عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
6456
 
محمود عباس مسعود
أديب وباحـث ومترجــم

محمود عباس مسعود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
59

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة

رقم العضوية
10426
10-27-2011, 03:39 PM
المشاركة 1
10-27-2011, 03:39 PM
المشاركة 1
افتراضي أمرسون: فيلسوف أمريكا الأشهر
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمرسون
ولد الفيلسوف الأمريكي رالف والدو أمرسون سنة 1803 في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية وكان يكتب مقالات مستفيضة وينظم شعراً رائعاً رائقاً تشوبه مشحة من غموض وتميزه لمسة من تصوف. وما زالت كتاباته منبع إلهام ثر للطامحين إلى المثل العليا النبيلة والسلوك القويم السليم.

كانت فلسفته تتمحور حول الاعتماد على الذات والحرية الفردية سواء في الحياة الفكرية أو الدينية. وهذه المثل التي وضعها أمام الشباب في بلاده وجدت تجسيدا كاملا في شخصية أمرسون نفسه. وفي الأبيات الأخيرة من مقالته الملهمة (الإعتماد على الذات) نجد خلاصة مذهبه وأفكاره حيث يقول مخاطباً الشباب:

استخدموا إرادتكم
واعملوا بجد وعزيمة
للحصول على ما تسعون إليه،
وبذلك تضعون العراقيل
أمام عجلة الفشل
فتأمَنون من دورانها حولكم
والتفافها عليكم.
ما من شيء يمكن أن يجلب لكم السلام
سوى أنفسكم.
وما من شيء يمكن أن يمنحكم الطمأنينة وراحة النفس
غير انتصار مبادئكم.

دخل أمرسون جامعة هارفارد عندما كان في الرابعة عشرة من عمره وتخرج منها بعد أربع سنين. وبعد مغادرته الجامعة علـّم في المدارس ودرّس اللاهوت. وفي العام 1829 تمت رسامته كأستاذ دين في المذهب التوحيدي (يونيتيريان). لقد كان ذا ميول روحية قوية وعميقة لكنه لم يكن ملتزما بالطقوس الكنسية التقليدية. وفي عام 1832 ترك نشاطه الديني واختط لذاته نهجاً جديداً ككاتب ومحاضر.

في العام 1833 قام بأولى زياراته إلى أوروبا حيث التقى هناك بالفلاسفة والشعراء الأوروبيين من أمثال لاندور وكولريدج ووردزورث وكارليل الذي عقد معه صداقة وثيقة دامت مدى الحياة.

في عام 1835 تزوج وانتقل إلى كونكورد حيث عاش بقية حياته قريباً من جيرانه الذين أصبحوا فيما بعد من مشاهير النهضة الأدبية في أمريكا مثل أسرة ألكوت وهاثورن وتلميذه الفيلسوف الكبير ثورو. وفي نفس السنة شرع بإلقاء سلسلة محاضرات أدبية وفسلفية في بوسطن استمرت حتى عام 1837، وهي نفس السنة التي ألقى فيها خطبته الشهيرة (العلاّمة الأمريكي) التي وصفها أكبر أدباء أمريكا آنذاك أوليفر وندل هولمس بأنها إعلان استقلال العقل الأمريكي. وفي العام 1836 نشر كتابه الأول بعنوان (الطبيعة) وهذا الكتاب يلخّص أكثر من أي كتاب آخر من كتبه نظراته وقناعاته بحرية الشخص الفردية التي اعتبرها قدس الأقداس.

أما سلسلة محاضراته فقد اشتملت على محاضرات رائعة مثل (الإعتماد على الذات) و (التعويض) و الذات العليا. وفي عام 1844 نشر سلسلة ثانية من المحاضرات. وفي هذه الفترة ارتبط مع مجموعة من الأدباء في نيو إنغلاند عرفوا بأصحاب مذهب التسامي. ولفترة وجيزة تولى تحرير صحيفتهم (ذا دايل).

في العام 1847 نشر أول ديوان شعر له وقد زار أوروبا ثانية حيث ألقى سلسلة من المحاضرات وألف كتابه الرائع (خاصيات الشعب الإنجليزي). ومن كتاباته النثرية الأخرى (سلوك الحياة) و(مجتمع العزلة). وظل يكتب ويحاضر حتى العام 1870 حيث أخذت صحته بالتدهور، وقد أمضى آخر سنيه بهدوء وسكينة في كونكورد، ودفن في مقبرة (سليبي هولو) الجميلة بالقرب من ضريح ناثانيال هاثورن.

لقد كانت كتابات أمرسون أصيلة ومميزة بفضل سمو الأفكار والتطلعات البعيدة التي حوتها تلك الكتابات. وما زالت آراؤه بعيدة التأثير على كل محبي التفكير العميق والجاد. أما أشعاره فهي شبيهة بمقالاته من حيث العمق والرصانة والنظرة التأملية. ومع أنها لم تنل الشهرة التي نالتها أشعار لونغفلو أو ويتمَن، لكنها تحتوي على مقطوعات تعتبر من قمم الأدب الأمريكي.

لقد احتفظ أمرسون بمثله العليا وشجاعته وحريته حتى آخر أيام حياته، فعاش طبقاً للمبادئ التي نادى بها ومات على تلك المبادئ السامية فاستحق التكريم والتخليد كأحد أعظم الفلاسفة والأدباء الأمريكيين على الإطلاق.

المصدر: موصوعات
ترجمة: محمود عباس مسعود


غاية الحياة معرفة الذات
http://www.swaidayoga.com/

الحوار الذي أجراه معي الشاعر الجزائري الأستاذ ياسين عرعار على الرابط التالي

http://www.saddana.com/forum/showthread.php?t=10887