عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2015, 02:53 PM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
لا شك انها دراسات مهنية رائعة وراقية وقد وضعت بحق الكثير من المفاهيم تحت المجهر لكن ارجو ان يتسع صدرك للحوار على بعض جوانب ما ورد في هذا الطرح والدراسة ...

تقول مثلا :"لقد قسّم كثيرمن علماء النفس ونقاد الأدب، وكذلك الشاعر الأمريكي إدجار الن بو وهو من أفذاذ َالشُّعَرَاء والنقاد العالميين الطبيعة البشرية إلى عقل وضمير ونفس وأن الأخيرة هي وحدها المسؤولة عن الشِّعْرَ"

مع احترامي للافذاذ المذكورين ولقدراتهم الفذة والعبقرية خاصة الشاعر ادجر الن بو لكن :
- ان كانت النفس البشرية فعلا هي مصدر الشعر فاين ذهب وحي الشعر او ما يطلق عليه البعض شيطان الشعر ؟
- الا ترى بان الشعر عملية إلهامية في اغلبها خارجة عن السيطرة وهي اقرب الي الإلهام ؟
- وان كانت إلهامية فلماذا لا نقول ان مصدر الشعر العقل الباطن اللاواعي حسب تقسيمات علم النفس ؟ والعقل الباطن مختلف حتما عن النفس البشرية وهي إلانا عند فرويد ...
- ثم الا ترى بان هناك مؤشرات بان درجة الإلهام هذه مرتبطة بظروف نشأت الشاعر فكلما كانت حياة الشاعر - في طفولتة طبعا - والتي هي بمثابة الصندوق الاسود ، كلما كانت مأساوية كلما امتلك درجة اعلى من القدرة على النظم ومثال ذلك شاعرنا ادجر الن بو الذي عاش يتما مركبا فصار فذا فصيحا ملهما والعجيب انه كان قادرا في بداياته على كتابة قصيدته المشهورة " الأعراف" التي هي نص اعجازي يؤشر الي نشاط ذهني ـهايل وكان مصدرها وحي الشعر الذي يسكن ثنايا العقل الباطن
؟
- الامام الشافعي وهو يتيم يتما مبكرا وشاعرا فذا ربط بين التمكين والبتلاء ولا شك انه انطلق في ذلك من تجربته الشخصية ، والتمكين هي حتما قدرة نراها أقوى عند الأشد ابتلاءا .

- بينما يرى فرويد ان الجنون والابداع لهما نفس المصدر وهو العقل الباطن رغم ان فرويد يرى بان الدافع للجنون والابداع هو كبت الرغبات التي لا يوافق عليها المجتمع فتتجر لاحقا اما جنون واما إبداع .
في كل الأحوال لا يمكننا ان نفترض بان النفس البشرية هي مصدر ملكة الشعر بل العقل الباطن الذي يسكن فيه وحي الشعر وهذا الوحي نجده ينشط كلما تعرض الانسان للابتلاءات ومن ذلك اليتم والسجن ومن هنا ظن الشاعر الفرنسي جان حينيه بان الوحي يسكن جدران السجن لكن الصحيح بان السجن سبب من اسباب تنشيط وحي الشعر والابداع بشكل عام .


- ثم لاحظ ماذا يقول الشيخ القرضاوي في قصيدته النونية التي ابدعها في السجن :

واليوم عاودني الملاكُ فهزني.....طربًا إلى الإنشادِ والتلحينِ
أُلهمتُها عصماءَ تنبُع مِن دَمِي......ويَمُدُّها قلبي وماءُ عيوني