عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
27

المشاهدات
8127
 
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية

رضا الهجرسى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
138

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2013

الاقامة
القاهرة ..مصر

رقم العضوية
12158
02-26-2015, 09:32 AM
المشاركة 1
02-26-2015, 09:32 AM
المشاركة 1
افتراضي الهالة و الملعون .. رواية
[tabletext="width:70%;background-color:white;border:7px outset red;"]

الهالة والملعون
رواية فانتازيا (فيما وراء الطبيعة )
رضا الهجرسى

[tabletext="width:70%;background-color:white;border:8px groove firebrick;"]

مقدمة
_____


هل تؤمن بعالم ما وراء الطبيعة؟
أم تؤمن أن عصر المعجزات قد انتهى..
أكد لى أحد أصدقائي المقربين -وهو إنسان مثقف وواعٍ-
أنه يؤمن إيمانا قطعيا ويقينيا بوجود عالم ما وراء الطبيعة.
كان دليله على ذلك ما ذُكر من آيات في القرآن الكريم عن قصة عصيان إبليس لأمر الله بالسجود لآدم.. والملائكة.. والجنة والنار..
وطرحت هذا السؤال على نفسي، وأطرحه عليكم..
- هل تؤمن بعالم ما وراء الطبيعة ؟
بالطبع هناك من هو على يقين وإيمان كامل بوجود هذا العالم..
أخذت أفكر كثيرا..
- ما هو الإيمان؟ ومن أين يأتي هذا اليقين والإيمان القاطع بوجود هذا العالم لبعض منا؛ أو إنكار البعض الآخر لوجوده؟..
حاولت أن أجيب بقدر علمي القليل، ورؤيتي الخاصة على السؤال..
الإيمان نوعان..
أولا: إيمان الرؤية والمخابرة...
ثانيا: إيمان التصديق بالمصدر..
فأما إيمان الرؤية، فهو إيمان الأنبياء والعلماء. فالأنبياء هم من خبروا المعجزات، وتلقوا آيات الله مباشرة.. فإيمانهم إذًا هو إيمان قطعي يقيني، لا يشوبه شك. أما كافة الخلق، الذين سمعوا عن هذه المعجزات، فإيمانهم إيمان تصديق للنبي ورسالته.
كذلك العالم، الذي يقوم بالتجارب في معمله، ويصل لنتائج ثابتة، فإيمانه إيمان رؤية ويقين بالنتائج التي توصل إليها من خلال تجاربه.
أما كافة الناس، فإيمانهم إيمان تصديق له وبتجاربه ونتائجها.. ولهم أيضا حق التشكك في هذه النتائج، التي لم يخبروها بأنفسهم.
أما عن إيماني بظواهر ما وراء الطبيعة والأرواح ، فإجابتي هي: نعم أؤمن إيمانا راسخا ويقينيا بكل ما ذكر في كتاب الله الكريم..
وهذه قصة الهالة.. مستوحاة من قرآننا الشريف وآياته، التي لا تشوبها شائبة..
من وسوسات شيطان رجيم..
أو شطحات إبداع كاتب..
والله أعلم ورسوله والمؤمنون..

المؤلف
رضا الهجرسي
[/tabletext]


