عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2643
 
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7


محمد أبو الفضل سحبان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,969

+التقييم
1.16

تاريخ التسجيل
Dec 2014

الاقامة

رقم العضوية
13461
01-19-2015, 06:01 PM
المشاركة 1
01-19-2015, 06:01 PM
المشاركة 1
افتراضي ثمن الجميل / محمد أبو الفضل سحبان

في يوم من أيام الخريف الكالحة.. ولج شيخ في الثمانين من عمره السوق ليبيع جملا له...فظل يفاوض على الثمن حتى أوشك السوق على الانتهاء...وأخيرا تمكن من بيعه بسعر جيد...جمع نقوده وتحزم بها ثم هم للانصراف فقصده شخص غريب كان يراقبه من قريب..
-أنا ضيف الله وعابر سبيل...هلا أويتني في بيتك وسأكون لك شاكرا ممتنا....لم يتردد الشيخ الكريم....مرحبا بك.. على الرحب والسعة...هلا أمهلتني قليلا حتى أقتني بعض الأغراض...أظهر الغريب خشوعا.. لا تكلف نفسك يا سيدي...أرجو ألا أكون ضيفا ثقيلا.....ابتسم الشيخ.. لا تقل هذا مجددا... اعتبر نفسك بين أهلك.....عاد الشيخ محملا بكيسين يحتويان لحما للضأن وبعض الفواكه والخضر فرافقه الغريب إلى بيته الذي يوجد غير بعيد عن السوق الأسبوعي....ولجا كوخه المسنم من قش وقصب....أرجو أن تقبل بنا فنحن أناس بسطاء....لا تقل هذا بل بالعكس من ذلك....هذا بيت الشرفاء وأريح من كل البيوت ....الحمد لله أنني وجدت من يأويني في زمن قلت فيه الرحمة وانعدمت الثقة...أنا مدين لك لأنك وثقت بي وفتحت لي قلبك قبل أن تفتح بيتك ...أنا أيضا من أبناء باب الله ويتيم الأبوين....كانت زوجة الشيخ التي لم ترزق بأولاد في استقبال ضيف زوجها....أخرجت كل ما تختزنه من زبدة وسمن وعسل وزيتون وأعدت طبقا من لحم الضأن البلدي وأكرمت الضيف.....كانت ليلة ظلماء باردة...أشبع الغريب جوعته وشكر للمرأة جميلها...طبق لذيذ أعطاك الله الصحة ....أسأله أن يجازيك خير الجزاء...
-بدون مجاملة يا بني... بالصحة والعافية.. أسأل الله أن ينفعك به...وحكى الغريب قصته...تأثر الشيخ وزوجته وأشفقا لحاله وسألا الله أن يهون عليه ما أصابه وأن يستبدل الهم الذي أصابه بفرج قريب..... انتصف الليل وحانت ساعة النوم....أعدت الزوجة فراش الضيف وولجت غرفتها الصغيرة بانتظار الشيخ الذي كان يسأل الغريب إن كان بحاجة لشيء...قفز الغريب من مكانه وأشهر سكينا حادة في وجهه....أريد ثمن الجمل...وإياك أن تصرخ أو تتحرك وإلا قتلتك وزوجتك بدون رحمة....جثا الشيخ على ركبتيه بعدما هاله منظر الغريب الذي جحظت عيناه ....أتوسل إليك...إنما بعت الجمل وهو عزيز علي لإنقاذ حياة أخي المريض....هو سيجري عملية جراحية مصيرية لاستئصال ورم سرطاني خبيث.....قلت أريد المال بسرعة وإلا بدأت بزوجتك أولا وقصد باب غرفتها.. فقام الشيخ....أرجوك ألا تفعل و سأعطيك ما تطلبه....فتح الغريب باب الغرفة فوجد الزوجة منزوية في أحد أركانها تبكي في صمت وترتعد لسماعها الحوار الذي دار بينهما....كان جلباب الشيخ وحزامه ملقيين على الأرض التي كان يغطيها حنبل بال...مزق الحزام فوجد به النقود.. ثم فر مسرعا من الباب الخلفي للبيت حتى لا يلمحه أحد...فسقط في بئر عميقة كان الشيخ قد بدأ في حفرها على حسابه لينتفع منه وجيرانه...ومن حسن حظه أنه أصيب بجروح خفيفة لكنه ظل عالقا في غياب حبل أو شيء يمكنه من الارتقاء....وفي صباح اليوم التالي تجمهر جيران الشيخ وأخرجوا الغريب وانتزعوا منه المال المسروق وقالوا للشيخ هل نضربه ونقدمه للحاكم...فقال : أخلوا سبيله فربما تغير حاله وقدر في الطيبين جميلهم..