عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2019, 08:54 PM
المشاركة 5
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
[justify]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهلا بالأخ عبد الله وبالسادة الحضور ..

فى الواقع أخى الكريم يبدو لى مقالك هذا من عجائب الإستدلالات حقيقة من عدة وجوه ..
ففي البداية كان لابد لمقالك أن يكون بعنوان ( لقد انكشف الأعداء ) لا أن يكون ( لقد تغير الأعداء )

والغريب أن استدلالاتك نفسها فى المقال هي التى تثبت عكس وجهة نظرك , فالعداء من إسرائيل وإيران للعرب منذ عهد الشاه من ثوابت التاريخ الحديث المكمل لعدواتهم فى التاريخ القديم , فضلا على انكشاف أمر إيران فى عهد الخمينى وسياسته الملعونة التى فاقت حتى حدود وحشية إسرائيل
فعداء الجانبين أمر راسخ كعدوين تجاه الأمة العربية ولا أفهم سر بعض اتجاهات الأقلام العربية التى تتاجر بعداوة إسرائيل كبديل للعداء مع إيران ..

أما سبب قولي أن استدلالاتك نفسها تثبت عكس وجهة نظرك فيتضح فيما يلي
أولا :
نوهت عن أن العداء من العرب تجاه إسرائيل كان راسخا وفعالا فى عهد القومية العربية وعهد عبد الناصر وتريد أن تثبت من هذا أن إيران فى تلك الفترة لم تكن على عداء مع العرب وهذا يخالف المنطق فضلا على أنه يخالف واقع التاريخ
فالعداء العربي لإيران ومعرفتها بمخططاته كان فاعلا فى عهد القومية بأكثر من عداء الفترة التالية لها لأن القومية العربية طبقا لمنهجها ضد القومية الفارسية على طول الخط لأن العقيدة الفارسية سواء فى عهد الشاه أو عهد الخمينى قامت بالأصل على عداء الجنس العربي نفسه
وبسبب مؤامرات المثقفين العرب تم التركيز على العداء مع إسرائيل مهملين المعارك التى دارت بين مصر وإيران على خلفية دعم عبد الناصر لقضية الأحواز العربية التى احتلتها إيران منذ العشرينات ومارست ضد عرب الأحواز أبشع أنواع التنكيل حتى اليوم
فجاء ممثلوا ثورة الأحواز لمقابلة عبد الناصر ودعمهم فعلا بالمال والسلاح وتعاونت إسرائيل مع إيران عن طريق استخباراتها فأبلغت إيران بالمقابلة فردت إيران بإعدام ثلاثي حركة المقاومة وقائدهم محيي الدين الناصر إعداما علنيا بلا أى محاكمة

ثانيا :
كانت إيران فى عهد الشاه الممثل الرسمى لمصالح بريطانيا والولايات المتحدة بمفهوم ( شرطى الخليج ) وبطبيعة الحال كان التعاون بينهما فائقا للدرجة التى قامت بها إيران بتزويد إسرائيل بالبترول حتى حرب 1973 , وبعدها لجأ السادات فى سياسته الجديدة لمصادقة الشاه وهو الإتجاه الذى رفضته مصر على المستوى الرسمى والشعبي فتجددت المعارك الأمنية بينهما ويمكن الرجوع فى تفاصيل هذا الملف لبرنامجى على قناة الأحواز تحت عنوان ( الصراع السياسي بين مصر وإيران )
ثالثا :
تتحدث سيادتك عن إيران وكأنها عانت من تعصب العرب ضدها وهو أمر بالغ الغرابة لأن هذه الصورة انكشفت تماما فى عهد الخمينى الذى مارس العنصرية والإرهاب بأضعاف ما مارسته إيران فى عهد الشاه بشن حربه الإنتقامية ضد العراق فضلا على محاربة أهل السنة فى إيران وضرب الأحوازيين بمنتهى العنف ثم ختمها بتصدير الإرهاب لبيت الله الحرام عندما أرسل المتفجرات فى حقائب الحجاج الإيرانيين فى موسم الحج بهدف تفجير الحرم المكى فى عز موسمه !! , لولا أن الله وتم اكتشاف العملية قبل التنفيذ
ولست أدرى ما الذى تريده بعد هذا كى تقتنع أن إيران كانت ولا زالت أشد عداوة من إسرائيل
رابعا :
استمر بعض المثقفين العرب ممن اغتروا بالخمينى يروجون لكلامك هذا رغم أن الخمينى نفسه فضح نفسه أمامهم عندما ذهب وفد رسمى برياسة فهمى هويدى الكاتب المؤيد له كى يطلبوا منه وقف الحرب على العراق مؤقتا حتى يتمكن العراق من مساعدة الإنتفاضة الفلسطينية الأولى فرفض الخمينى مقابلتهم وقال لأتبعه لا تجعلوا الحرب الصغري تلهيكم عن الحرب الكبري
أى أن الخمينى يعترف صراحة أن معركته الكبري إنما هي مع العرب لا إسرائيل !!
خامسا :
استمر التعاون الإستراتيجى بين إيران الخمينى وإسرائيل على أعلى مستوى وانكشف أمره بسبب الفضيحة الشهيرة ( إيران ــ كونترا ) والتى عرف العالم من خلالها أن إيران كانت تستورد أسلحة من إسرائيل بصفة منتظمة أثناء الحرب مع العراق وسقطت إحدى طائرات الشحن مصادفة فانكشف أمرها وتستطيع سيادتك معرفة تفاصيل العملية بسهولة لأنها إحدى فضائح إيران الشهيرة وأوردها محمد حسنين هيكل فى كتابه حرب الخليج رغم أن هيكل نفسه من مؤيدى إيران
ناهيك عن مذبحة صابرا وشاتيلا التى تحالف فيها الجيش الإسرائيلي مع ميلشيات ( أمل ) الشيعية التى هاجمت مخيمات الفلسطينيين العزل وقتلتهم عن بكرة أبيهم فى غضون هجوم جيش شارون على لبنان وتحت حمايته
وهذه الحقائق التاريخية البسيطة تثبت لك أخى الفاضل أن العداء تجاه إيران وإسرائيل أمر منطقي لا التباس بينهما لأن كليهما يدعم الآخر فى مواجهة العرب وهو تكرار تاريخي لتحالف الرافضة مع أعداء الأمة منذ عهد تعاونهم مع هولاكو فى اجتياح بغداد ومرورا بتحالفهم مع الصليبيين فى الشام فى عهد ابن تيمية وقبلها عندما دخلوا مصر تحت مسمى الدولة الفاطمية ووقف شيخ مصر الإمام النابلسي ليقول بصوت عال :
( لو كان معى عشرة أسهم لرميت الروم بسهم ورميت الرافضة بعشرة )
فكان رد العبيديين الروافض أن أمر قائدهم بسلخ جلد الإمام النابلسي حيا
وأخيرا ..
قمة الدهشة هنا أن مقالك يأتى فى وقت لا يجرؤ فيه مثقف عربي على الدفاع عن إيران بعد جرائمهم السوداء فى سوريا واليمن وقبلها العراق عندما مارسوا أبشع أنواع التنكيل ضد العرب وأعلن قائدهم صراحة أنهم أسقطوا ثلاث عواصم عربية والبقية تأتى !!

خالص التقدير


[/justify]