الموضوع: رحلة سعيدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2011, 04:04 PM
المشاركة 9
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي

مع قلة كلماته وجدتني أبحر بين معانيها بزورقٍ صغير بالكاد يستطيع عبور لجته .. و وجدته كبحرٍ كبير بكل ذاك الصفاء .. ولكني لم أجد له قرار .. أخذت أتنفس من سكناته المطمئنة انتفاضة الثائر و أتعقب خطواته الثابتة علي أمشي على أثرها ..
فوجدت غدي الباسم موشوماً بحروفه وكلماته

..................

مهدت على مفارق أسفاري دروباً فسيحة .. واستحدثت للكلام حروفاً جديدة .. وتساءلت إن كان للعمر بقيةٌ تكفي لأن نوفي من نحبهم بعض ما يستحقون ؟؟ حيرةٌ تجتاح القلب إن كان بالإمكان الوصف .. وقدرٌ يهنئني على تجاهل الهم والحزن .. سرورٌ ممتنٌ لتلك الورقة الضائعة على أن أشكر للمفارقة تدبيرها لحزنٍ يأخذني لفرح .. و همٍ يقودني لفرج .. وخوفٍ يطير بي إلى عوالم الطمأنينة والأمن ..
كان ينصت لكل كلماتي .. ويعلق بعدها على جميع عباراتي .. ضحكاته الهادئة لم تنقطع عن مشوار كلامي .. وكنت أصمت بين الحين والآخر استرجع ما قلته .. أحاول السير بالاتجاه الصحيح في كل ما أقول وأفعل .. أعدت صياغة أفكاري رغبةً أن تعجبه .. وكنت منساقاً له بكامل رغبتي وسعادتي .. وأرى منه الحروف ألواناً جديدة .. أما الكلمات فقد صنعت كل واحدةٍ لنفسها قالباً يناسب وكل ذرةٍ من ذراتي .. وكنت أسأله بين وقتٍ وآخر هل نحن أصدقاء ؟؟ فكان يمدني بالصدق ويزرع الابتسامة لأن اطمئن ..

...................

هاهي محطتي المقصودة قد اقتربت , وهاهي لحظات الفراق قد بدأت تعد لي دقائق الوداع ... أخذت أُراقب من مكاني تلك البلدة الصغيرة وهي تفتح لي يديها تريد الترحيب بزوارها ..

- ربما انتهت رحلتي هنا ..

- حقاً .. هل وصلت إلى محطتك بهذه السرعة ؟؟

ابتسمت له و بداخلي غصة من أن أودعه

- نعم

- هل تصدق لم أشعر بالوقت من كثرة أحاديثنا الممتعة

- حقاً .. وأنا سعدت كثيراً بالحديث إليك

- لا تنساني يا فتى فور نزولك من القطار .. هههههه .. انتظر قليلاً ريثما تعود لعائلتك

- لا .. لا تقل ذلك حقاً لا أستطيع نسيانك .. نحن أصدقاء أليس كذلك ؟؟

ابتسم لي وهو يومئ برأسه

- بلا شك .. أنت طيب القلب .. إذاً حظاً موفقاً .. ولا تنسى ما قلته ..

- نعم .. شكراً لك على كل شيء .. وعلى التذكرة ..

- أووووه لم تنسى أمر التذكرة .. ههههه .. حسناً

ودعته و قلبي متألم لفراقه .. فقد شعرت أنه بمثابة الأب والأخ ..
خطواتي متثاقلة إلى البوابة , وحنيني يشدني للعودة إلى ذات المقعد بل أكثر من ذلك ..إلى لحظات السعادة والأمل
تذكرت ما قاله : أن السعادة لحظات لا تدوم ..ولكنِي تمنيتها أن تطول .. ألا نستطيع أن نخلق لحظات إضافية إلى أعمارنا الذابلة .. مزيدٌ من الوقت ومزيدٌ من السعادة والدفء .. صراعٌ بين القلب والعقل بين بقاء أو نزول ..
نزل من أراد من الناس محطتهم , وبقيت بضع خطوات و تقذفني معهم إلى مصيري المعتاد ..

- أنت .. هل تريد النزول أم ماذا ؟؟

ابتسمت لعامل القطار غير الذي كان أول الرحلة بملء سعادتي وقلت :

- لا.. لقد أخطأت المحطة .. ليست هذه ..

دخلت مسرعاً كطائر أُطلق للفضاء .. وشعرت أن معي شيئاً ثميناً أخبئه في داخلي لم أدري ما كنهه .. ولما اقتربت إلى المكان خففت من وقع أقدامي وجلست بجانبه دون أن أتكلم ..

- ما هذا لماذا رجعت ؟؟

- آه .. لقد ..

- لا تقل فاتتك المحطة السابقة ؟؟

- نعم .. نعم لا مشكلة أتدبر أمري ..


- هههه كثرة الأحاديث أخذتنا .. هل تعرف سأغفو قليلاً قبل أن أصل محطتي .. أخاف أن تفوتني مثلك

- نعم يجب أن ترتاح





يتبع ..