الموضوع: هلال رمضان
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
4450
 
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي

محمد عبدالرازق عمران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
850

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة
البيضاء / ليبيا

رقم العضوية
10226
07-31-2011, 12:26 AM
المشاركة 1
07-31-2011, 12:26 AM
المشاركة 1
Lightbulb هلال رمضان
( هلال رمضان )
رصد هلال رمضان بين الرؤية الشرعية والفلكية
[justify]يدور الحديث كلما اقترب شهر رمضان على مشاكل تعيين بداية دخول الشّهر الفضيل ، فعليه تتعيّن الكثير من الأمور ، وسنتناول أهم النقاط التي يرتكز عليها البحث وأسباب الخلاف .. وبادئ ذي بدء علينا أن نعرف بعض المفاهيم الشرعية والفلكية في شروط ولادة ورصد الهلال ونقاط الاتفاق والتفاهم المشترك بين الفقهاء وعلماء الفلك كي تتضح الأمور ونقرّب بين وجهات النّظر لعلّها تنفع عموم أفراد المجتمع .
( المفهوم الشّرعي )
تثبت ولادة الهلال شرعا بالرؤية البصرية للهلال الوليد بعد غروب شمس اليوم ليعلن بذلك غرّة الشهر الهجري الشّرعي ولهذا لزم أن يغيب الهلال الوليد بعد مغيب الشمس ولا يعتد بولادة الهلال بعد غيابه قبل مغيب الشمس وإذا غمّ الهلال لأيّ سبب كان يتم إكمال عدّة الشهر 30 يوما بغض النّظر عن ولادته فلكيا من عدمها وشروط صحّة الرؤية ما يلي :
ـ أن يكون الشّاهد مسلما بالغا عاقلا عدلا .
ـ أن تكون الرؤية واضحة محققة دونما شك أو ريبة وأن لا يشتكي الرّاصد من علّة في الإبصار .
( المفهوم الفلكي )
ولادة الهلال تبدأ في اللحظة التي يبدأ عندها أول انعكاس لأشعة الشمس السّاقطة على سطح القمر إلى الأرض بغض النظر عن إمكانية رؤيتها من عدمها وبغض النظر عن زمانها .. المفهوم الفلكي إذا يعتمد على سقوط أشعة الشمس المنعكسة من سطح القمر إلى الأرض مهما بلغت ضعفها وبغض النظر عن إمكانية رؤيتها بالعين .
ومن خلال المفاهيم السابقة يتّضح لنا سبب وجود الخلاف بين المفهومين حيث أن الرؤية بالعين المجردة وإن أجاز الفقهاء الاستعانة بالمناظير البصرية لتأكيد الرؤية تعتمد على شروط تختلف من بلد لآخر ومن ظروف لأخرى بعضها يتعلق بأحوال الطقس وأخرى بحسب الموقع الجغرافي كما سيأتي شرحه لاحقا ، بينما تعتمد الولادة الفلكية على الحسابات الرياضية البحتة والتي من دقتها يستغني بها الإنسان عن حاجته للرصد ولهذا لا يحصل الخلاف فيها مطلقا وإذا سمع بأنه حصل فأعلم بوجود خطأ من أحد الطرفين يسهل معه التثبت منه وإزالة الخلاف .. وأدلة الشروط الشرعية جاءت في أحاديث كثيرة منها عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحصوا هلال شعبان إلى رمضان " ، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غمّ عليكم فاقدروا له " ، أخرجاه في الصحيحين ، وعن عبدالله بن عبّاس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غمّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين " ، رواه مالك وأبو داود والترمذي والنسائي .. ومن حكمة المشرع أن جعل مدار الأحكام والتعاملات على أمور ميسرة يعرفها العامة والخاصة وبناء على ذلك فقد علّق الشارع الأحكام المرتبطة بالأشهر على الأهلّة بإحدى طريقتين ، إما رؤية الهلال وإما إكمال العدّة ثلاثين يوما وهما طريقتان ميسرتان يعرفهما عموم الخلق فهو ربط بأمر محسوس يستوي في إدراكه جميع البشر .
