عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2015, 09:22 PM
المشاركة 22
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الفصل الثاني عشر
_____________

وقف عبدالباسط مبهوتا، وهو يقلب بصره من حوله، بعد أن وصلوا إلى أطراف القرية الواقعة في أطراف إسنا، وفي بطن جبل يسمى بوادي الجن. شاهد الأراضي المحروق بها الأخضر واليابس، ولون السماء الأسود، ورائحة الهواء اللاذعة التي تحرق الأنوف والصدور..
وجد عبد الباسط والدكتور البنهاوي نفسيهما محاطين برجال ملثمين،
يحملون بأيديهم أسلحة نارية يهددونهم بها، اقتادوهم إلي خيامهم المنصوبة حول بئر مياة خارج حدود القرية المنكوبة.
حين وقع بصرشيخهم الكبير على الدكتور البنهاوي، تهلل وجهه في بشر مرحبا بالدكتور، وعادت الطمأنينة إلى وجه عبدالباسط، بعد اصفراره وهروب الدم منه ظنا منه أن هؤلاء من أعوان الملعون..
احتضن كل منهما الآخر في ود، وبادره الشيخ بالسؤال..
- ما الذي عاد بك يا شيخنا، بعد أن كدت تفقد حياتك..
أومأ البنهاوي برأسه في تجاه عبد الباسط، مجيبا..
- لقد حلت رحمة الله عليكم، وأرسل لكم جندي من جنوده المخلصين ليخلصكم من الملعون..
التفت الشيخ إلى عبدالباسط، محدقا به في تعجب ودهشة..
- أهذا الفتى الغر هو من سيخلصنا من هذا الملعون؟!..
فى صوت ملأه الحزن واليأس ..
- انظر جيدا يا سيدي إلى القرية والخراب الذي حل بها.. استمع إلى أصوات الفاسقين الفاجرين الذين تبعوا الملعون وآمنوا به.. انظر إلينا نحن الذين رفضنا اتباعه، تركنا القرية..
هنا، علا صوت عبد الباسط في نبرة قوية إيمانية رجت أركان المكان..


بسم الله الرحمن الرحيم..
قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ. قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ. إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ
صدق الله العظيم..
ثم التفت إليهم مشيرا بكلتا يديه للجميع ..
-إذن أنتم عباد الله المخلصون، وليس له من سلطان عليكم، فثقوا بالله، وواجهوا الملعون بقلوب ثابتة وإيمان راسخ، فسيظل الشر إلى قيام الساعة، وسيدحره الحق ويهزمه في كل مكان وزمان.
هذا وعد الله لعباده المخلصين، وسيظل الله معهم وناصرهم..
صرخ الشيخ من قلبه مرددا..
- الله..الله.. يا شيخنا.. نحن معك وكلنا ثقة في الله. هيا يا رجال اذبحوا الذبائح، واقضوا واجب الضيافة لضيوفنا المباركين ببركة الله..
التفت إليهما:
- ضيافتكم عندي بداري بالقرية طوال إقامتكم، مهما طالت..
وغدا، تتقدمنا يا شيخنا لدخول القرية لتطهير أرض الله من نجاسة الملعون، وكلنا من ورائك..