عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2781
 
عبدالله آل عيسى
من آل منابر ثقافية

عبدالله آل عيسى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
53

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Mar 2011

الاقامة

رقم العضوية
9796
04-12-2011, 11:45 PM
المشاركة 1
04-12-2011, 11:45 PM
المشاركة 1
Exclamation من يقمع المارد إذا صحى؟؟؟
كل الأمهات يرقبنها ,كلهن يتمنينها زوجة لأحد أبنائها,يداعبنها بـ يا حماتي ,يحمر وجهها خجلا كلما سمعت هذا الإطراء.
جميلة حد الخيال,ممشوقة القوام,ريانة العود ,الوجه دائري ,وضاء يفوق القمر ضياءا,الشعر حرير يصل إلى كعب قدميها,ممتلئة الوجنتين,ذات شامة في منتصف الخد الأيمن,
تكاد ترى انسياب الماء في عروقها ,مشمومة بحمرة خفيفة كبنات أوروبا.
لم يكن لها حظ من التعليم إذ غادرت مقاعد الدراسة بعد المرحلة المتوسطة بعد انتقال أمها إلى جوار الرب الكريم,أصبحت أمًا في سن مبكرة جدا السادسة عشر من عمرها,أعالت عدد سبع صغيرات خلفتهن الأم بعد الرحيل.
أخواتها وأبيها صدا في وجهها كل أمل في المملكة الخاصة ،وتاج الأمومة الحقيقية ،لم تعد حتى تحلم بفستان أبيض وكوشة وقاعة أفراح,لقد أصبح كل ذلك عندها نسيا منسيا.
هل سابقت الزمن ؟أم أن الزمن هو الذي سبقها؟!!,لم تعد تسمع تلك الإطراءات ,لم تعد أي منهن تتمناها لإبنها!!لماذا؟؟ لم تجد إجابة شافية,اعتصر الحزن قلبها ,وسكنت الكآبة نفسها,ليس لها من مستمع
إلا تلك المخدة التي تشبعت من دموعها,تشتكي ولا تسمع لشكواها أي رد,كم هي بغيضة إلى نفسها سويعات الليل ,عندما تنفرد بذاتها ,بعد أن غادرت كل الحمامات البيت ،وأصبحت لهن ممالكهن الخاصة .
لقد غادرت العقد الثالث ,وغادرتها كل تلك الهالات الجمالية ,ولكن لازال هناك بقية من جمال.
كانت كل صباح تجلس في مدخل البيت وبجوارها أبريق الشاهي , تتمنى لو تجد من يشاركها به.
ظلت تراقبه عدة أشهر ,عامل نظافة بسيط ,آسيوي الملامح,يعمل بجد ,تقدم له طعام الإفطار شفقة ورغبة في المؤانسة ,ذابت بينهما كل الفوارق الاجتماعية ,بدأت التبسط معه في الحديث ,حكى لها سوء طالعه ,وندب لها عاثر حظه,تزوجت أربع نساء ولم أجد ذرية ,أخبرت أني لا فروع لي أبدًا,أو أن ثمري
فاسد لاحياة فيه,وأسهب في الحديث,كانت قد غادرت كل ما حولها ,سرحت بفكرها في كلامه ,أربع يا سعدهن بك ,ويا سعدك بهن,رنت في أذنها كلمة غريبة –لا فروع لى ولا ذرية-
استيقظ فيها ذلك المارد الذي جاهدته سنين , حين كرست نفسها في خدمة من حولها ,ما باله يستيقظ الآن !!!!!.
في أحد الصباحات الربيعية ,جاء وقدمت له الإفطار !,كانت بالقرب منه على غير العادة؟,شم منها رائحة مغريةا؟!,لاحظ أنها في حلة استثنائية!,اقترب منها فلم يرى منها زاجرًا,
اقتادته إلى الداخل ,أطلقت لماردها العنان ,وتكرر اللقاء , ولم تكن تشعر بذنب أو ندم,بل اعتبرت ما يحصل من حقها بعد تضحيتها في سبيل غيرها سنوات طويلة ،دام الحال عدة أشهر وتأكد لها أنه آلة بلا إنتاج.
في نهاية الشهر الثامن من تلك العلاقة المشبوهة ,أحست بحركة غريبة في بطنها,ظنت أنها الزائدة الدودية فلقد داهمتها في وقت سابق ,القيء؟ الغثيان؟,الدوار ؟,الرغبة الشديدة في النوم؟,تذكرت ما يحدث لأخوتها عند حملهن,وقع الخبر عليها كالصاعقة .
جاء في الصباح التالي ,وجهت له سؤال مباشرا ألست عقيما ؟؟وتزوجت أربع نساء ولم ينجبن؟؟!,- ,وما هذا الذي في أحشائي من أين أتى؟!
أحس برعب وخوف ، غادر المكان مسرعا ,ثم غادر البلاد على وجه السرعة .
فكرت في نفسها,ومصيبتها ,وفضيحة أهلها وقبيلتها.
لم يدم تفكيرها كثيرا ,الموت والفضيحة كلهما فضيحة ودمار ،وجهان لعملة واحدة.
لا تريد أن تقتل نفسها ,ولا تريد أن تترك هذه الثمرة,قررت المغادرة بلا رجعة وكان لها ما أرادت.


كل كلمة تهدى الى عقد جمال يطوق عنقي وحرفي المتواضع