والشهر القمري يكون تارة ثلاثين يوما وتارة تسعة وعشرين يوما ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشهر يكون تسعا وعشرين ويكون ثلاثين فإذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فافطروا فإن غمّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين " أخرجه الشيخان وغيرهما ولا يتكلف المسلمون أكثر من ذلك .. والرؤية شئ حسّي عملي وليست فكرا ولا حسابا ، يقول الإمام بن القيّم رحمه الله وكان من هديه صلى الله عليه وسلم ألا يدخل في صوم إلا برؤية محققة فإن لم يكن رؤية ولا شهادة أكمل عدّة شعبان ثلاثين يوما .. وهنا يتبادر السؤال الطبيعي عن مقدار دقة الحسابات الفلكية في حركة القمر في دورانه حول الأرض إذ بلغت الدقة فيها أن أصبحت مواقيت شروق وغروب ومواعيد ولادات الأهلّة في المجموعة الشمسية كلها وعددها يفوق الخمسين قمرا وكوكبا وليس قمرنا فقط إلى أقرب ثانية وهي حسابات أصبحت معروفة ومجرّبة لعشرات السنين أما عن حسابات ولادة الهلال ومواعيد شروق وغروب الشمس فهي تحصيل حاصل وأمرها ميسور جدا بل أصبحت الحسابات تغطي أحداث الخسوف والكسوف لمئات السنين في المستقبل وعندما درست حركة القمر وجد أن هناك ثلاث حركات مختلفة للقمر في حركته حول الأرض :
1 ) يقترب ويبتعد من الأرض .
2 ) عندما يقترب يسرع أكثر في فلكه ويبطئ عندما يبتعد .
3 ) يتحوّل عن خطّ البروج بمقدار خمس درجات يمينا ويسارا .
وجميع هذه الحركات تؤخذ بعين الاعتبار في الحسابات الفلكية ونتيجة لذلك يبلغ معدّل الشهر القمري 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة 3 ثواني تقريبا وهو معدل دورة القمر حول الأرض بالنسبة إلى خطّ اقترانه بالأرض والشمس وهذه النتائج تؤكد الحكمة الإلهية في قوله تعالى في سورة الرحمن " والشمس والقمر بحسبان " ، والسؤال الآخر الذي يتبادر إلى الذهن هو بما إن الحسابات الفلكية دقيقة إلى هذه الدرجة فلماذا لا يؤخذ بها في إعلان ولادة الأهلة لاعتماد دخول شهر رمضان ؟ .. والجواب هو يجب ألا ننسى أن المسائل العبادية المتعلقة بولادة الأهلّة هي مسائل شرعية ولهذا للمشرع الحكيم إعطاء المفهوم لتلك الشعيرة وما يتعلق بها وليس للفلكي أن يحدد المفهوم ، ويصبح الفلكي هنا دوره مهما كمساعد للشيخ ليساعده في اتخاذ القرار من حيث إمكانية الرؤية من عدمها ولهذا أفتى بعض الفقهاء المحدثين بالأخذ برأي الفلكي عندما يقول باستحالة رؤية الهلال في حالة غياب الهلال خلف الأفق قبل مغيب الشمس بحسب الحسابات الفلكية أما تأكيد الرؤية فبالإمكان أن يستأنس برأي الفلكي كاحتمالية قائمة أنها تعتمد على الرؤية البصرية والتي كما أسلفنا تعتمد على ظروف الطقس وحالة الوهج الشمسي وزاوية سقوط أشعة الشمس على القمر وغير ذلك وهذه الظروف تختلف من حالة لأخرى .. وإليكم بعض المعلومات المساعدة لرؤية الهلال بعد غروب الشمس :
1 ) بالتجربة الميدانية في أنحاء العالم نستطيع أن نقول أنه لا يمكن أن يرى القمر هلالا من الغروب قبل أو بعد الاقتران " الولادة " بقليل حيث يجب أن يكون البعد الزّاوي أكبر من 7 درجات .
2 ) إذا شوهد الهلال في موقع ما فإنه يكون واضحا لجميع الدول الواقعة غرب الموقع الأوّل ، فمثلا لو شوهد في الإمارات والسعودية فإنه يكون واضحا للدول الواقعة غرب الإمارات والسعودية مثل مصر ودول المغرب العربي .
3 ) يشاهد الهلال غالبا في اليوم الثلاثين من الشهر .
أما الشروط الأساسية لتحديد بداية الشهور القمرية فهي :
ـ التأكد من ولادة الهلال الذي يشرق بعد شروق الشمس ويغرب بعد غروبها .
ـ مراقبة الهلال صباح يوم التاسع والعشرين وأحيانا يوم الثامن والعشرين من شهر شعبان بالنسبة لشهر رمضان ( مثلا ) فإذا شوهد قبل الشروق فإنه لن يرى عند الغروب إطلاقا .
