الموضوع
:
دراسة احصائية عن اليتم والشخصيات الخالدة
عرض مشاركة واحدة
08-05-2010, 08:36 AM
المشاركة
10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
5
كونفوشيوس
نشأة المؤسس
:
يتحدر كونفوشيوس من أسرة أرستقراطية
أحاطت
بولادته أوهام وأفكار خيالية، تتناقلها القصص في التراث الصيني، منها أن الأشباح
أبلغت أمه الشابة مولده غير الشرعي، وكيف كانت الأرواح الإناث
تعطر لها الهواء وهي تلده في أحد الكهوف
.
عاش كونفوشيوس يتيماً، توفي والده وهو
ابن ثلاث سنوات، وقد مالَ إلى دراسة الفلسفة مع اشتغاله بأعمال بسيطة
.
تلقى
علومه الفلسفية على يدي أستاذه الفيلسوف "لوتس" صاحب النحلة الطاوية، حيث إنه يدعو
إلى القناعة والتسامح المطلق، ولكن كونفوشيوس خالفه فيما بعد داعياً إلى مقابلة
السيئة بمثلها وذلك إحقاقاً للعدل
.
كونفوشيوس هو أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يضمنه كل
الأفكار الصينية عن السلوك الإجتماعي والأخلاقي. ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقية
الشخصية وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى. وقد ظلت هذه
الأفكار تتحكم في سلوك الناس أكثر من ألف عام. ويلقب بنبي الصين. ولد كونفوشيوس سنة
۵۵۱
ق.م. في ولاية لوفي شمالي الصين
.
مات أبوه وهو طفل... فعاش مع
أمه في فقر شديد
.
وعندما كبر عمل موظفاً في الحكومة.
ثم اعتزل العمل الحكومي
وبعدها أمضى ستة عشر عاماً من عمره يعظ الناس متنقلاً من مدينة إلى مدينة
.
وقد التف
حوله عدد كبير من الناس، ولما بلغ الخمسين من عمره عاد إلى العمل في الحكومة. ولكن
استطاع بعض الحاقدين عليه أن يطردوه من الحكومة، فترك لهم البلاد كلها.
وأمضى بعد
ذلك ثلاثة عشر عاماً مبشراً متجولاً.
ثم عاد ليقيم في بلدته خمس سنوات الأخيرة من
عمره. وتوفى سنة
479
ق.م.
وكثيراً ما وصف كونفوشيوس بأنه أحد مؤسسي الديانات، وهذا
تعبير غير دقيق إن لم يكن خاطئاً فمذهبه ليس ديناً. فهولا يتحدث عن إله أو
السماوات. وإنما مذهبه هو طريقة في الحياة الخاصة والسلوك الإجتماعي والسلوك
السياسي.
ومذهبه يقوم على الحب - حب الناس وحسن معاملتهم والرقة في الحديث والأدب
في الخطاب. ونظافة اليد واللسان. وأيضاً يقوم مذهبه على احترام الأكبر سناً والأكبر
مقاماً، وعلى تقديس الأسرة وعلى طاعة الصغير للكبير وطاعة المرأة لزوجها. ولكنه في
نفس الوقت يكره الطغيان والإستبداد. وهو يؤمن بأن الحكومة إنما أنشئت لخدمة الشعب
وليس العكس. وأن الحاكم يجب أن يكون عنده قيم أخلاقية ومثل عليا.
ومن الحكم التي
اتخذها كونفوشيوس قاعدة لسلوكه تلك الحكمة القديمة التي تقول: «أحب لغيرك ما تحبه
لنفسك».
وكان كونفوشيوس محافظاً في نظرته إلى الحياة فهو يرى أن العصر الذهبي
للإنسانية كان وراءها - أي كان في الماضي. وهو لذلك كان يحن إلى الماضي ويدعو الناس
إلى الحياة فيه.. ولكن الحكام على زمانه لم يكونوا من رأيه ولذلك لقى بعض المعارضة.
وقد اشتدت هذه المعارضة بعد وفاته ببضع مئات من السنين، عندما ولي الصين ملوك
أ حرقوا كتبه وحرموا تعاليمه.. ورأوا فيها نكسة مستمرة. لأن الشعوب يجب أن تنظر
أمامها. بينما هو يدعو الناس إلى النظر إلى الوراء.. ولكن ما لبثت تعاليم كونفوشيوس
أن عادت أقوى مما كانت وانتشر تلاميذه وكهنته في كل مكان.. واستمرت فلسفة كونفوشيوس
تتحكم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرناً - أي من القرن الأول قبل الميلاد حتى
نهاية القرن التاسع عشر بعد الميلاد.
أما إيمان أهل الصين بفلسفة كونفوشيوس فيعود
إلى سببين: أولا أنه كان صادقاً مخلصاً. لا شك في ذلك. ثانياً أنه شخص معقول ومعتدل
وعملي. وهذا يتفق تماماً مع المزاج الصيني. بل هذا هو السبب الأكبر في انتشار
فلسفته في الصين. وهو بذلك كان قريباً منهم. فلم يطلب إليهم أن يغيروا حياتهم أو
يثوروا عليها. وإنما هوأكد لهم كل ما يؤمنون به فوجدوا أنفسهم في تعاليمه. ولذلك
ظلت فلسفة كونفوشيوس صينية. ولم تتجاوزها إلا إلى اليابان وكوريا.. ولكن هذه
الفلسفة قد انحسرت تماماً عن الصين. بعد أن تحولت إلى الشيوعية واتجهت الصين إلى
المستقبل وانتزعت نفسها من هذه الديانة وذلك بالبعد عن الماضي ومسالمة الناس في
الداخل والخارج. ولكن تظل فلسفة كونفوشيوس هي التي حققت سلاماً وأمناً داخلياً أكثر
من عشرين قرناً للصين. وقد فشلت الكونفوشية أن تترك أثراً يذكر خارج
الصين
.
يتبع ،،
رد مع الإقتباس