الفصل الأول
_________

سار عبد الباسط في مقدمة المشيعين لجنازة أبيه، قدماه لا تكادا تحملانه، كأنهما عودان من الخوص المفرغ. داخله إحساس مريع بالضياع ، فلم يكن أبوه مجرد أبٍ لابن؛ بل كان المعلم والموجه في أمور دنياه، وشيخه وإمامه في أمور دينه.. أدخله المدارس الأزهرية منذ طفولته المبكرة، حتي حصوله علي الثانوية الأزهرية بتفوق، ومن الأوائل..
ترك له حرية اختيار نوعية الدراسة التي يرغبها، دون فرض منه أو أي محاولة للتوجيه.. وكانت المرة الأولى لعبد الباسط، التى يتركه فيها أباه ليختار. كل ما بداخله صرخ في إلحاح أن يصارح أباه برغبته في دراسة العلوم.. فقوانين الكون وأسراره تجذبه جذبا شديدا ممتعا.. يشعر بذاته مع قوانين الجاذبية، ونسبية أينشتين، وعلوم الفلك والمجرات والشمس والقمر وحركة النجوم.. وظواهر الطبيعة من رياح وبرق ورعد وقوس قزح.
لكنه كان يشعر أن أباه يرغب في إكماله دراسته بكلية الشريعة، فتردد في مصارحته برغبته تلك التي تسيطر عليه بجنون العالم بداخله. لم يكن يدري وهو في دوامة تفكيره تلك أن أباه يحدق في وجهه مبتسما، حتى ربت على كتفيه بحنان، ليخرجه من دوامته، وتنبه على صوته وهو يقول له..
- إذًا هي كلية العلوم..علي بركة الله، والخيرة فيما اختاره الله..
نظر عبد الباسط إلي أبيه مذهولا، وهو يحدث نفسه..
- كيف علم أبي برغبتي تلك؟.. وأنا لم أصرح له بهاّ..
انتابه الذهول ثانية، وأبوه يجيب علي سؤاله مبتسما..
- علمت برغبتك عندما وضعت يدي علي كتفك، فحدث الاتصال بيننا.
ارتبك عبد الباسط من كلام أبيه العجيب، وهمس لنفسه..
- أي اتصال هذا الذي حدث بيننا؟!..
ابتسم أباه، وبنبرة عطوفة، وهو يضع يده على كتفه..
- اهدأ يا بني، واسمعني جيدا.. لقد تخطيت الآن الثامنة عشرة، وحان الوقت لتعرف كل شيء عن نفسك..
- أعرف ماذا عن نفسي؟!..
- ما حباك الله به من نعمته ورضاه.. لقد وهبك الله قدرة وقوة روحية، لتساعد بها البشر، وتجابه بها شياطين الجن والإنس، وإبليس وأتباعه ومريديه من الإنس، الذين يعيثون في الأرض فسادا..
- لم أفهم شيئا يا أبي.. أي قدرة وأي قوة روحية تلك؟
- اهدأ واستمع لي جيدا.. أنا أعلم أن ما ستسمعه سيقاومه عقلك؛ ولكن اسمعنى بقلبك الطاهر، التي لم تدنسه خطيئة ولا ذنب يغضب ربك، فتضيع منك هبته التي وهبها لك.
لقد قمت بواجبي نحوك ونحو هبتك، وحافظت عليها وعليك طوال تلك السنوات الماضية من الدنس والرجس، وحرصت على ألا تُزل قدمك للخطيئة أو يجرك إبليس الملعون لطريقه، وأنت ما زلت في عمر المراهقة، التي تضعف فيها النفس، ويزين فيها إبليس طريق الخطيئة والرذيلة للإنسان، فيجعلك تخسرتلك الهبة، التي حباك بها الله، أو تضعف..
تنهد وأكمل:
- وأحمد الله علي إتمام مهمتي.. والآن جاء دورك يا بني..
مذهولا، وعلامات التعجب تغرق وجهه..
- دوري! في أي شيء يا أبي؟ أنا لم أفهم منك شيئا..
فابتسم في ود وحب..
- ستفهم كل شيء في آوانه.. دعني أولا أطمئن عليها..
ارتبك عبد الباسط، عندما وجد أباه يحاول أن يخلع عنه ملابسه..
- تطمئن على ماذا يا أبي؟
- الهالة..
- الهالة! أي هالة؟
- هالتك.. اخلع ملابسك، وسأخلع أنا الآخر ملابسي، واطفئ الأنوار..
كالمنوم، انصاع عبد الباسط لأوامر أبيه.. أطفأ أنوار الغرفة، وخلع ملابسه.. زاد إرتباكه، عندما رأى أبوه يخلع ملابسه أيضا..
وفي ظلام الغرفة، سمع أباه وهو يحمد الله، ويردد في سعادة وفرح..
- حمدا لله.. مازالت هالتك قوية كما هي.. حافظ عليها حفظك للقرآن الكريم وصلاتك وصيامك وبعدك عن طريق الرذيلة وغوايات الشيطان الرجيم.. روحك الطاهرة صانتها، بل قوتها.. حمدا لله..
حدق عبد الباسط في أبيه مذهولا، وارتجف قلبه خوفا ورعبا، عندما وجد جسد أبيه تحيط به هالة مضيئة ضعيفة، تختفي وتعود. صرخ في فزع..
- ما هذا الضوء الذي ينبعث من جسدك يا أبي..
حاول أبوه أن يهدئ من روعه، فعانقه في ود..
- تماسك يا بني ولا تخف. فهالتي ضَعُفت من كثرة مواجهتي مع إبليس وزبانيته ومريديه، عندما حاول الملعون أن يفقدك هبة الله التي حباك بها.. لقد واجهته لحمايتك وحماية هبة الله لك.. هالتك..
أضاء أبيه الغرفة، وطلب منه أن يرتدي ملابسه، للتوجة للجامعة فورا، لتقديم أوراقه لكلية العلوم، ووعده عند عودتهم أن يفسر له كل ما غمض عليه..

ولقاءنا قريبا مع الفصل الثانى
[/tabletext]