ـ لابد أن يكون موقعه مناسبا في السماء الغربية .
ـ لابد أن يكون عمره مناسبا وأن تكون مدّة مكثه مناسبة .
على أساس هذه الشروط يمكن تقدير الرؤية لحساب التقويم الهجري لمئات السنين .. ولتحديد بدايات الأشهر القمرية يمكن تحديد أشهر المناسبات الدينية برؤية الهلال بعد ظهوره من وقت المحاق وبما أن القمر يرى فقط من انعكاس أشعة الشمس والقمر في موقع هندسي معين بالنسبة إلى الرّاصد لأجل رؤيته بسهولة غير أن الرؤية تعتمد على عوامل عدّة منها جغرافية ومنها متغيرات جوية وهندسية .. فمن الناحية الجغرافية فإن تباعد البلاد الإسلامية بينها على سطح الأرض قد يؤدي إلى سهولة رؤية الهلال في بلد ثان ثم استحالة رؤيته في بلد ثالث والسبب هو الاختلاف في خطوط الطول والعرض وتأثير ذلك على غروب الشمس والقمر في مواقع مختلفة وأحيانا تسهل رؤية الهلال في موقع جغرافي معين بسبب ابتعاده عن الشمس بزاوية كافية قبل غروبها بينما تستحيل رؤيته في موقع يقع شرقي الأول لعدم مرور المدة الكافية على حصول المحاق وقت الغروب بحيث تمكن رؤية الهلال ، أي كلما اتجهنا غربا وعند ثبوت بقية العوامل تزداد احتمالية الرؤية غذ يتأخر الهلال باستمرار عن الشمس وتزداد الزاوية بينه وبين الشمس وتزداد بالتالي فترة مكوثه بعد غروب الشمس .
أما الظروف الجوية فتشمل عوامل تزيد من صعوبة رؤية الهلال .. فتأثيرات الجو في السماء الملبدة بالغيوم ودرجة الحرارة وشفافية الجو والرطوبة النسبية ودرجة احمرار الشفق وضوؤه الذي يتأثر كثيرا بتواجد الجزيئات الغبارية أو غيرها والإضاءة الخلفية للسماء في موقع الرّصد وتأثير ظلال جبال سطح القمر على الجزء المرئي بإزاء الرّاصد ثم الإنكسارات الحاصلة في الغلاف الجوي الأرضي .
أما العوامل الهندسية والزمنية لموقع الهلال فهي الأخرى مهمة جدا في معرفة رؤية الهلال من عدمه وهي كالآتي :
ـ عمر الهلال وهو المدة الزمنية من لحظة الولادة إلى لحظة غروب الشمس .
ـ مدة مكث الهلال فوق الأفق بعد غروب الشمس إذ تعتمد هذه المدة على الزاوية بين مداري القمر والأرض والتي تتراوح بين 4 درجات و 57 دقيقة قوسية إلى 5 درجات و30 دقيقة قوسية والتي تعتمد على الرصد وموقع الراصد ( خط العرض ) .
ـ ارتفاع الهلال عن الأفق وقت الغروب وبعده الزّاوي وموقع الشمس بالنسبة للراصد وارتفاع موقع الرّصد عن مستوى سطح البحر .
وهذه طرق تحديد بداية الشهر القمري لدى بعض الدول :
1 ) السعودية : التأكد من ولادة القمر وغروبه بعد غروب الشمس .
2 ) قطر والكويت والإمارات والبحرين واليمن وسوريا والأردن : يتبعون السعودية بالرغم من أن لهم قاضي قضاة أو هيئة ثبوت الرؤية .
3 ) مصر : التأكد من ولادة القمر وغروبه بعد مدة لا تقل عن 5 دقائق .
4 ) الجزائر وتونس : تعتمدان معيار العمر وارتفاع القمر عن الأفق وبعده الزّاوي عن الشمس .
5 ) ليبيا تعتمد لحظة ولادة القمر بالحساب الفلكي البحت ومن ثم يبدأ الشهر من فجر اليوم الذي يلي الولادة مباشرة .
6 ) الهند والباكستان وبنغلاديش والمغرب : يعتمدن الرؤية بــــالعين المجردة ( القرار لقاضي القضاة أو لهيئة ثبوت الرؤية الشرعية ) .
7 ) نيوزيلاندا وأوروبا : تعتمدان على دول مجاورة .
8 ) ماليزيا وبروناي وأندونيسيا : يعتمدن العمر أكبر من 8 ساعات وارتفاع القمر عن الأفق أكبر من درجتين والبعد الزّاوي أكبر من 3 درجات .
9 ) أمريكا وكندا : تعتمدان على الحـــــــساب الفلكي ( لحظة الولادة ثم تقدير الرؤية ) . [/justify]


* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )