عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2011, 11:19 PM
المشاركة 6
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


* تمتمات موؤدة ..

* حين تتحدث الشرفات من حولنا .. وتصرخ النوافذ لتهيج أحزاننا , فهو النذير بأن قلوبنا قد باتت على مقربة من الوجع ..
وليس هناك سوى الجحود والنكران ما يشعل حطب اللوعة على أرصفة أرواحنا ليحيلها إلى كومة من الحرائق اللظى ..
هذا ما حاولت أن تهمس به إلينا الرائعة أمل محمد من خلال نصها الآتي :


تمتمات ٌ موؤدة * أمل محمد

هناك ..
وفي زاوية ٍ ضيــّقة ٍ من حـُجرتي ألقيت ُ أوراقـًا متهالكة ً لطالما رتـّبتـُها ودمعتي تنسلّ
من بين أجفاني وتعانقها .. كـ أوراق ِ الخريف ِ صفراء هشـّـة بالية
اختفت معالمها ومحت السنون حروفها ..
لقد مل َّ منها صندوق ذكرياتي وتوســّل إلي ّ أن كفى !! فقد اختنقت ُ من تزاحمها هـُنا
أما آن َ لك ِ أن تـُـودِعِـيها تابوتـًا وتـُـلقيها في اليم ّ ؟؟َ!!
وتـُـشيـّعيها في مراسيم يغشاها أسى الكون ِ
ويرثيها قلبك ِ ويـُـوَدّعها للأبد !!
رِفـْقـــًا بي
فـ كيف َ ألقي بـ أوراق ٍ ملأتها تراتيل غرام .. وأغنيات عـِشق ٍ .. وزفرات فراق
وحنينـًا وأنينـًا سطـّـرته ُ الأيّام ُ دون أن يشعرون بـ شيء
وقناديل ُ أوجاع ٍ تشتعل ُ بين أضلعي
أنـّـى لي أن أطفِـئـها !!!
ورياح ُ البـَيـْن ِ تعصف ُ بـ ذكرياتي وتنثر ُ ما تبقـّـى منها
ورشفة ٌ من كأس ِ الجرح ِ يـُودي بـ روحي لـ مصرعها
أنصـِت ْ لي قليلا ً
كنت ُ كل ّ صباح أسطـّر فيها ذكرى
شوقـًا للقاء .. أو خوفـًا وقلقـًا على روح ٍ غائبة
وربـّما لوعة حنين ٍ .. وأنين
وحروف اشتياق للقاء ٍ يـُذيبني غرامـًا ويـُحلـّق بي وحدي في فضائه
ودمعات تستجديه أن عـُد ْ
ومع ذلك .. كانت الطمأنينة قصرًا أسكنه ُ بـ صـُحبتهم
نفترش ُ الهناء َ ونلتحف ُ الغرام َ ونتقاسم ُ لقيمات الهوى .. لا نفترق ..

وعلى الشـُرفة ِ يومـًا
وقفت حمامة ٌ على جناحيها طــُهْـر العالم ِ أجمع
وطرقت بـ لـُطف ٍ نافذتي
قالت .. اقتربي
ربـّما كان لك ِ هناك نــَغــَم
قلت ُ .. أخشى أن تــُدمـَى منــّي القـَدَم
وأصحو على أكوام ِ ألـَم
أنــّى لي حينها الهروب من رياح ٍ عاتية ٍ تقتلع ُ الهناء َ والصفاء
وتتابعت خـُطواتي دون أن ألتفت أو أتوقـّف
وإذ ْ بـ يد ٍ تمتد ّ لـ تقتلع معي جذور الألم ِ من أرضي
ونهر ُ عطاء ٍ تدفـّق بأوردتي حتى ارتويت
يد ٌ مسحت دمعتي .. وتفنـّنت في إسعادي .. ونفضت عن كاهلي غبار السنين الماضيات
وأغدقت علي ّ من نعيم ِ العيـْش أصنافـًا .. وأصنافا
حتى أقسمت اليمين
أن لا هـُجران َ .. و .. لا .. نـُكران
لم أكن أعلم ُ حينها أن ّ هذا النعيم سـ يصير ُ إلى جحيم
وذاك َ الهناء ْ .. سـ يبقى عنوان شقاء
هي فقط .. كلمات بـ لون الدم .. لا أكثر
لكن أي ّ كلمات ..!!!!
كلمات ٌ رمـَت ْ بـ حـُب ٍّ في غياهب ِ الجـُب ّ
لا أنيس َ .. ولا .. مــُنقـِذ
آهات ُ الجـِراح صارخة ٌ أن صبرًا
فـ سحابة ٌ في الأفق ِ قد تحمـِل ُ المطر
عـُذرًا .. يا قلب ُ .. عـُذرًا
فـ تلك َ اليد ُ أمسكت عن العطاء وودّعتك َ للأبد
قرّرت ُ حينها النهوض من جديد و [ الأمل ُ ] وحده ُ رفيقي
وجثوت ُ على ركبتي ّ بعد أن أرخى الليل سدوله وهجع الأنام ورفعت ُ كفـّي ّ بكل ّ رجاء
أن يارب ُّ هذا النداء
أتوق ُ للحظة ِ صفاء
بعد َ أن وُئدت ْ وردتي البيضاء ..
//
لـ قلوبكم جـِـنان وداد .
أمل محمد
شموخ القلم ~

****************
أمل ..
هناك ..تحت ظلال الزيزفون .. وفي عقر الوجع حيث الحنين يفترش الأوردة ..
ثمة أنين لليل على مناكبنا .. وعبرات السماء تسقط تباعا لتتحرش بالذكرى بين أرواحنا ..
فقط وجوم الأسطح ما يشيح عن بهجتنا ملامح الترقب .. وسطوة الإنتظار ..
في صمت الأمكنة , وعلى تمتمات الأرض تصرخ خطانا التي تركلها صفعات الشرود ..
كنا .. وكان الطيف / كنا وكانت أمانينا صيف .. لولا أن اجتاحها الفقد ..
فبتنا مجرد أغصان ممدة على رؤوس الخمائل .. والريح تلطم إنكسارنا ..
هذا النص يا مترفة الإبداع أيقظ الحزن في أعماقي الجافة والمتعطشة لضحكة الفأل ..
فسلام عليكِ كيفما شئتِ