الموضوع: قرأت لكم
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2010, 04:48 PM
المشاركة 37
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رواية

دوبروفسكي


لأديب روسيا العظيم
الكسندر بوشكين


عن دار رادوغا للنشر -طشقند

هنا وظف بوشكين الحدث بقوة ليحكي عن أوجاع طبقة الفلاحين في عهد القياصرة الروس
أسلوب بوشكين الساخر كان رائعا
يقول الكاتب السوري الكبير " نصر الدين البحرة " عن الرواية:
قبل أن أقرأ رواية »دوبروفسكي« كنت أتصور أن الإقطاعيين ومالكي الأراضي يتشابهون في الكيفية ويختلفون في التفصيلات, ولكنها أكدت لي أنهم لا يتفقون في التفصيلات فحسب, بل أنهم يتشابهون تماماً, حذوك النعل بالنعل» كما يقول المثل العربي«.

إن الكسندر بوشكين الذي يعد بحق أباً للأدب الروسي الحديث, عرض في روايته » دوبروفسكي« التي صدرت مترجمة للعربية في طشقند, نماذج من المجتمع الإقطاعي تعود إلى الربع الأول من القرن التاسع عشر..والحادثة التي أود الوقوف عندها في هذه الرواية ذكرتني بحادثة تماثلها جرت في أحد الأرياف السورية في سنوات الأربعينات, ولا أزعم أنني شاهدتها بعيني ولكن صديقاً عزيزاً رواها لي قبل سنين طويلة..كان هو نفسه قد رآها, فبقيت في الذاكرة.‏

بطل الحادثة في رواية بوشكين, هو»النبيل« الإقطاعي ترويكوروف, وكانت له طريقة مذهلة في إمتاع نفسه وإبهاجها وإدخال السعادة إلى قلبه, ذلك أن عنده دباً ضخماً, كان يتركه زمناً حتى يجوع ثم يحبسه في غرفة خاوية وهناك يقيدونه بحبل مربوط إلى حلقة مثبتة في الحائط, وكان الحبل بطول الغرفة تقريباً, بحيث لايظل في الغرفة مكان آمن من بطش الوحش المرعب, إلا الركن المقابل, وفي العادة كانوا يأتون بشخص لا علم له بالأمر إلى باب الغرفة, ثم يدفعونه فجأة عبر الباب, ثم يغلقون الباب ويتركون الضحية البائسة وجهاً لوجه مع وحش البراري الأشعث, وكان الضيف المسكين, ضيف الإقطاعي النبيل في قصره, بعد أن تتمزق أطراف ردائه ويسيل الدم من جروحه, يجد بسرعة الركن الآمن, ولكنه أحياناً يضطر إلى الوقوف ثلاث ساعات كاملة ملتصقاً بالجدار, يراقب الوحش الهائج, قيد خطوتين منه, وهو يزأر ويثب ويشب على رجليه الخلفيتين, ثم ينقض محاولاً الوصول إليه, إن الأديب العظيم يعلق على هذه البشاعة الفظة بهذه الكلمات » تلك هي صورة اللهو النبيل للإقطاعي الروسي«!‏

على أن بوشكين, لم يدع هذه الوحشية تمر هكذا من دون أن يسخر منها على طريقته المريرة: ذلك أن ترويكوروف حين أزمع أن يتسلى مع الضيف الجديد المفترض أنه مدرس فرنسي استقدمه لتدريس أولاده, فشل تماماً , إذ إن الضيف أطلق النار على الدب.وقتله قبل أن تتاح الفرصة لأحد أن يتسلى أو يضحك!‏