعات وأنظمتها التعليمية والثقافية.


كما غيرت مفاهيمها حول معنى «الأمية والتعلم» الذي كان يتبدل بتبدل العصور واختلاف البلاد. فقد كان يعد متعلماً مثلاً من يعرف القراءة فقط في بلد ما، في حين لا يعد متعلماً في بلد آخر إلا إذا عرف القراءة والكتابة معاً.


وفي المؤتمر العاشر لليونسكو الذي عقد في باريس عام 1958 اقترح أن يعد متعلماً «كل من يعرف القراءة ويفهم ما يقرأ، ويستطيع أن يكتب جملاً قصيرة تتصل بحياته اليومية». ولم يبق لمؤشر «التعلم» في البلدان التي حققت نصيباً كبيراً من التعليم المتواصل إلا قيمته التاريخية يقوّم على أساسها مستوى تطور البناء الثقافي في تلك البلدان، وربما حل محله مصطلح «الثقافة» إذ ما يزال هذان المصطلحان مستعملين مؤشرين لتحديد المستوى الذي يحققه أي بلد في العالم في مجال التعلم والتثقيف.



والجدير بالذكر أن الإقبال على التعلم ازداد في أوروبا من قرابة 30 % في القرن الثامن عشر إلى 50% في القرن التاسع عشر، وإلى قرابة 90% في أواسط القرن العشرين، وتوصلت كثير من الدول في أوروبا وأمريكا الشمالية إلى محو الأمية تماماً في القرن العشرين. كما تمكنت اليابان في نهضتها الحديثة من محو الأمية والتركيز على التعليم الأساسي للصغار والكبار في أواخر القرن التاسع عشر.



واستطاعت دول الاتحاد السوفييتي (سابقاً) وكوبا والمكسيك والأرجنتين وتنزانيا القضاء على الأمية في حقبة الحرب العالمية الثانية وما بعدها. وتسهم المنظمة العالمية للعلوم والتربية والثقافة (اليونسكو) اليوم، والاتحاد العالمي لتعليم الكبار في وضع الخطط والبرامج والمشروعات لنشر التعليم، وقد توصل الاتحاد المذكور في مؤتمره الذي عقد في جوميتان بتايلاند عام 1990 إلى إعلان شعار «التعلم والعلم للجميع» والدعوة إلى تعليم 50% من الأميين خلال عشر سنوات.



وتتابع أنشطة التعليم والتعلم للجميع بعد مؤتمر جوميتان في برامج ومشروعات تسعى إلى متابعة تنفيذ مقرراته، وفي المنطقة العربية يتابع تعميم التعليم الأساسي ومحو أميّة الكبار وخاصة لدى النساء والمحرومين من الريفيين والبدو والمعوقين في برنامج «عرب يوبيل» المخصص للمنطقة العربية ضمن الأنشطة التي تنفذ قرارات مؤتمرات الاسكندرية التي وضعها الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في المدة من 1960 إلى 1994، وقد خططت هذه المنظمة وتابعت استراتيجية التعلم والتعليم للجميع بغية الوصول إلى محو أميّة الكبار قبل عام 2000 وللتوسع في التعليم والثقافة.


كما وضعت استراتيجيات للتربية العربية النظامية وتعليم الكبار بعد عام 1976، ولكن آليات تنفيذها ما زالت تفتقر إلى الإمكانات المالية والبشرية، وقد تعرقل تنفيذ استراتيجيات التربية والتعليم لعدم التنسيق والتكامل في البلاد العربية، مما يدل على أن تنفيذ توصيات التعلم للجميع أمر ما زال يفتقر إلى مزيد من الجهد والتعاون.





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)