عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2011, 12:02 PM
المشاركة 3
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


وهذا سعدون المجنون المتوفى سنة 190 هـ, وكان من عقلاء المجانين وحكمائهم ,

ومما يروى من شعره وحكمته , يقول سعدون :

أرى كل إنسان يرى عيب غيره ..ويعمى عن العيب الذي هو فيه
وما خير من تخفى عليه عيوبه .. ويبـــــدو له العيب الذي لأخيه
وكيف أرى عيبا وعيبي ظاهرا .. وما يعرف السوآت غير سفيـه

وقال مرة لهارون الرشيد :

هب الدنيا تواتيكا .... أليس الموت يأتيكا
فما تصنع بالدنيا ..... وظل الميل يكفيكا
ألا يا طالب الدنيا .....دع الدنيا لشانيكا
فما أضحكك الدهر ....كذاك الدهر يبكيكا

وكتب إلى المأمون عندما بنى قصره :

يا منبنى القصر في الدنيا وشيده ... أسست قصرك حيث السيل والغرق
لو كنت تغني بذخر أنت ذاخــــــــره.....أسسته حيث لا ســــــوس ولا حرق
والموت مصطبــــــــح منكم ومغتبق .......فاحتل لنفسك قبل الموت يا حمق
واذكر ثمود وعادا أين أنفسهــــــــم .......فلو بقي أحدا من بعــــــدهم لبقوا

وهذه لبهلول.....

إذا خان الأمير وكاتباه .......وقاضي الأرض داهن في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويــــل .....لأهل الأرض من قاضي السمـــــــاء

وقال السراي مولى ثوبان : أدركت بالكوفه مجنونا يقال له عليانيأوي إلىدكان طحان وكانت معه عصى لا تفارقه ، وكان الصبيانيجتمعون ويعبثون به ،فإذا بلغت أذيتهم منه قال للطحان : قد حمي الوطيس وطاب اللقاء وأنا علىبصيرة من أمري فما ترى ؟ فيقول الطحان : شأنك , فيثب وهو يقول :
إذا هم ألقي بين عينيه عزمه .......... وأعرض عن ذكر العواقب جانبا
ثم يشد مئزره ويقول :
قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم.........دون النساء ولو باتت بإظهار
ثم يتناول العصا وبقول :
أشد على الكتيبة لا أبالي ....... أحتفي كان فيها أم سواها

والصبيان يهربون ، فإذا أرهقهم طرح الصيبان أنفسهم وكشفوا عوراتهم فيعرضعنهم ويقول : عورة المؤمن حمى ! لولا ذلك لتلف عمرو بن العاص يوم صفينوالأخذ بكلام علي -رضي الله عنه -أولى بنا , أمرنا ألا نتبع موليا ولا نقذفعلى جريح ,
ثم يعود إلى دكان الطحان ، وهو يقول :
وألقت عصاها واستقر بها النوى..كما قر عينا بالإياب المسافر

وورد عن جعيفران الموسوس من أهالي سامراء توفي سنة 208 حكى عبد الله بن عثمانقال :
أبطأ عنا جعيفران يوما ثم عاد وهو عريان يشتد والصبيان يرمونه بالحجارة ثم سلم وقال :
رايت الناس يدعوني .... مجنونا على حال
ولو كنت كقــــــارون ... وفرعون بإقبــــال
وماذا على حـــــــــق ....ولكن هيبة المــال

قلت : أيحضرك شيء على غير هذه القافية في هذا المعنى حتى نعلم أنك شاعر؟ فقال :

رأيت الناس يرموني .....بوسواس لأيامي
وما كنت أخا موق........قديما قبلتهيامي
ولكنــــي أرى ذاك........ لإقداعي وإعلا مي
ولو كنت أخـــا ملك.......وإبراج وإلجــــــام
إذا أكرمني النـــاس ......ولم أرم بإلمـــــــام
وكانوا كل أوقاتــي.... يباهون بإكـــــرامي

وقال :
لا تزوج فتهلكـــا ... حذرك اليوم حذركا
إن للعرس مرجعا ... عينها يورث البكا
لا يغرنك سقف ببيت .. وفرش ومتكـــــا

أرجو أن أكون قد وفقت في إختياري لهذا الموضوع ,





وبما أننا لا زلنا في موضوع عقلاء المجانين فقد أحببت أن أضيف هذا الموقف من مواقفهم ,
>>
في قصة طويله جرت بين ميمون الواسطي والحجاج بن يوسف نقتطف منهاهذه القطعه > وهي عندما قال الحجاج : يا ميمون أمدحني فأحسن جائزتك قال : يا حجاج ! والله ما أعرف فيك خيرا فأقوله وإن قلت ما أعرف عنك ذممتك , ولكن ما أذم الناس , لأن في نفسي ما شغلني عن عيوب غيري ,قال الحجاج : أمرتلك بأربعة ألاف درهم قال :ىفردها إلى الموضع الذي سرق منه , ولا تكن لصاجوادا تجود به على من أذا ذمك لم يضرك , وإن مدحك لا ينفعك , خل سبيلي أسألالله قوتا يغني عن نوالك ونوال أضرابك . فخلى سبيله ,

وقال أبو إسحاق بن إبراهيم الأبلي : رأيت غورك المجنونيوما خارجا منالحمام والصبيان قيام يضربونه ويؤذونه وهو يبكي قلت له : ما خبرك يا أبامحمد ؟ قال : قد أذاني هؤلاء الصبيان , أما يكفيني ما أنا فيه من العشقوالجنون ؟ قلت : ما أظنك بمجنون . قال : بلى والله وبي عشق شديد , قلت : هلقلت في عشقك شيئا ؟ قال نعم ثم أنشد:

جنون وعشق ذا يروح وذا يغدو ... فهذا له حد وهذا له حد
هما إستوطنا قلبي وجسمي كلاهما .. فلم يبقى لي قلب صحيح ولا جلد
وقد سكنا تحت الحشا وتحالفا .......على مهجة أن لا يفارقها الجهد
وأي طبيب يستطيع يحيلة ........... يعالج من داءين ما منهما بد






وهذه الأبيات أيضا لجعيفران الموسوس عندما دعاه عبد الله بن عثمان إلى بيته وعمل له غداء مع أصحابه , قال أصحاب عبدالله بن عثمان: أحضروا لنا قينة قال بعضهم : من يحضر قينة بين يدي مجنون ؟؟ دعونا نلهوا قفد حل علينا , فقال جعيفران :

وندامى أكلوني .......... إن تغيبت قليلا

زعموا أني مجنون ...... أرى العري جميلا

كيف لا أرعى وما .........لبصر في الناس مثيلا

باسطا للجود كفا .........قائلا خيرا مقولا

إنني أهوى كرام .........الناس لا أهوى البخيلا

إن أكن سؤتكم اليوم.......فخلوا لي سبيلا

وابتغوا غيري نديما.......لكم مني بديلا

وأتموا يومكم حيا .....كم الله طويلا,

قال عبد الله بن عثمان : فندمنا على ما كان منا فقلنا له :
معك نلهوا ونفرح فأتينا بثوب فطرحناه عليه وأتينا بقينه فأنشدت له :

لا تزوج فتهلك السابق روايتها.......

************
وهذه الأبيات أنشدها جعيفران الموسوس بعد أن لامه عبد الله وأصحابه على ما فعله الصبيه به :

رأيت الناس أحيانا .......... ليرموني بوسواس

ومن يضبط يا هذا ...........مقال الناس في الناس

فدع ما قاله الناس...........وعجل صفوة الكاس

فإن الناس يغرون ........... بأمثالي وأجناسي

ولو كنت أخا ملك ............ أتوني بين جلا سي

يقومون ويفدون ............. على الرجلين والراسي

******

ورأى محمد ابن المبارك عباسا المجنون وهو يهيم في جبل لبنان فلما رأه أستخفى منه , فأنشده الله أن يظهر فظهر فقال له : كيف تصبر على هذه الوحده في هذه القفار ؟ فضحك وانشد :

يا حبيب القلوب من لي سواكا ......أرحم اليوم مذنبا قد أتاكا

أنت سؤلي ومنيتي وسروري...قد أبى القلب أن يحب سواكا

يا مرادي وسيدي واعتمادي ......طال شوقي متى يكون لقاكا

ليس سؤلي من الجنان نعيم...... غير أني أريدها لأراكا
***************************

وقال الجاحظ : رايت مجنونا بالكوفه فقال لي : من أنت ؟ فقلت : عمرو بن بحر الجاحظ , قال : يزعم أهل البصره أنك أعلمهم قلت : إن ذلك مايقال ! فقال لي : من أشعر الناس ؟ قلت إمرؤ القيس قال :حيث يقول ماذ ؟ قلت :

كأن قلوب الناس رطبا ويابسا ..............لدى وكرها العناب والخشف البالي,

قال المجنون : أنا أشعر منه قلت :حيث تقول ماذا ؟ قال : حيث أقول :
كأن وراء الستر فوق فراشها ....... قناديل زيت من ورام قرام
فأينا اشعر ؟ فقال الجاحظ : أنت !
فسأني أيهم أقوى الريح أم الماء ؟ فقلت الريح , قال المجنون: لم تصب !
الماء أقوى من الريح قال الجاحظ : وكيف ذلك ؟
قال المجنون : لو طرحنا ثوب في الماءفابتل ثم نشرناه في الشمس لبقي ساعات لم يجف!
****************************************

وقال ثمامة بن أشرس :
دخلت دير هرقل فرأيت شابا مشدودا إلى سارية فقال لي : ما اسمك ؟ قلت : ثمامة قال : المتكلم ؟ قلت نعم !
فقال : يا ثمامه هل للنوم لذة ؟ قلت نعم , قال : متى يجدها صاحبها ؟ عاد وقال : إن قلت قبل النوم أجلت وأن قلت مع النوم أخطأت , لأنه ذاهب العقل وإن قلت بعد النوم أخطأت لأنه قد إنقضى قلت : وما ذا تقول أنت ؟ قال : إن النعاس داء يحل بالبدن ودواءه النوم !!!!!

*********************

قال أبو غسان الأسماعيلي :
دخلت البصره فرأيت شيخا مجنونا قد غلت يداه وأحدق به الناس فرحمته وابعدت الناس عنه فتنفس الصعداء واستعبر , ثم قال :

لقد صبرت على المكروه أسمعه .......من معشر فيك لولا أنت ما نطقوا

وفيك داريت أقواما أجاملهم............ولولاك ما كنت أدري أنهم خلقوا

الحمد لله حمدا لا شريك له ............كأنني بدعة من بين ما عشقوا!!

***********









خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!