( زحلة )
شيّعت أحــــــــلامي بقلب باكِ
ولممت من طرق المـــــلاح شباكي
***
ورجعت أدراج الــــــشّباب وورده
أمشي مكانهما عــــــلى الأشواكِ
***
وبجانبي واهٍ كــــــــأنّ خفوقه
لمّا تلفّت جــــــــهشة المتباكي
***
شاكي السّلاح إذا خـــــلا بضلوعه
فإذا أهبت به فـــــــليس بشاكِ
***
لم تبق منّا يــــــــا فؤاد بقية
لفتوة أو فـــــــــضلة لعراك
***
كنّا إذا صفّقت تســـــتبق الهوى
وتشدّ شدّ الـــــــعصبة الفتّاكِ
***
واليوم تبعث فـــــيّ حين تهزّني
ما تبعث النّــــاقوس في النّساك
***
يا جارة الوادي طـــربت وعادني
ما يشبه الأحـــــلام من ذكراك
***
مثّلت في الذكرى هـواكِ وفي الكرى
والذّكريات صدى الســنين الحاكي
***
ولقد مررت علــى الرّياض بربوةٍ
غنّاء كنت حـــــــيالها ألقاكِ
***
ضحكت إليّ وجـــوهها وعيونها
ووجدت في أنفـــــاسها ريّاكِ
***
لم أدر ما طيب الـعناق على الهوى
حتى ترفّق ســـــاعدي فطواكِ
***
وتأوّدت أعطــــاف بانك في يديّ
وأحمرّ من خفريــــــهما خدّاك
***
ودخلت في ليلين فـــرعك والدجى
ولثمت كالصّـــــبح المنوّر فاكِ
***
وتعطّلت لغة الـــــكلام وخاطبت
عينيّ في لغة الـــــهوى عيناكِ
***
لا أمس من عمـــر الزّمان ولا غدٌ
جمع الزّمان فكـــــان يوم رضاكِ
( أحمد شوقي / مصر )