الموضوع: جسر الـــــشك
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2015, 02:59 PM
المشاركة 4
محمد الشرادي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
.. زوالا ، رمقته من النافذة آتياً ، نفضت ملابسها ، بسرعة هرعت إلى المرآة ، مررت أحمر الشفاه على شفتيها ، سوت شعرها ، توهمت أن بعد الجفاف سوف تمطر سماء هذا اليوم .. خطت بسرعة ، قفلت راجعة إلى المرآة ، لامست صدرها ، هزت ثديها إلى أعلى .. نظرت إلى مؤخرتها ، ابتسمت وقلبها يغلي ..
فتحت الباب ، اعــــترضته تنتظر منه عـــناقاً حاراً .. أزاحها عن طريقه وهو يتفجـــر غضباً ..
ــــ بالأمس رأيتك تتحدثين مع جارتنا الجديدة ، تلك التي سكنت قبالة منزلنا ..
ردد كلمة حذار عدة مرات وهو ينفض أذنه اليمنى بإبهامه ..
لـيلا ، لم يعد إلى المنزل مبكراً كعادته ، قلقت .. ظنون تحرق أنفاسها ، سيول الشك تجرف دم عروقها ..أحست أنها أساءت إلى قلبها لما أرغمته على حبه من أول لقاء قريب. تمتمت وقالت :
أنت ؟ أيا هذا .. بنيت لـك بيتاً من الورد الأبيض في قلبي .. ياه .. بل جعلت قلبي وطناً تأوي إليه متى شئت .. من أنت ؟ ما أنت إلا ..لا أدري ماذا ؟.. لكني أقول : إنك صاحب وجهين ، ما كنت أعتقد أنك سوف تتحول إلى طفل مشاغب يمشي على أنفاسي . يشم الورد ، ويتنكر للعطر ..
مررت يدها على غطاء السرير .. أخذت وسادته ، استنشقت برودة خفية في داخلها ، ضمتها إلى صدرها ، شمت رائحة الخداع تفوح من خيوطها.. انتفضت ، لغة طائشة تستنفر لسانها .. زفرات أنفاسها تحرق الهواء ..
في الطابق العلوي ، وقفت مدة خلف ستار النافذة تنتظر عودته والهواجس تأكل ذاكرتها .. عبر زقاق ضيق ، عمود كهرباء يتيم ينشر نوره من بعيد بمقدار.. رأت شبح رجل يصارع خطواته ، وهو يزرع أنغاماً باهتة في الهواء . على التو تدحرجت عبر الدرج ..أطلت من ثقب الباب وقالت : إنه هو .. لا .. إن لم يكن بوعلام فمن يكون إذن؟ القامة قامته ، البدانة بدانته .. أعرف بوعلام جيداً ، إنه يتلون كالحرباء ..
فتحت الباب .. ودت أن تناديه ، لكنها كتمت صوتها بيدها..
صفعت خدها عدة مرات ، عضت على شفتها السفلى لما رأته يدس جسمه الضخم عبر دفـــتي باب الجارة الجديدة...
أهلا بالصديق الجميل بوعزة
أشرقت الأنوار على هذا المنتدي بقدومك. تواجدك هنا سيجعلك تنثر نجومك المضيئة في رحاب منتدانا ليظل مشرقا.
سبق لي أن قرأت هذا النص الجميل، و مررت للتحية .
ربما ينفض أذنه اليمنى بسبابته.
تحياتي