عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
1186
 
عدنان البلداوي
من آل منابر ثقافية

عدنان البلداوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
138

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Apr 2022

الاقامة
العراق

رقم العضوية
16960
04-20-2022, 11:24 PM
المشاركة 1
04-20-2022, 11:24 PM
المشاركة 1
افتراضي في ذكرى استشهاد إمام المتقين

بمناسبة ذكرى استشهاد إمام المتقين

شعر عدنان عبد النبي البلداوي

المَـجْــدُ، والعِــزُّ، والعَـلـياءُ، والــشِـيَــمُ
فـي جَـوْهرٍ، عجَـزَتْ عن وصفِه الكـَـلِمُ

لـمّـا الـعَـلِـيُّ قــضى، أنْ يُــولـدَ الأمَــلُ
فـي الكعــبةِ ، ازدانَـتْ الأركانُ والحَـرَمُ

وشـاءَ أنْ يَصطفي للمُصطفى، عَـضُـداً
بــه المَـسِـيـرَةُ ، نِــبْــراسٌ ومُــعـتَـصَمُ

لــلأفــقِ إشــراقــةٌ ، فــي يـوم مـولِــدِه
ولِـلكـواكـبِ مِــــنْ عَـــليائــهِ ، سَـــهَــمُ

إرادةُ الـلــهِ ، أنْ يــخــتـارَ فــاطـــمــةً
لـِـمَـنْ ، لـِـوالِـدهــا أزْرٌ ، بـــه شَــمَـمُ

فَـحـاطَ بالـنـور نـورٌ ، فــي اقـتـِرانِهـما
وبـارَكَ الـمُصطفـى ، فانْهـالـت النِـعَــمُ

ولــلـكـرامـاتِ أحْــداثٌ ، مُــؤرَّخَــــةٌ
ولـلمَـواقِــفِ رأيٌ ، فـــيــه تـنـحَــسِــمُ:

لمّـا فـدَيْـتَ رســولَ الـلـه ، مُــلـتَـحِــفــا
تصدّعَ الـقـومُ ، حـــتى بــانَ مَــكـرُهُـمُ

والـشمـسُ مَـدّتْ سـناهــا فــي تـألُـقِـهـا
فانـسـابَ بـين يـديـهـا الحِـلـمُ والحِــكـَمُ

وَزانَـهــا، أنّ طـيْـفـاً مـِــن مَـحـاسِـنِـهـا
نــظِـيرُه فــيك، حـيـث الـنـورُ يـرتــسِـمُ

مَـن رامَ وَصْـلَ المَعالي، صِرتَ قدْوَتَه
والـشـأنُ تـُـعْـلِـيـه أســـبابٌ، لـــهـا قِــدَمُ

خُـلِقْـتَ أن لا تُـحابـي فــي الخَـفـاء يَـداً
لأن كــفَّــكَ فـــي وضح الـنـهــار، فَــمُ

لـلـتِّـبْـرِ أمْـنِــيــةٌ، فــــي أنْ تُــقَــلِــبَــه
يَــداك، حــيـث تَـباهـى الـسـيفُ والـقـلـمُ

والعَـبْـقــريـةُ، مُـذ فـعَّـلـتَـهــا سَــجَـدَتْ
لله، إذ أصـبحَـتْ لـلـعَــدلِ، تـحـتَـكِــمُ

أكــرَمْـتَ كــلَّ يـَـدٍ ، الـعَـوْزُ ألجَـأهــا
حــتى وأنــت تُـصَلـي ، نالـهـا الـكَــرَمُ

وفـي القضاء ، انحَنى كلُّ القُضاةِ لـِـما
حَـكَـمْـتَ فــيه ، فزالَ الـشـكُ والـوَهَــمُ

أنصفْـتَ حتى عَلا، في الأفق صوتُـهُـمُ:
(عَــدلُ عَــلـيٍّ ) صِراط ٌ، فــيـه نـلـتَـزِمُ

حــتى السِــراجُ بـبـيـت الـمال صار لــه
حديثُ حــــقٍ ، بـــه الأمـثـالُ تُـــخـتَــتَـمُ

والـمَعْـنَـويَّـةُ قـــد فَــعَّـلـتَ هــاجِسَـهــا
فـي نَـفْـسِ مَـن قـد غزاهُ الوَهْـنُ والهَـرَمُ:

فـكان عـدلك ، فــي قــوْمِ الـمسـيـح لـــه
صدىً يُــعـززُ فـــي الأخــلاق نهْـجَهُـمُ

لــِذي الـفــقـار اقــتـِرانٌ فــيــك، أرَّخَــهُ
مـا كـلُّ سـَــيـفٍ ، بــه الأعـداءُ تَـنهـَـزِمُ

ســـيـفٌ، إذا كـفُّـك الـمهــيـوبُ أمْـسَـكـهُ
قــبـل الـنِـزالِ ، يَـحُـلُّ الـيـأسُ عــنـدهُـمُ

بـه، قطعتَ جــذورَ الشِـركِ، مُـرتَـجِـزاً
واسـتسـلمَ الخَـصمُ ، لا ســيـفٌ ولا عَـلـمُ

خـُـطىً مَــشــيـتَ، بإيـمانٍ وتــضحـيــةٍ
فـانْهارَ مِــن وَقْـعِهـا الطاغـوتُ والصَّـنَـمُ

يامَـن أخَـفْـتَ الـعِــدا فـــي كـلِّ مَـلحَـمَـةٍ
إذ كـلـمـا قَــيـل: ذا الــكـرّارُ ، هـالَـهُــمُ

إذا رجَــزْتَ ، فـلِلأجـواءِ هــيْــبَــتُـهـــا
ولـِلحَـمـاســةِ ، فــــي أصـدائهــا حِــمَـمُ

تَــزلزَلَ الخَـصمُ ، فـــي (بَـدرٍ) وأرَّقَـهُـم
قـبـل الطِعـانِ فـتىً ، فـانهـارَ عَــزمُــهُـمُ

طـيّـبتَ نَــفْــسَ رســول الله ، حـيـن دعـا
في (خندق) الحَـسْـمِ ، حيثُ الحربُ تَحتدِمُ

زَهْــوُ الـرؤوس تَـهـاوى بـَعـدَ مُـعـجِـزةٍ
بـ (بابِ خـيـبـرَ) أوْدَتْ، واخـتـفـتْ قـِـمَـمُ

دَيْـمـومَـةُ الـنصرِ، فــي قــوْلٍ يـُجَـسِّــدُهُ
فِـعـلٌ، وقـــد فُـقْـتَ في التجْـسيدِ خَطوَهُمُ

أعطيتَ دَرسـاً لِمَن ضَلَّ السَـبـيلَ، وعـنْ
مَـن اهـتدى، زالَ عـنه الـوَهْـمُ والـعَـتَـمُ

إذا تـصَعَّـرَ قــومٌ ، فــي الــذي كــسـَـبـوا
ثـمّ اقـتـدوا بـك ، زال الـزّهْـو والـزَّعَـمُ

تَـبـاشَــرَ الجُـنـدُ لمّـا الــنـصرُ حالـفَـهـم
وكَــبَّـروا: لا فــتـىً إلّاكَ ، بَــيــنَـهـُــمُ

مـــا دارَ طـرْفُــكَ ، إلّا الـحَـقُ هـاجِـسُـهُ
والحـقُ صِنْـوُكَ ، مـوصولٌ بـــه الـرَحِـمُ

نـاداهُــمُ المصطفـى : انــتَ الولِـيُّ لـهـم
فـصَــوَّتَ الــقـومُ ، بالإيــجـاب كُــلُـهُــمُ

إنّ الأنـاةَ ونــهْــجَ الحِـلـمِ، لو جُــمِـعَـتْ
كـما أشَــرْتَ لــها ...تـعـلو بـــها الهِـمَـمُ

