عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2012, 02:24 PM
المشاركة 2
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي سؤال في فن القصة
سلام الله عليك أستاذنا الكريم :
نحن الآن في بحث الكاتب و القيم.
وددت وضع أسئلتي كي ألتفت إلى غيرها و بقي في جعبتي القليل و لكن بعد إذنك أجبني عليها في
الوقت الذي تتفرغ فيه فأنا أعلم بأنَّ حضرتك كثير المشاغل.
السؤال الأول:
إنَّ الصدق بالتاريخ و العلم هو الصدق بالواقع ، أما الصدق في الفن فهو الصدق بالإمكان.
و الصدق بالإمكان أكثر شمولاً و أشد عمقاً ، لأنه يتناول الحقائق الإنسانية الخالدة، من دوافع خفية ، وانبعاثات أصيلة ، و انفعالات و عواطف و ميول و أهواء و مبادئ ، تلتقي جميعاً في النفس الإنسانية و تتفاعل و تتصارع ، لتوجهها أخيراً وجهة خاصة، هي ما نعرفه بالشخصية الإنسانية.
و هذا الصدق لا بد له أن يعتمد على نفاذ البصيرة و ألمعية الفكر، فإنه لا سبيل إلى الإحساس الصادق و التعبير الصادق ، إلا إذا كان الكاتب مزوداً بقوة الفهم للنفس ، و بالقدرة على سبر أغوارها و بالحذق في تصيد خوالجها الباطنة
ما معنى ما سبق
و حضرتك بعد أن تجبني على بعض الأسئلة تقول لي أشكر لك صدقك الفني و أنا لا أفهم ما تقصد بذلك
السؤال الثاني

و هناك طبقة من الناس ، نسميهم إنسانيين . و هم هؤلاء الذين يكتفون بالإنسانية ، و هي حسبهم. و هذه الطبقة من
الناس لها شأن عظيم
ما علاقة ما ذكر أعلاه بالاتجاه الإنساني في القصة
السؤال الثالث:
النزعة الإنسانية عظيمة الشأن بنفسها، و ذلك للإنساني المحض ، الذي لا يتخذ منها بديلاً عن فلسفة أو دين ما.
و هي بالإضافة إلى ذلك، تقوم بدور الوسيط ، و المصلح في حضارة ترتكز على أساس معيَّن. .
ما المقصود بما ذكر أعلاه و ما علاقة ذلك بالاتجاه الإنساني في القصة
دمت بخير.

فكانت الإجابة بقلم الأستاذ ماجد جابر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرلك أستاذة أسئلتك العميقة المفيدة ، التي تدلّ على أنها صادرة عن إنسانة تعشق الأدب وتريد أن تمتطي صهوته.

الصدق الفني هو أصالة الكاتب والشاعر في تعبيره ورجوعه فيه إلى ذات نفسه، فيكتب بما يؤمن به هو نفسه ، وبما يتطابق مع أفكاره ، وما تختزنه عواطفه دون تكلف بل على الفطرة والسليقة ، ولا يردد ما يقوله الآخرون، ولا يكرر العبارات التقليدية، بل يكتب على سجيته وطبعه ، والصدق الفني يتمثل في الإبداع الخلّاق وليس التقليد السقيم . بهذا يكون الأديب مبدعا وقد عبّر عمّا في خلجات نفسه وقد أتى بجديد.
أما الأدب الإنساني ، فهو الأدب الذي يكتبه الأديب لخدمة البشرية جمعاء، ولا يتعصب كاتبه للون أو دين أو عرق ، صاحبه يحس ويشعر بألم الإنسان في هذه الحياة ، ويؤمن بذلك ويكون أدبه انعكاسا عما في نفسه وهو خدمة الإنسان وتخفيف معاناته في الكون.
والشخصية الإنسانية ، تلك الشخصية التي تمثل الإنسان أي إنسان بعيدا عن الظلم والطغيان والاستبداد ، تمثل الإنسانية جمعاء في أبهى صورها