الموضوع
:
هل فعلا لدى المثقف العربي رغبة في التغيير ؟
عرض مشاركة واحدة
10-25-2011, 07:40 PM
المشاركة
10
غزلان هاشمي
أديبـة وأستاذة جامعية جزائرية
تاريخ الإنضمام :
Oct 2011
رقم العضوية :
10517
المشاركات:
20
الأدبي تبرير للسياسي
أشكر الإخوة الأفاضل هذه الاسهامات المميزة الحقيقة أن مكمن الاشكال في مدى ارتباط الثورات السياسية بثورة الأدب وهذا الاستطلاع الذي قدمه الأستاذ السعيد موفقي لجريدة الشعب الجزائرية متقصيا آراء باحثين من مختلف أوطان العرب كنت قد قلت فيه مايلي:
د. غزلان هاشمي / الجزائر
إن الثقافة العربية حصيلة مرجعيات مختلفة ،ولأن تاريخ المعرفة وواقع الثقافات البشرية كما يوضح معجب الزهراني تبين أن الأنساق تتغير وتتبدل وتختلف اعتبارا من تغير البنى الثقافية التقليدية لتفسح المجال لوعي مغاير في الظهور من جديد ،من هنا تظهر خطابات معرفية جديدة مؤسسة على الاختلاف وهذا اعتبارا من تغير الحراك السياسي والاجتماعي الذي يجد تبريره فيه،فإذا كانت الدول العربية قد شهدت هزات على المستوى السياسي وثورات على سلطة محددة،فالأمر ذاته سيشهده الوجه المعرفي إذ ستكون هناك ثورة مصاحبة على سلطة النسق المعرفي والثقافي المهيمن،وستضيق العقلية العربية بالخطابات القبلية وكل المرجعيات التي احتكمت إليها لترى فيها نوع من الاضطهاد الممارس والاحتكام إلى المعيارية التي تلوح بسلطة معرفية تتحكم في كل منجز إبداعي وتهدد كل من خرج عنها أو رام المغايرة بالتهميش والإقصاء......ستعلن كل النظريات إفلاسها التام نظرا لهذا السياق الذي يوحي بالتوتر ،إذ سيجد فيها الضمير الشعبي أنها سليلة نظرة استعلائية أو منظور دكتاتوري يبتعد عن مواجع المواطن العربي وحدود اهتماماته.....كيف لا وكل ما وجدناه من نظريات أدبية روج لها الخطاب الثقافي العربي مستعارة من الآخر فصلت عن سياقاتها وطبقت على أرضية مغايرة ،وبما أن العقل الشعبي العربي قد اتجه نحو البحث عن الخصوصية في سياق البحث عن الذات/الهوية ومع تصاعد الصراع العربي/الإسرائيلي ومع محاولة رد الاعتبار للاهتمام الشعبي على حساب السلطوي المؤسساتي فإن المؤسسة الثقافية ستتجه نحو التغيير من نسقها المعفي أو استبدالها بما يوائم متطلبات هذه المرحلة نظرا لعزوفهم ـ أي الشعب ـ عن كل ما له علاقة بالسلطة السياسية المتهالكة أو السابقة،لذا ستعاود ظهورها بشكل جديد إما بتجديد خطاباتها الأدبية ولجوئها لخرق المألوف عن طريق طرح مصطلحات ومناهج ونظريات جديدة،وإما باستيلاء الجيل الجديد على المؤسسة الثقافية المهيمنة وخرق سلطة المفاهيم القبلية وقلبها رأسا على عقب هروبا من المعيارية كما حدث ذلك في تاريخ الغرب.
ورابطه :
http://www.elaphblog.com/posts.aspx?u=843&A=88865
رد مع الإقتباس