عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2016, 03:14 AM
المشاركة 102
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أستاذ أيوب ...تقول:

"هي ببساطة حالة انجذاب نتيجة لتوافق كيميائي وهرومني اصله يكمن في اشارات تبعثها اجسادنا الجاهزة للتزاوج على شكل كودات كهربية او كهرومغناطيسية فيحصل الاتصال والتوافق.
وهنا يبدأ خيالنا يلعب دورا جماليا رومنسيا من خلال تشكيل صورة ذهنية عن الحبيب واللذة التي يمكن ان تصاحب الالتقاء الجسدي والجنسي مع هذا الحبيب فيتأثر الجسد القلب والوجه والجهاز العصبي وحتى الكلام يمكن ان يتلعثم وحسب شدة الانسجام ومدى الحاجة الي التزاوج. وهنا نقع في وهم الحب...
وكلما كان الحرمان اشد كلما كان التأثير اقوى ولذلك يقال في المثل الشعبي بان "فلان سيطب على رأسه طب" عند الاختيار لان اختياره يصبح بعيد عن المنطق لشدة حاجته الجنسية، حيث تتأثر مقاييس الجمال والشروط الاخرى التي يكون الانسان قد فكر فيها فاذا ما وقع الانفعال يتنازل الانسان عن كثير من هذه الشروط والصفات فتحدث الكارثه عند اول حالة اشباع جنسي.

حيث يذبح الحب هناك على مذبح الاشباع الجسدي الجنسي...ولولا ان الحاجة للحصول على اللذة تبرز من جديد نتيجة لارتفاع نسبة الهرمون لما حدث الالتقاء مرة اخرى، فالشعور بالانجذاب يكون في اعلى حالاته عندما تكون نسبة الهرمون في اعلى حالاتها ، ويقل الانجذاب وتخف وطأة وهم الحب عند قضاء الحاجة.. وهكذا نكون ضحايا لوهم الحب ومتاهة المشاعر التي تتلاعب بنا صعودا وهبوطا مثل البورصة. "

اسمح لي أن أعتبر هذا التعليق إجحاف كبير بالمشاعر التي تسمى " الحب" ..لم نختلف أن الحب درجات وأنواع ، والحب الذي قصدته بكلامك لا يخفي نفسه ، الحب الغريزي الذي يُبنى على الشهوات والغرائز بدون تحييد... وربما يكون من طرف واحد أو من طرفين ...
باعتبارك تصرّ على اعتبار الحب وهم ، فأجد تعليقك أمراً بديهياً ...
غير أني أصر على وجود الحب النقي الخالي من تلك الاتهامات الجنسية المادية ، الحياة مليئة بالأمثلة عن الحب العذري الذي كان قوامه التقاء الأفكار والعقول قبل التقاء الأجساد ، الذي أراه ليس بالأمر الضروري والواجب لتتويج أي علاقة ...
ما قالته المقالة التي استشهدت بها عن الأخيلة و توهم الحب وإرضاء الصور الذاتية عن المحبوب ، لم أقتنع بها ، وليست منطقية بالشكل الكافي ؛ الحب انجذاب نعم ، نقاط مشتركة بين العقول نعم، تفاهم ، انسجام ، نعم نعم ، الحب الحقيقي بتعريفي المتواضع بعيداً عن الأقوال المتعارف عليها ، هو مساحة خالية داخل الإنسان تولد معه ، ويضعها الله فيه ، وفي دورة الحياة يلتقي بشخص آخر يحمل ذات المساحة ولكن بنوعية أخرى ، وهنا يأتي دور الحب بتبادل المساحات وملأ كل شخص بالمادة الروحية التي وهبها الله له للشخص الآخر ، عملية تبادل نقية ، لم تتولد من الجنس ،، بل من أسمى المناطق في الإنسان ...
وعلى اعتبار أني مقتنعة بما ذهبت إليه ، يكون الحب حقيقي وواقع جداً ، الوهم قصير ، لا يحتاج لوقت طويل ليظهر ، وتندرج تحته العلاقات الوهمية المادية المغطاة بمظلة لفظية اسمها " الحب"...في حين إن الحب الحقيقي هو الأساس الذي لا ينجرف مع أي ريح ولا تصله أي هزات ولا يثور مع البراكين ...ربما يصطدم الإنسان بالواقع الذي لمحّت له لأن الحب لم يكن حباً من الأساس ، يكون نزوة أو رغبة ....الخ ...
الحب فارس نبيل لا يمكننا أن نلصق به صفة الذل إن لم نره مترجلاً عن حصانه ..

تقبلوا مروري بكلّ ودّ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..