عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2014, 12:31 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
من يصنع التاريخ؟

لو قمنا على دراسة سجل الاحداث الماضية، دراسة علمية مستفيضة، لوجدنا ان الاحداث الجسام التي تترك اثرا خالدا في المجتمعات، ويكون لها عظيم التاثير في حين وقوعها، ويظل لها اثر وتبعيات تمتد لسنوات مستقبلية قادمة من زمن وقوعها، لوجدنا ان هذه الاحداث ما هي الا من صناعة بضعة افراد.

هؤلاء الافراد هم الذين يقودون حركة الاحداث ويحركونها ويصنعونها من خلال مواقفهم وقرراتهم ثم تصرفاتهم، ويكون المجتمع مجرد اداة لتنفيذ افكار مثل هؤلاء الاشخاص الذين غالبا ما يكونوا في مركز القيادة او قريب منه.

لو بحثنا في سيكولوجية هؤلاء الاشخاص لوجدنا معظمهم من الايتام حصرا. ولو حللنا الاحداث التاريخية لوجدنا انها مرتبطة حصرا بهؤلاء الاشخاص او ناتجة عن تصرفات او قرارات اتخذوها او من خلال افكار ولدتها عقولهم.

قد يبدو المشهد من بعيد وكأنه صراع بين منظومات فكرية وان الفكرة تولد نقيضها كما يقول هيجل صاحب نظرية الديالكتيك ولكننا لو تعمقنا اكثر لوجدنا ان الافكار هي من صناعة عقول الايتام ولولا الايتام وقدراتهم العبقرية والابداعية على توليد الافكار والاتيان بالجديد الذي غالبا ما يكون مكملا او مناقضا ونافيا لفكرة سابقة لربما توقف التاريخ فالصراع الذي تحدث عنه هيجل انما هو في الاساس صراع ارادات ايتام.

والمتعمق في سيكولوجية اليتم يجد ان كل يتيم يحمل في داخله ثورة بانتظار ان تتفجر وهذه الثورة مرتبطة بالطاقة البوزيترونية الهائلة المتفجرة في ذهنه كنتيجة لمروره بتجربة اليتم.

وتمنحه هذه الطاقة الهائلة صفات القيادة الكرزمية، فيكون له قدرة هائلة على التحشيد والقيادة وتوجيهات القرارات، وغالبا ما ينساق الناس وراء الايتام كمن تعرضوا لعملية تنويم مغناطيسي او اصابهم شيء من السحر، ويصبحون مثل الادوات في يد اليتيم.

كما ان اليتيم القائد وكنتيجة لما تشكل من قدرات ذهنية وكرزمية لديه بفعل الطاقة البوزيترونية الهائلة يظل متربص للانقضاض على من سبقه في القيادة ونجد لو حللنا التاريخ ان كل يتيم يأتي بمنظومة فكرية ثورية وتظل كذلك لفترة زمنية لكنها تتحول الى سلطة تسلطية دكتاتورية فيبرز من خلالها يتيم اخر يحمل فكرا ثوريا جديدا ويكون هدفه ان يحل كبديل عن الفكر القائم وما يلبث ان يتحقق لليتيم الجديد ما سعى اليه وهكذا دواليك وهذا تحديدا هو الصراع الاهم والديالكتيك الذي يصنع الاحداث.


من هنا نستطيع القول ان التاريخ انما هو صراع ارادات بين ايتام، وان الذي يصنع التاريخ والاحداث ويحرك المجتمعات بكل ما في الكلمة من معنى انما هي عقول ثلة من الايتام وان باقي البشر مجرد ادوات في ايدي هؤلاء الايتام..

وهذا الحديث ليس جزافا وانما يستند الى الوقائع التاريخية فلو دققنا لوجدنا ان صناع التاريخ هم الايتام وهم الذين ظلوا يقودا العالم منذ بداية التاريخ وحتى عصرنا الحالي وفي المستقبل.

صحيح ان احداث كثيرة يمكن ان تحدث دون ان يكون بطلها يتيم لكننا سنجد في نهاية المطاف انها مرتبطة بشكل او بآخر بيتيم هنا او هناك من هذا الزمن از من ازمان سابقة.

الايتام يقودون العالم دائما وهم الذين يصنعون التاريخ. ولو اخذنا مثال على ذلك لوجدنا ان ابرز الاحداث العالمية الحديثه نسبيا وهي الحروب الاولى والثانية وحروب نابليون والانقسامات الدينية والمذهبية والطائفية وحتى حروب الخليج الحديثة كانت دائما من صناعة ويقف وراءها ايتام وهم الذين يصنعون احداثها وبالتالي يصنعون التاريخ.

فالتاريخ هو الى حد كبير عبارة عن مجموع الاحداث التي يصنعها او ترتبط بالايتام وهو بمعنى آخرالسير الذاتية لمجموعة الايتام عبر الزمن.