عرض مشاركة واحدة
قديم 07-18-2014, 01:55 AM
المشاركة 152
فارس كمال محمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
استاذنا الكريم ايوب صابر المحترم
شكرا على النص الذي ادرجته عن الفيلسوف والاديب والكاتب العبقري كولن ولسون ، وقد استنسخته واحتفظت به مع نصوص اخرى كنت قد جمعتها عنه املا في ان تسنح لي الفرصة لكتابة شيء عن هذا الرجل ((الخارق )) بالرغم من قلة معرفتي بفكره وقلة قراءاتي لكتبه - المترجمة اللهم الا من اجزاء من كتاب ، اللامنتمي ، وما بعد اللامنتمي ، وسقوط الحضارة ، والانسان وقواه الخفية ،وطفيليات العقل، وهي مطالعات غير معمقة ولا دقيقة بدقة الدراسات التي يقوم بها ذوو الاختصاص في مجالات الفلسفة والفكر ، بل قراءة متطفل مد عينيه ليرى ماذا يوجد في اللوحة المثبتة على جدار بناية مر من امامها على عجل ، ان لم اقل كقراءة راكب قطار المسافرين في جريدة اخبار يومية حملها معه عند السفر، لكن الذي علق في ذهني منذ اول قراءة لكولن ولسن - كتاب اللامنتمي - هوان الرجل هذا بالرغم من حداثة سنه على اطلاع ومعرفة عميقة لعدد هائل من الروايات العالمية وسير حياة البعض منهم ومؤلفات اخرى - منها تاريخ العالم لويلز - وان له نظرة مغايرة للتي اعتاد عليها الاخرون ، فيها من العمق ما اوحى اليه بالافاق الواسعة والدلالات الغزيرة والمعاني البعيدة ، وقد نفذ ببصيرته الى بواطن النفوس وفهم النصوص وقدم صورة جديدة يمكن معها قراءة الواقع الفكري السائد على نحو جديد موسوم باسمه ، وقد تكونت لدي صورة اللامنتمي على انه انسان كباقي الناس ظاهرا، لكنه انفلت من عجلة الحياة الاجتماعية والنفسية الدوارة ، فوقف خارجا ينظر الى العالم بعين ليست كعيون اولئك الدائرين مع اقرانهم الاخرين ، فهم يعيشون ايامهم ويقضون اوقاتهم ويتعاملون مع بعضهم وفق اطر فكرية وسياقات اجتماعية وبنى نفسية متوافقة جدا مع متطلبات المعيشة الرغيدة والحياة السعيدة ، اما هوفقد فتح عينيه على جوانب اخرى من المشهد وراح يبحث عن المغزى والعبرة من كل هذا الذي يدور ، وعن معنى الوجود والعبرة في تفصيلات هذا المشهد ، ولسان حاله يقول (( من اين جئنا ،ومن نكون ، والى اين نمضي ) لقد فتح عينيه على اللامعنى، واللامبرر، واللاجدوى ، وربما كانت الاسطورة التي ذكرها - ارجو المعذرة من عدم الدقة لكتابها على الذاكرة - عن رجل هرب من وحش يطارده وأدى به الحال الى الوقوع في منحدر او حفرة عميقة تنتهي به الى الهلاك الأكيد ، لكن حسن حظه مكنه من التعلق بجذع شجرة تدلى معها الى اعماق الهاوية ، ليعيش هذا المشهد المرعب ، ولسوء حظه وقطعا للامل الذي تبقى عنده راى جرذا قد هم بقرض الياف الجذع وقطعه .. وكانه راهب يلقي عليه موعظة في ان هذا هو حال حياتنا وغاية وجودنا ، فليس للحياة معنى ولا هدف معقول .. لقد قال كيركجارد مرة بما معناه (( يغرس الواحد منا اصبعه في الارض فيشم رائحة الارض التي ينتمي اليها واغرس انا اصبعي في الوجود فاشم عبير اللامعنى )) .. وصورة اخرى ذكرها كولن ولسون ارى انها خير معين لايضاح الفكرة - واذكرها على الذاكرة فعذرا لكل تحريف وتعديل - عن راهب ظل جالسا على قارعة الطريق اياما دون ان يتناول طعاما يسد به رمقه حتى خارت قواه ومال جسمه وانبطح على الارض يلفظ انفاسه فمر به احد العابرين وجلس قربه يساله عن سبب امتناعه من الاكل .. كان جواب الراهب بما معناه (( لم اكل الطعام تنسكا او عبادة بل لأني لم اجد طعاما اشتهي اكله )) ربما كان هذا هو حال اللامنتي وسر جنونه وشذوذه عن الاخرين .
صحيح ان كتاب اللامنتمي هو الاهم في مؤلفاته لكنه لا يعنى ان مؤلفاته الاخرى التي تجاوزت المائة بعشرات ، كانت على سبيل الشروح له والاستفاضة في ذكر تفاصيل منه بل العكس ، كانت غزيرة بعناوينها واسعة بمواضيعها وقائمة مؤلفاته تثبت ما لهذا المفكر الاصيل من الموسوعية والعمق ما يضعه في قائمة العباقرة المشهود لهم بسعة النفوذ وقوة الحضور وشدة التاثير عند عامة الناس وخاصتهم ولولا المنزلق الذي اختار ارتياده والاستطراد فيه ، بدراسة جوانب العوالم الخفية من الانسان وقدراته ، تلك العوالم التي لا سلطة لالات المختبر واجهزة القياس عليه ، ربما لنال اعتراف المؤسسات العلمية به ولحقق الامنية التي اعلن عنها منذ البداية بانه سيكون الاكثرشهرة بين كتاب القرن العشرين اجمع .
الكلام عن كولن ولسون كثير واتمنى ان ارى كتابا من تاليف احد ذوي الاختصاص من كتابنا العرب وفلاسفتنا المختصين يتناول فيه جوانب فكره وسيرة حياته بتبسيط تستوعبه عقولنا وتستسيغه اذواقنا وتتوسع به مداركنا .
اما عن الجوانب الاخرى من ردكم الكريم وطلبكم بيان ما لي من رأي في مسائل القدرات الخارقة والقدرة على الاستبصار فاقول يا استاذي الكريم .. ما المسئول باعلم من السائل واني بانتظار ما تقولونه في الموضوع ، وللامانة لابد ان اشير الى ان كثيرا من التجارب قد ادخلت قاعات الاختبار واجريت على بعض من لديهم شيئا منها كتحريك الاجسام والتنبؤ بارقام او صور مخبأة الى غير ذلك وقد سجلت ارقام نجاح لا يمكن اهمالها .
لقد ذهب كولن ولسون في رواية (طفليات العقل) وهي من الخيال العلمي الى تمكن بعض اصحاب القدرات على تحريك الاجسام الثقيلة من توجيه قواهم الى القمر فاخرجوه من دائرة الدوران حول الأرض

واستميحكم عذرا لاحتمال انقطاعي بعد أيام - عن مواصلة متابعتي الجديد في المنتدى وارجو ان يكون قصيرا باذن الله