عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
4422
 
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د محمد رأفت عثمان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,305

+التقييم
0.36

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
سوريا

رقم العضوية
13019
07-28-2015, 11:03 PM
المشاركة 1
07-28-2015, 11:03 PM
المشاركة 1
افتراضي الفريضة الأعظم في حياة المسلم

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
أخي المسـلم : تخاف من الجهاد و تركن للدنيا و هو الذي قد فُرِض عليك فرضاً مُذ خلق الله عزوجل أباك آدم عليه السلام و أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس , و قال لله عزوجل بكل حقدٍ و كبر على أبينا آدم : أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ (62 الإسراء) و لم يكتف بهذا بل تحدى الإله إذ قال : لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17 الأعراف) , و زاد في تحديه أن طلب من الإله الذي خلقه مهلة لتحقيق غرضه فقال : أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14 الأعراف) , و لم يتباطأ في تنفيذ وعيده و ذلك عندما بدأت وساوسه القذرة الخبيثة تغزو عقل أبينا عليه السلام فقال له و لأمنا حواء عليها السلام : مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20 الأعراف) , فصدقاه فعصيا ربهما فخسرا الجنة و هَبَطا مع إبليس إلى الأرض أعداء و ليسوا أصدقاء و لا أحباب , فَتَبِعَهُ خلق كثير , من إنس و جن , يفعلون بأمره , يعادون الخير و أصحابه , يعلنون الحروب و يأكلون الربا , يزنون و يكذبون , و من الشرور لا شيء يدعون أو يستثنون , و بعد ذلك يأتي من يدافع عن إبليس و يقول هو بريء مما يمكرون و يفعلون .
أخي المسـلم : كفاك غفلة و سهواً , كفاك تناسياً لأعدائك من الجن و الإنس , كفاك بحثاً لهم لأعذار تجميلية , كفاك غشاً لنفسك و خداعاً لها و إقناعها بأنك آمن و أنت معهم , إنك إن تتناساهم فهم لا يتناسوك , إنهم يريدون استعبادك و إذلالك , يريدون سحقك و القضاء عليك , يسرقون أموالك , يهتكون عرضك , يضيعون أولادك و يتاجرون بكل جميل في حياتك , و سيدهم لا يرضى لك بعد عذابات مريرة في الدنيا بديلاً عن الدركات السفلى من النار.
أخي المسـلم : منذ أن تفتح عينيك إلى الدنيا و هناك من يتربص بك , يريد أن يغويك , فهلا استبدلت براءتك بالحذر و جهلك بالعلم و ركونك للدنيا باللجوء إلى الله عزوجل ؟!
أخي المسـلم : الجهاد في سبيل الله يعني أنك مع الله , مع الذي أحبك و كرم أبواك و يريد أن يكرمك و يدخلك الجنة , الجهاد في سبيله يعني أن تتبع أوامره , أن تحارب عدوك و عدوه , و الجهاد أنواع كثيرة , منها ما هو بالكلمة و المنطق , و منها ما هو بالسيف و المدفع , منها ما هو جهاد للنفس الأمارة بالسوء و شيطانها الخبيث , و منها ما هو جهاد للعدو الإنسي المختبىء و المتربص , فتعلم أخي المسـلم كيف تجاهد و بِمَ تجاهد و من تجاهد , علم أولادك ذلك و كن مستعداً لكل الاحتمالات لأن عدوك خبيث لعين , و لا تنتظر أن تقع الفأس بالرأس و بعد ذلك تقول يا ليتني و يا ليتني , و لا تتواكل و تنتظر من الآخرين أن يجاهدوا عنك لأن لكل واحد منا دوراً يؤديه في هذه الحرب المستمرة , و لا تجادل في أمر فرضية الجهاد , فرضية واجبة عليك , لأنك بذلك تُسعد عدوك .
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 18 حزيران 2015



لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه