عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3910
 
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي


حسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enoughحسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
7,004

+التقييم
1.47

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9844
11-03-2016, 12:18 PM
المشاركة 1
11-03-2016, 12:18 PM
المشاركة 1
افتراضي وفاءٌ .. على طاولة الحزن !!


وفاء ..على طاولة الحزن !!
==============
إلى التى لا أعرف عنها شيئا إلا أنها وفاء ... وقد إحتواني قلبها الحزين ذات جرح .. يترقب أنامل الطبيب
==================================================
حسام الدين بهي الدين ريشو
==============
عندما وقفت أمامها لأسال موعدا مع الطبيب
رأيتُ مُحَياها يتوزعه مزيج من النور والجمال والسكينة .
رغم مايعلو وجهها من ظلال حزن .
ذلك الحزن الجليل الذي يفسح الطريق لصاحبه أن يسكن سويداء قلبك دونما إستئذان .
وكأن للحزن سلطانا على القلوب .
أو قل أنه أيقظ أحزانك الكامنة من غفوتها .
سألتني : ماذا تبتغي ؟
فأجبتها ...مضيفا :
ولعله القدر أتى بي هنا كي أصلي صلاة الحزن في مقلتيك !!
فماذا أصابك ياربةَ الجمال الحزين ؟
قالت :
وهل في المدائن غير أحزان
وأجنحة فرح مكسورة لا تجد من يجبرها على رمال الفقد وشطآن الرحيل
ثم أضافت بوجع :
فقدت منذ أيام .. الأصل الذي أنا منه .
أصابتني رعشة وهمستُ
كأنا رفيقان في معيته
أنا أيضا فقدت الفرع الظليل الذي هو مني .
وها أنذا أتقلب في رمال الفقد الساخنة حتى عدتُ الطبيب
تائه بين شواطئ الجمر كضرير لايجد من يقوده .. ياصاحبة البهاء الوفي .
سارعت بالقول : إسمي وفاء !!
فأجبتها : لا والله .
أنتِ الوفاء ذاته .. تجسد زهرة يتفجر في مسامها عطر المروءة .

توهجت مقلتاها بإبتسامة حاولتْ أن تغالب الحزن .
لكنها إنهزمت ففاض خرز مآقيها .
غالبني وجد فإبتهلت إليها راجيا :
هذا اللؤلؤ أغلى من أن يتلقفه الثرى .
دعيه يصب في خزانة قلبي فهو يدرك قيمته ؟

قالت :
ياسيد اللحظة
ما الجدوى .. وأنت عابر سبيل.
لماذ تحاول أن تصنع مِن يأس القلب أملا ؟
أجبتُ :
لا يعرف الحزن إلا من يعانيه
ولا يدرك وحشة الفقد إلا من تقلب في جمرها !

الحزن يا أيتها الوفاء يتركنا عيدان خريف جافة .
ما إن يلامسها جمر الذكريات حتى تشتعل .
وزادني أن خفقة فؤادك الباكي تنعكس على مقلتيك .
فتصيبني سهامها ألما على ألمي .
ولعله القدر جاء بي هنا لأسألك أن نمنح أنفسنا فرصة نعتصر فيها الأحزان في قارورة اللقاء ثم نلقها في النهر .
عسى يوما جديدا يأتينا ومعه باقة من زهور الرضا والفرح
فكلانا قد يكون عِوَضا للآخر عما فقدَ .

قالت :
آه ياسيد اللحظة
كأني ألمح إشراقا خفيا يمشي الهوينى نحو طاولة الأحزان يحاول بعثرتها .
غير أني لا أدري ماينبغي .
قلت :
الأماني لا تولد مثمرة أو ناضجة .
وهنا لا ينبغي إلا ماينبغي .
سأنتظرك يوما .. بعد أن تصافح يمين الطبيب جراحي
فإمنحيني موعدا ؟

رأيتُ دموعها على سواد الهُدْبِ تبدو كإبتسامة .
وغادرت حين غادرتُ وفي ذاكرتي موعدُ .
!!