عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3015
 
أحمد إبراهيم عبد العظيم
مُـفكـر وأديب مصـري

أحمد إبراهيم عبد العظيم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
117

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8957
09-21-2014, 05:04 PM
المشاركة 1
09-21-2014, 05:04 PM
المشاركة 1
افتراضي ليتني قتلت السلحفاة
مضت سنون خادشة واقترب الاحتفال بالزواج المعتاد , دفعتني رياح متربصة لقبو فشلي أنضد وأتوغل أكثر فأكثر.
مع المهملات القديمة وجدت مرآتي في ثنايا الرتابة تعكس أروقة أفكاري و أزاج أحاسيسي تدعوني لرحلة التمحيص فتبعتها بخطوات حبوي في هذيان سلحفاتي الصامتة.
أقبلَ المبتدأ يصافحني بمعول فشمرت خيبتي ووقفت بقيعان أرضها الناعمة على أعتاب بصماتي أدك صخورها الرملية أفتت حصى المنتهى وفي أثناء الحفر والإطاحة بغيوم عقلي الأسير القابع في الركن المظلم من علبة الحياة تطاير شرر أرجف مشاعري أخجل مهجتي وانجلى الذهب في قاع السكون أدهشني ، بحر يعج بالكنوز أحنى ضميري ممسكاً فرشتي أنفض غبار الانحصار عن الشوائب و غزارة البريق تُضيء شرفات قلبي تصيبها بالنور مع قوس قزح المشلول وانقشع الدهان عن صدري العتيق وتساقطت أنفاسي المهترئة.
,,
جثوت مهزوماً متعباً مُدلياً قدمي وأخرجت يقظتي من جعبة الماضي أحدّها وقتلت سلحفاتي ذات العشرة أعوام و قصعتها أجمع فيها مضيعتي مُفيضة مُوشحة المستقبل بصفرة الذهب.
تجرعت حساء الندم متحسراً على اكتشاف كنوزها متأخراً و ندبات حزنها تطوف على لساني , ليتني نقبت في نخاعك , ليتني خلعت ستائر الخسوف عن ملامحك كيف تكوني جواري وأهجرك ، تحلقين حولي وأجهلك , تتجلدين وتتجرعين الصبر وأزيد كأسك من شقوتك ويذبل الكلام متسلقا قنوات أعصابي و تشتد شباك العنكبوت تخيط غفوتي, صانعة شفرات شمس جواري , لو كنت قرأت همساتك وحلم جمدت ساعاته في الأليل و أحضان مكتوفة تلهف الحنين.

.. آه
,,
بعد إعلان حدادي لموت السلحفاة التي تمنيت قتلُها مع دقات دفوفي آن الأوان لاحتفل بحبيبتي مهنأً روحي بولادتها من رحم التطهير.



,, أحمد عبد العظيم


اللهم أحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد إبراهيم عبد العظيم ; 09-21-2014 الساعة 09:56 PM سبب آخر: تعديل لغوي