الموضوع: الأميـّـــة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-20-2011, 01:35 AM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





ويرى المتفائلون أن وسائل الإعلام، وخاصة الإذاعة والتلفزيون والمحطات الفضائية وشبكات الحاسوب ستمكّن الإنسان في القرن الحادي والعشرين من التعلم الذاتي من بعد والقضاء على الأمية الهجائية في مستواها الأدنى، إلا أنه يبقى أكثر من نصف الأشخاص الذين محيت أميتهم الهجائية في حاجة إلى «محو الأميّة الوظيفية والحضارية».



ولهذا يرى المتشائمون أن تحقيق التعليم للجميع صعب في البلدان النامية وبعض البلدان العربية، وخاصة في مستويات التعليم الأساسي للكبار الذي يوازي مستوى تسع سنوات وأكثر من تعليم الصغار.



ويبدو أن الدول العربية ما زالت تهمل تمويل تعليم الكبار، إذ تخصص له أقل من 1% من ميزانياتها، في حين تصل ميزانية تعليم الصغار في بعض الدول العربية إلى قرابة 35% من ميزانياتها. وما زال 75% من الإفريقيين و 50% من الآسيويين أميين. وهناك 10 دول في العالم منها دولتان عربيتان تزيد نسبة الأمية فيها على 80%، في حين انخفضت في أواخر القرن العشرين نسبة الأميّة في المناطق النامية من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بسرعة.


وتدل الإحصاءات الأمريكية في أواسط الثمانينات على وجود قرابة 20 مليون أمريكي لا يستطيعون القراءة بمستوى يوازي مستوى الصف الرابع الابتدائي، وأن الفقراء يزدادون فقراً، إلا أن تزايد سيطرة شبكات الإعلام والمعلومات قد يزيد من فرص التعلم والاتصال بين الناس، مما يضع في أيدي الناس إمكانيات تقانة أوسع للتعلم الذاتي من بعد، وهذا ما دفع كثير من الباحثين إلى اقتراح إدخال مفهوم محو الأميّة المعلوماتية أو الحاسوبية، ووضع متطلبات جديدة لمحو الأمية.


ويرى المتشائمون أن إمكانات وسائل الإعلام والمعلومات الإلكترونية لا تتوافر إلا لدى الأثرياء والدول القادرة مادياً ومعلوماتياً، أما الدول النامية فستزداد فقراً، وتزداد الفجوة المعرفية بينها وبين الدول المتقدمة، في حين يرى المتفائلون أن التقانات المتعددة المتوافرة ستزيد من فرص تقدم الأمم النامية.


ويمكن للتضامن العربي في مجال المعرفة أن يستفيد من الانفتاح على شبكات المعلومات في تسريع تعليم الكبار ومحو أميتهم وبالتالي تنمية البلاد العربية اقتصادياً واجتماعياً، وربما يسهم التعلم الذاتي في تحسين تعليم الكبار المفتوح وزيادة ثقافة الأفراد، إذ يمنح فرصاً أكبر للمتعلمين الكبار لمواصلة التعلم الذاتي المستمر مستفيدين من الإمكانات المتاحة للفرد في الحياة.


وتبقى قضية الأميّة ومحو الأميّة من المشكلات التربوية والاجتماعية والتنموية المزمنة في العالم ، وقد أوصى المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة الذي عقد في بكين في أيلول 1995، بتخفيض معدل الأميّة بين الإناث إلى نصف المعدل المسجل عام 1990 مع التركيز على المرأة الريفية والمهاجرة واللاجئة والمشردة في الداخل والمعوقة، وتوفير فرص التعليم الابتدائي للجميع، وإزالة الفجوة بين الجنسين في مجال الإلمام الأساسي والوظيفي بالقراءة والكتابة.



وحث المؤتمر الراشدين على التعلم، كما دعا إلى ربط تعليم القراءة والكتابة بتنمية المهارات الحياتية والمعارف العلمية والتقانية. كما دعا إلى التوسع في تعرف القراءة والكتابة وفق الأهداف والمعايير الجديدة، بإعطاء الأولوية للتعليم الشامل للجميع في نظام تقاني ييسر التعلم الذاتي للكبار عن طريق شبكات الاتصال والمعلوماتية، ويبقى التوسع في هذا المجال اليوم وفي المستقبل قضية جغرافية جدلية.




فخر الدين القلا


الموسوعة العربية




- - - - - -


المراجع:

- ولتر أونغ، «الشفاهية والكتابية»، عالم المعرفة (الكويت، شباط 1994).

ـ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الخطة القومية لتعميم التعليم الابتدائي ومحو الأميّة في الوطن العربي (تونس 1990).

ـ عبد الله عبد الدائم، مراجعة استراتيجية تطور التربية العربية، إدارة التربية (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1995).

ـ سعيد إسماعيل علي، الأميّة في الوطن العربية (يوندباس، عمان 1991).

ـ هاشم أبو زيد الصافي، الأميّة في الوطن العربي (منتدى الفكر العربي، عمان 1989).

ـ فخر الدين القلا، محو الأميّة وتعليم الكبار (مديرية الكتب الجامعية، جامعة دمشق 1993).





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)