ما للمتيم شادي الألحان =أهو الحنين لعاشقٍ ولهانِ
أم إنها شكوى الفؤادَ من الهوى=جور الزمان وقسوة الحرمانِ
صدحت بشكواها فشبَّت أضلعي=وبكى الفؤاد وناحت الأشجانِ
لتفيض بالكلماتِ شعراً ساحراً=يغزو القلوب ويسكنُ الوجدانِ
وتترجمُ الآهاتَ لحناً خالداً=يُبقي على مرَّ الزمان زماني
يا قاضي العشاقِ اسمع حجتي=فالظلمُ حكمٌ دونما استبيانِ
أنا عاشقٌ عَصَفَ الغرامُ بلُبِّهِ=متحكماً في خاطري وكياني
لم تُبقِ لي عقلاً يفكرُ إنما=زادت بلهفتها عليَّ جُناني
هي عقلها يهذي كعقلي ما الذي =تبنيه من عقلٍ على الهذيانِ
الشوق أتعبها فما حال الذي= لم يُبقِ فيه الشوق لو ضلعانِ
ما بين أضلعها جعلتُ مخيّمي=لأُسامِر الآهاتِ والخفقانِ
فحكمت أن أبقى أسير فؤادها=والأرضُ أرضي والمكانُ مكاني
فاحكم بوصلٍ لا أبا لكَ إننا=روحٌ مقسمةٌ على جسدانِ