عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2015, 07:21 PM
المشاركة 32
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل تعتقد أن الفارق الذي يميز بيننا وبين الحيوان هو العقل ؟!..

طبعا أقصد ذلك ولا يتنافى مع الوحي أبدا و هذا بهتان عظيم تختلقه من عندك . قال تعالى :

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {179} الأعراف


أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً {44} الفرقان

فميزة التعقل و التفقه ليست من ميزة الأنعام ، لكن هذا لا يعني أنها لا تسبح الله تسبيحا ، و أعطاها الله ما به تمارس مهمتها في الأرض التي خصها بها ، وهذا ما سماه العلماء بالغريزة . ليميزوها عن العقل ، لها دماغ وحواس وجهاز عصبي نعم ، لها سلوك و تصرف ، لها عقيدة و تسبيح و سجود لها منطقها " لسانها " لها كل هذا وأكثر لكنها لا تملك تطوير أسلوب الحياة يا أستاذي ، و ولا تملك أن تنجز مقاربات ودراسات أو تصدر فتاوى ، و هذا هو عين العقل ، ولأريحك من هذا ، أليس العقل شرطا أساسيا في الإسلام . فالذي فقد عقله يسقط عنه التكليف ، إذن فالعقل هو أساس الدين أيضا ، و يعتبر من أهم ما كرّم به الله ابن آدم بعد أن صوره في أحسن صورة ، و نفخ فيه من روحه ، و هيأه للتكليف و لاستخلافه في الأرض و فضله على كثير من خلقه .

يا أستاذي العزيز ، لا تستدل يوما بالمعجزات ، فهي أكبر من أن يستوعبها عقلك و لا عقلي و لا تقم يوما بالقياس عليها ، اقبلها كما هي من غير فضول و لا كيف ؟ و لا لماذا ؟ فهل تحول عصا نبي الله موسى إلى حية يعني أن العصي كلها حيات . خض بعقلك في ما هو مهيأ له ، و انتبه فقبولي بالفلسفة كمنهج استدلالي و أسلوب تفكير ، لا يعني يوما أنني أقبل بأي اجتهاد يتنافي مع ثوابت الدين .


(ـ محمد عمارة هذا تبلغ به الصفاقة والإدعاء والجهل مبلغاً يجعله يصف كتاب محمد عبده ( رسالة التوحيد )بأنه أهم ماكتب في التراث الإسلامي في علم الكلام !! لاياشيخ ؟!!
هل قرأت ياسيد عمارة كل ماكتب في التراث الإسلامي في علم الكلام

ثم وصلت إلى اقتناع بأن هذا الكتاب الهزيل الحقير الغث لمؤلفه ضحل الثقافة من أهم الكتب في هذا الموضوع ؟! ماهذا العبث وهذا الاستغلال لجهل الناس ؟؟ لا.. الأمر أخطر من ذلك ..
إنها مؤامرة !



هذا المقطع الذي جئت به للاستدلال لا يقدم صورة جيدة عن العلامة الشيخ محمود شاكر ، فببساطة العالم الهادئ المتيقن من قوة حجته لا يحتاج أن يستعمل ألفاظا مثل : الصفاقة والادعاء و الجهل ليرمي بها مناظره ، بل يقدم الحجة وهذا كاف ، أما أن تصف كتابا ما بأنه هزيل حقير غث فهذه ألفاظ خارجة عن اللياقة أولا ، مثلها مثل ما تعودت على قوله من زبالة و قيح وغيرها ... فهذا الأسلوب الحواري متجاوز حضاريا .

ثانيا سأجيبك عن الماسونية التي تحدث عنها ، فلا تظن يوما أن الماسونية يعاديها المسلمون لأنها يهودية ، فالدين اليهودي دين سماوي و قد تحدث عن أهل الذمة و عيشهم بجوار المسلمين فالتعايش مع اليهود مسلم به في ديننا ، لكن مالذي جعل من الماسونية عدوة للمسلمين اليوم ؟ هذا ما وجب عليك فهمه قبل أن ترمي فقهاء الأمة بالضلال ، و تسحب من أيديهم أفضالهم وتغالط الجميع في حقهم .

كانت الماسونية في القرن التاسع عشر تحمل شعار الإيخاء و المساواة و العدالة و الكل يعلم أنها شعارات الثورة الفرنسية أيضا ، و هي شعارات عادية كلها لا تتنافى مع دين الإسلام ، ولا أبرئها أن تكون لها أجندات سرية غير معلنة ، لكن المسلم يحكم بالظاهر ، ما لم يتبن له في تصرف القوم ما يتناقض مع ظاهرهم المعلن ، فالمحافل الماسونية كانت موجودة في الشرق الأوسط منذ حملة نابوليون التي ذكرت لك أنها ما تجرأت على الدولة العثمانية إلا لأنها ضعيفة أصلا ، و لم تتراجع لأنها هزمت بل لوجود خلافات داخل الدولة الفرنسية نفسها . و الدليل أن الحملة الاستعمارية استمرت بعد ذلك ، ونجحت في اخضاع جل مناطق الدولة العثمانية . الجزائر احتلت قبل مولد الأفغاني ومحمد عبده وبقيت محتلة إلى 1962 . فالأفغاني قدم طلبا بالدخول إلى المحفل الماسوني رغبة في التعرف على النخب التي توجد فيه ، وأيضا بحثا لدعم مشروعه الاصلاحي ، والذي ناهضته الدولة العثمانية و بريطانيا و المؤسسات الدينية ، فهو أكثر شخصية تعرضت للتهجير والنفي من كل تلك القوى ، فمشروعه الإصلاحي " الثوري" له صبغة سياسية أيضا ، و لما وجد المحفل الماسوني يتذرع أنه لا يساند المشاريع السياسية ، ترك الماسونية ، التي هي يومها كانت "شبه" منظمة مدنية تبتغى العدالة و تدخلها كل الأجناس .
لكن بظهور الحركة الصهيونية و استغلالها للقوى الاستعمارية و توظيفها لمحرقة هتلر و اغتصابها للأرض الإسلامية فلسطين ، ظهرالوجه الآخر للماسونية . و عندها تم طردها من كل البلاد الاسلامية ، وأصبح التعامل معها خيانة عظمى للأوطان .

سأعطيك مثالا حيا ، العديد من المنظمات العالمية إلى اليوم لها فروع في أغلب بلاد المسلمين ، ونأخذ مثالا ، أطباء بلا حدود أو هيومن رايتس ووتش "مراقبة حقوق الانسان" و تستفيد العديد من الدول من خدماتها الإنسانية ، فلو ظهر بعد قرن أن واحدة منها كانت لها أجندة معينة ، فهل سنقوم بتخوين ذوي النيات الحسنة أو حتى البراغماتيين الذين استفادوا من خدماتها الإنسانية أو نشطوا في محافلها . فهذا تفكير غير سليم ، لذلك عندما وضعت أكثر من علامة استفهام كنت أود منك أن تضع الأمور في صورتها الحقيقية و لا تكن مجرد شخص يجتر ما يقوله الآخرون لغاية في نفوسهم .


ما أستغربه حقا يا أستاذي الكريم هو أنك أضفت اسما آخر إلى قائمة ضحاياك و هو الأستاذ محمد عمارة ، غريب حقا أن يكون المسلم ينظر إلى أخيه المسلم بهذه الطريقة ، و ينتظر من الآخر أن يقدره .

شكرا