عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2015, 01:35 PM
المشاركة 35
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأفغاني والماسونية


الماسونية ( البناء الحر)

هى أخوية تعود في أصلها بحسب ما ترجح لي إلى نقابات عمال بناء
القلاع والكاتدرائيات في أوربا القرون الوسطى .. وهى أخوية تربط بين عمال البناء وتحفظ لهم أسرار الصنعة وتيسر لهم أماكن اللقاء (المحفل) وتبادل المعلومات والأفكار الحرفية وكذلك للنظر في حوائج المنتمين لها والاهتمام بشؤنهم .. تماماً كالنقابات العمالية اليوم ..
كانت هذه هى البداية .. ثم مع نكبة فرسان الهيكل التنظيم العسكري
السري الباطني القادم من الشرق وعلاقاته المشبوهة مع الحشاشين
الباطنيين بدأت تستغل محافل عمال البناء تلك في أحياء تلك التنظيمات السرية على مدار القرون حتى وصل الأمر لما يسمى بالماسونية التأملية (الباطنية) ولم تعد تلك الماسونية المتعلقة بالبناء وفن المعمار
بل صارت تلك المفاهيم مجرد طقوس رمزية ..
بل صارت الماسونية ملعب (كالفيسبوك في زمننا ) لكل التيارات والمؤامرات من كل توجه ومن كل حدب وصوب ..
فخرجت ماسنوية الطقس الاسكتلندي التي تختلف عن ماسونية الشرق
الفرنسي.. والتي تختلف عن الماسونية الألمانية .. صارت الماسونية
مرادف للتأمر والعمل السري .. ومنبع للأفكار الباطنية والسحر والشعوذة طبعاً مع اجتياح أوربا هوس القبالاه اليهودية ..فكل من يريد أن يهدم ملكاً ويقيم أخر كان يخترق الماسونية ويسيطر عليها أولاً ويطوعها لتنفيذ أغراضه
سياسية استعمارية أو دينية ..
كل هذا كان خافياً عن مجتمعنا الإسلامي حتى مع بدء ظهور المحافل الماسونية في تركيا القرن السابع عشر وفي مصر بعد حملة بونابرت..
والذي سيرى الماسونية من الخارج في ذلك الوقت سيرى جمعية تدعو للحرية والمساواة والإخاء وكان من السهل عليه السير وراء الشعارات البراقة والولوج في الماسونية.. لكن .. هل سيظل الجهل
صفة لازمة له مع الترقي والولوج في سلك الماسون للنهاية ..
الماسونية كما هو معروف درجات في الترقي .. وكل درجة لها أسرارها التي تتكشف للمرتقي .. بل هناك محافل لا تعرف من الماسونية سوى القشور .. مثل محفل الفن الذي انخرط فيه كثير
من الممثلين العرب عن جهل .. مع أن الماسونية لا تخلو من ريبة
على المتقدم لها لما فيها من رموز تقدم للملتحق تثير الريبة في نفس أي مسلم ..
أقول هذا عن المحافل الساذجة التي أنشئت في مصر .. لكن ماذا عن
محفل الطقس الاسكتلندي البريطاني ( المستعمر) الذي انضم له الأفغاني ..
ثم استقال لحفظ ماء الوجه وانضم لمحفل الشرق الفرنسي(وكأن فرنسا ليست دولة استعمارية ولا تستعمر الجزائر)
و صار أستاذ أعظم لمحفل كوكب الشرق التابع لفرنسا في مصر ..
هل سيقال عن ذلك الولوج والتوغل أنه كان جاهلاً مقرطساً ياولداه!
هل يعرف المدافع عن ماسونية جمال الدين البريئة .. كيف يتم تكريس المنضم للماسونية أصلاً ..
هل تجاهل الخطاب الفج الذي راسل به الأفغاني محفل فرنسا
يعد تجاهلاً طبيعياً من منصف !
((أرجو من إخوان الصفا وأستدعي من خلال الوفا- أعني: أرباب المقدس الماسوني؛ الذي هو عن الخلل والزلل مصون!- أن يمنوا علي ويتفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر! وبإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر، ولكم الفضل))
بل هو خطاب من يعرف ويدري .. وعقيدة الأفغاني وفكره خير شاهد ودليل ممن عاصروه ..
والمشاركات التالية سنتناول فكر وعقيدة الأفغاني وتلميذه صديق اللورد
كرومر .. وهما عميدا مدرسة التغريب والتدجين .. لذا نفهم سر دفاع
التغريبيين عنهم .. سنفهم لماذا كان الأفغاني مطارد من قبل الحكومات الإسلامية مقرباً للمحافل الاستعمارية ..