عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2011, 10:44 PM
المشاركة 5
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


لا تسلبني قدمي

للشاعر الرائع دكتور زيد الحمداني رؤية ساطعة في حبكة التفاصيل المغرقة بالوجع ..
ففي قصيدته التالية قد تسيطر عليك فكرة العبور إلى واقع متخم فقرا .. وعناء ..
وقد ترجع من رحلتك وأنت ذاهل الحدق .. كسير الوعي ..

******
لا تسلبني قدمي
"الأمل لايهجرنا ابدا, بل نحن قد نهجره احيانا” جورج فينبرغ، عالم نفس امريكي
لا أملك دراجةْ
وكل أسواق مدينتنا بعيدةٌ بعيدةْ
أين سأبيع السلال التي صَنعتِها يا زوجتي الحبيبة؟
ومن سيُطعم أطفالنا الصغارْ؟
ويملأ قدورنا الفارغات ويوقد تحتها النارْ؟
آه لو عندي دراجة
سأُسابق بها الريح إلى المدينة القديمةْ
وهناك سأبيع سلالنا الجديدةْ
التي صنعتها بيديك الحبيبةْ
وسنُضيء قناديل بيتنا الصغيرْ
وأجلس والأطفال على الحصيرْ
نرقبُك وأنت تملأين قدورنا بالأرز والملح والزيتِ
سأدرك حينها بأني ربُ البيتِ

ولكني لا أملك دراجة
فسرتُ على قدمي
ماشياً إلى سوق السلالِ
و تمنيت لو يمشي بي الطريقُ
وتُطوى لي الارضُ
إلى السوق القديمِ

آه لو يسعفني الحظُ
وأملك دراجةْ
في غُبار الطرقاتِ
وفوق أرصفة حارتنا المنسيةْ
أبصرتهُ
وهو يَجُرُ بيديه نِصفَه الأعلى
ويعدو كخيلٍ عربيةْ
لا أدري كيف سبقني
وهو لا يملك دراجةْ
ولم يرزق إلا بيدين؟

آه لو أنزِع عنك قفازيك
وأقبلُ يديك
وأصرخُ في نفسي:
إلهي
لا تمنحني دراجةْ
فقط لا تسلبني قدمي

********

د . زيد الحمداني
بين شرايين الحقيقة سيدي نطق الدم بعنجهية الإنكسار ..
تسلقت بالفضول حرفك حتى وصلت إلى سقف الحكاية ..
والجدران المطلية بصرخة السقوط .. كاد اليراع أن يكتبها نزفا ..
ولعلي وصلتُ إلى خارطة الحياة في تضاريس الكينونة الملبدة بالشقاء ..
إصرار الخطوات على المضي لتركل حجارة الظلام .. كانت هنا قصة أخرى للفأل..
حبكتك في جعل الطيف ماثل في أحداقنا لهي شيمة المحترفين ..
تأملتُ هذه الرائعة مطولا .. ثم تنهدت ومضيت بصمت مندهشة ..
سلام على روحك