والصَّـمْتُ إنْ لاءَمَ الأجْواءَ، يَــــسْـمُ بهـا
والـهَـذْرُ آخِـــرُه ...... الإحْــبـاطُ والــنَـدَمُ

كــلامُــك الــدُّرُ ، والآفـــاقُ تَــشــهَــدُه
قــد حَـرّكَ الـوعـيَ (فـيـمَـن قـلبُه شـبِـمُ )

فـي سِـفْـرِ نَـهْـجِـك، للأجـيـال مَـدرسَـةٌ
تَـبْـني الـعُـقـولَ، وفيـهـا تـزدهي الـقِـيَـمُ

الخُــلــدُ لــلــعـلــم، والآدابُ تَــصــحَــبـُـه
(أيـن الأسِـــرَّةُ ،والـتـيـجـانُ) ، والــخَــدَمُ

عَـقـلٌ بــلا أدبٍ ، مِـثـلُ الشــجـاع بــلا
ســيـفٍ ، وقــولـك هــذا مــنه نَـغْــتَــنِـمُ

بــلاغـة الـقـول ، للـفـرســان مـوهـبـة
والمقـتـدون بـهــم يـسـمـو ســلـوكُـهُــمُ

بَـلغْـتَ فــــي صِـلةِ الأرحـام مَـرْتَــبَــةً
مَـن ســارَ سَــيْـرَك، لـم تَـعْـثـرْ به قَـدَمُ

طـمْأنْــتَ أنْــفُـــسَ أيــتـامٍ، جَـعـلـتَـهُــُم
يَــرَونَ فــيـك أبـاً، يـَـجْـلـي هُـمُـومَـهـُمُ

أوْصيْـتَ: أنْ يَسْـتَـشيرَ المرءُ مَنْ وثقتْ
بــهِ العُـقـولُ ، ومَـنْ بالـرأي يـُــحــتَـرَمُ

كـمـا اسـتَـشَـرْتَ عقيلاً ، إذ أشــارَ الى:
(أم البنين).. بِــبَـيـت الطُـهْـرِ تَــنْــتَـظِـمُ

فـكان مـنهــا ابـو الـفضل الــذي افتَخَـرَتْ
بــنَـهْــج سَـــيْـرِه ، فـي تـاريـخـهــا الأمـمُ

أرسـى ابــو الحـسَـنيـن ، الـعِـزَّ فـي عَـمَلٍ
بـــه الـكــرامــةُ غَــرْسٌ، لــيس يَــنـفـطِـــمُ

لاطـائـفـيّــةَ ، لا تــفــريــقَ فــــي زمَـنٍ
قــد كـان رأيـُك، فـيــه الحَـسْـمُ والحَـكَـمُ

فـــي قـولِـك: الناسُ صِـنـفـان فـإمـا أخٌ
في الدِّينِ ، أو في صفات الخَـلْقِ يَـتَّــسِــمُ

لـمّا الخِـلافــةُ قــد حـيَّـتْـك قــلــتَ لـــهـم :
بــسـيرة المصطفى ، الأجــواءُ تـنـسـجـمُ

ناديــتَ : إنّــي بــجُـلـبـابــي أتــيْــتُــكُــمُ
وفـــيـه أخـرُجُ ، حيث الحــقُ والـنُـظُـمُ

اسْـتـهـدَفـوك بـبـيـت الــلـهِ ، إذ غــدَروا
ما اسْـتمكـنوا منـك فـي حـربٍ، لها ضَرَمُ

إنّ الشــهـادةَ قـــد عَـــززّتَ رُتْـــبَــتَــهـــا
إذ قلتَ : فُــزْتُ ، وفــــيما قُــلـتَــه قَـسَـمُ

الحَــقُّ يَعْـلـو، فـطُـوبى لـلـذيـن سَــعَــوا
أنْ يَــقْــتَـدوا، لِــيَـزولَ الـظُـلْـمُ والـظـلَـَمُ

( من البسيط)



التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 04-21-2022 الساعة 02:37 AM سبب آخر: رقن في العنوان الدوّار