عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 07:09 PM
المشاركة 3
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
5- طريق اكتساب الأدب :
بعد أن علمنا حاجتنا إلى الأدب وأهميته وفضله وأنواعه،فكيف السبيل إلى اكتسابه والتخلق به في مجتمعات المسلمين وفي أفرادهم ؟
1- تربية الأولاد على الأدب منذ الصغر :
وهذا واجب الوالدين والأساتذة في البيت والمدرسة،وقال عبد الملك بن مروان لمؤدب ولده - وكان رجلاً من بني زهرة -:علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن،واحملهم على الأخلاق الجميلة،وروِّهم الشعر يشجعوا وينجدوا،وجالس بهم أشراف الناس وأهل العلم منهم،فإنهم أحسن الناس رعةً وأحسنهم أدباً،وجنبهم السَّفلة والخدم،فإنهم أسوأ الناس رعة وأسوؤهم أدباً ومرهم فليستاكوا عرضاً،وليمصوا الماء مصًّا ولا يعبوه عبّا،ووقرهم في العلانية،وذللهم في السر،واضربهم على الكذب،إن الكذب يدعو الى الفجور،والفجور يدعو الى النار،وجنبهم شتم أعراض الرجال،فان الحر لا يجد من عرضه عوضاً،وإذا ولوا أمراً فامنعهم من ضرب الأبشار فإنه عار باقٍ ووتر مطلوب،واحملهم على صلة الأرحام،واعلم أن الأدب أولى بالغلام من النسب.
قد ينفعُ الأدبُ الأحداثَ في صغرٍ وليس ينفع عند الشيبةِ الأدبُ
إن الغصونَ إذا قومتها اعتدلـت ولا يلين إذا قومته الخشـب
قال مالك رحمه الله ( كانت أمي تعّممني وتقول لي:اذهب إلى ربيعة فتعلم منه آدابه قبل علمه ). قال أبو حامد الغزالي رحمه الله:( الصبي أمانة عند والديه،فإن عُوِّد بالخير وعُلمه نشأ عليه وسَعِد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب،فعلى الأب أن يصون ولده بأن يؤدبه ويعلمه محاسن الأخلاق،ويحفظه من قرناء السوء ولا يعوده على التنعم والزينة والرفاهية فيضيع عمره في طلبها،ثم ذكر طرقا في تأديب الصبيان ينبغي لكل والد ومرب الرجوع إليها)
2- ومن طرق اكتساب الأدب،النظر في قصص القرآن وكتب الحديث والسيرة لمعرفة هدي وآداب رسول الله صلى اله عليه وسلم،والالتزام بمجالس ودروس أهل الحديث لأنهم أعلم الناس بآداب رسول الله r،كذلك النظر في ميراث أسلافنا من الصحابة والتابعين والأئمة المشهورين بالأدب والورع والدين ومن أهم الكتب في سيرهم كتاب ( سير أعلام النبلاء ) للإمام الذهبي رحمه الله (25 مجلدا ).
3- تعليم الناس وتذكيرهم دوما بأهمية الأدب في حياتهم وخطورة تركه وإهماله :-ويتحقق ذلك بإقامة الدروس والمحاضرات والخطب في ذكر الآداب الشرعية بالأدلة الصحيحة .
4- قراءة الكتب والمصفات التي أفردت لأبواب الأدب لمعرفة الآداب الإسلامية والعمل بها ونشرها بين الناس،ولاسيما كتابنا هذا .
5- مصاحبة المربِّين والعلماء وطلبة العلم الملتزمين بالأدب .
6- ومن طرق اكتساب الأدب:توقي الآداب المرذولة في الأفراد والمجتمعات .
7- مجاهدة النفس وتربيتها على الآداب الشرعية:فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:"إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ،وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ،مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ،وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ " قال أبو حامد الغزالي رحمه الله:( فمن أراد مثلا أن يُحصِّل لنفسه خُلُق الجود فطريقه أن يتكلف تعاطي فعل الجود وهو بذل المال،فلا يزال يطالب نفسه به،ويواظب عليه تكلفا مجاهدا نفسه حتى يصير ذلك طبعا ويتيسر عليه فيصير به جوادا .. وجميع الأخلاق المحمودة شرعا تحصل بهذا الطريق )
فإذا سلك المؤمن طرق اكتساب الأدب مع الإخلاص وفقه الله تعالى .
6- الكتب والمصنفات في الأدب الشرعي :
- أما الكتب التي ذكرت الآداب فهي على أنواع منها ما صُنف كاملا في الأدب مثل :
لباب الآداب لأسامة بن منقذ رحمه الله توفي سنة (584)
الآداب الشرعية لابن مفلح الحنبلي توفي سنة (763 هـ) في ثلاثة مجلدات .
الأدب المفرد للإمام البخاري رحمه الله.
الآداب للإمام البيهقي وهو من أوفاها .
غذاء الألباب لشرح منظومة الآداب للسفاريني توفي (1188هـ) في مجلدين .
أخلاق النبي rوآدابه للحافظ بن حيان الأصبهاني( توفي 369هـ) محقق في أربعة مجلدات
زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم (توفي 751هـ) في خمسة مجلدات .
ومن الكتب ما أفرد أبوابا وكتبا ضمن الكتاب مثل كتب الأدب في كتب الحديث المشهورة.ومن المصنفات في آدابٍ معينة مثل آداب طلب العلم وهي كثيرة.

_______________





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني