عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
1500
 
عبدالستارالنعيمي
من آل منابر ثقافية

عبدالستارالنعيمي is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
83

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Oct 2014

الاقامة

رقم العضوية
13288
06-12-2023, 11:23 PM
المشاركة 1
06-12-2023, 11:23 PM
المشاركة 1
افتراضي البلاغة لسان العرب

اللغة العربية الفصحى(وليست اللهجة العامية) حباها الله تعالى بمكانة مرموقة بين لغات العالم ال( 6900 لغة ) حيث جعلها لغة القرآن الكريم الذي كان معجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
وما كان من أمر لغة الأعراب من فصاحة اللسان وجزالة البيان وقصائد الفرسان كل أولئك تراجع أمام لغة القرآن الكريم ولقد أذعن دهاقنة المشركين لفصاحة الآيات المنزلة على محمد صلى الله عليه وسلم فراجعوا أنفسهم بعد عناء العناد واستعملوا عقولهم ليتقبلوا الإسلام دينا ثابتا للعرب وللأمة الإسلامية جمعاء‘ ذلك أنهم وجدوا لغتهم فصيحة بليغة سليمة عند سماعهم آيات القرآن منزلة من لدن حكيم عليم
كانت البلاغة القرآنية أشد وقعا على نفوس المشركين من السادات والشعراء والخطباء لأنهم كانوا أفصح المتكلمين وأبلغهم بيانا وبديعا (قالت بنات العم يا سلمى وإنْ---كان فقيرا معدما قالت وإن)
ففي هذا البت بلاغة الإيجاز(الحذف) فحذف الشاعر جملة"وإن كان فقيرا معدما فأنا راضية به"
والإيجاز بالحذف وصفه البلاغيون بأنه عجيب الأمر شبيه بالسحر، وذاك أنك ترى فيه ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون مبينا إذا لم تبيّن ...
أما الإيجاز فله ضربان:
أ- إيجاز قصر:
وهو تقليل الألفاظ وتكثير المعاني. وقيل: هو تضمين العبارات القصيرة معاني كثيرة من غير حذف. وقيل أيضا: هو الذي لا يمكن التعبير عن معانيه بألفاظ أخرى مثلها وفي عدّتها.
وهذا النوع، كما يقول ابن الأثير، هو أعلى طبقات الإيجاز مكانا وأعوزها إمكانا، وإذا وجد في كلام بعض البلغاء فإنما يوجد شاذا نادرا.
ومما ورد من إيجاز القصر في القرآن الكريم قوله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ،) فإن قوله تعالى: الْقِصاصِ حَياةٌ لا يمكن التعبير عنه بألفاظ كثيرة، لأن معناه أنه إذا قتل القاتل امتنع غيره عن القتل، فأوجب ذلك حياة للناس.
ويتبين فضل هذا الكلام إذا قرنته بما جاء عن العرب في معناه وهو قولهم: «القتل أنفى للقتل». فقد يخيل لمن لا يعلم أن هذا القول على وزن الآية الكريمة، وليس الأمر كذلك، بل بينهما فروق من ثلاثة أوجه: أحدها ؛
أن القصاص حياة» لفظتان، «والقتل أنفى للقتل» ثلاثة ألفاظ، والوجه الثاني أن في قولهم (القتل أنفى للقتل) تكريرا ليس في الآية، والوجه الثالث أنه ليس كل قتل نافيا للقتل إلا إذا كان القتل على حكم القصاص.
ومن أمثلة إيجاز القصر في القرآن الكريم أيضا، قوله تعالى: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) كلمتان استوعبتا جميع الأشياء على غاية الاستقصاء. روي أن ابن عمر قرأها، فقال: من بقي له شيء فليطلبه.
وقوله تعالى: (وَالْفُلْكِ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ )جمع أنواع التجارات، وصنوف المرافق التي لا يبلغها العد والإحصاء.
وقوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ)، فجمع جميع مكارم الأخلاق بأسرها؛ لأن في العفو صلة القاطعين، والصفح عن الظالمين وإعطاء المانعين، وفي الأمر بالمعروف تقوى الله وصلة الرحم، وصون اللسان عن الكذب، وغض الطرف عن الحرمات والتبرؤ من كل قبيح، لأنه لا يجوز أن يأمر بالمعروف وهو يلابس شيئا من المنكر.
وفي الإعراض عن الجاهلين الصبر والحلم وتنزيه النفس عن مقابلة السفيه بما يفسد الدين.
وقوله تعالى: (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.) فهذه الآية الكريمة تتضمن مع الإيجاز والفصاحة دلائل القدرة.
وقوله تعالى: (أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها)، فدل بشيئين ؛ الماء والمرعى على جميع ما أخرجه من الأرض قوتا ومتاعا للناس، من العشب والشجر والحطب واللباس والنار والملح والماء، لأن النار من العيدان، والملح من الماء. والشاهد على أنه أراد ذلك كله قوله تعالى: (مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ )
ب- إيجاز حذف ----يتبع