عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2018, 04:51 AM
المشاركة 78
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الآن أنت أنهيت روايتك، إذًا ماذا بعد؟!
انظر إليها اقرأها، هل انتهت بالفعل؟!
نعم ...
اممممم لا أعتقد...
دعها بعيدًا قليلاً، وعد إليها مرة أخرى.. ما رأيك؟!
تلك الفقرة تبدو دخيلة! هذه الشخصية تبدو سطحية وتافهة!
ليست بالعمق الذي تريد أن تكون عليه...
تأمل بعض الألفاظ والكلمات في الرواية، ألا تبدو مبالغًا فيها؟!
أو ألا تبدو مكررة بشكل ما!!

بعض الكتاب يقولون أنهم لا يقرأون أعمالهم بعد إنهائها ويعتمدون على المحررين والمراجعين، أو انهم لا يعيدون تصحيح ما كتبوه من فقرات حتى لا ينزلقون لمطب إعادة كتابة الرواية مرة أخرى، ربما هذا ينطبق على بعض الكتاب وبعض الأعمال بالفعل، لكن هي روايتك الأولى، عملك الأول ربما يحتاج إعادة تنقيح، ما الضير في أن تعيد قراءتها وتعيد كتابتها أكثر من مرة.
أقرا الرواية بالكامل، قم بتحديد العبارات والأسطر المبهمة أو الركيكة، ولا تعدل فيها، فقط ضع خطًا تحتها أو ظللها باستخدام highlights واستمر في القراءة، فإعادة التحرير لم يأتِ وقتها بعد.
بعد المراجعة الأولى، قم بإعادة التحرير، تخلص من الإفراط وإن كان عزيزًا عليك.
الأديب والشاعر الأمريكي وليام فولكنر صاحب رواية (وردة لإيميلي) له عبارة مشهورة بهذا المضمون:
” تخلص من النثر المفرط“.

الآن راجع روايتك مرة ثالثة، تخلص من التشبيهات والاستعارات الموجودة في كل صفحة، في عملية تنقية للراوية تشبه تنقية الحديقة من الحشائش الضارة وإن كانت جميلة المنظر، لكن انتبه فلا تقوم بحذف أي شيء من روايتك قد تندم عليه لاحقًا.
كما قال الأديب الامريكي فرانسيس سكوت فيتزجيرالد مؤلف رواية (جاتسبي العظيم).

ولأننا غالبًا ما نكتب الآن باستعمال الحاسوب، لذلك أنصحك بالابقاء على نسخة من العمل دون تعديل كما كتبته أول مرة، فربما تعود إليها ثانية، كما أن التكنولوجيا ليست دائمًا صديقة لك كما تتخيل، احتفظ بالنسخة في مكان آخر غير جهازك الشخصي، باستخدام وسائط التخزين المساعدة، لن يضيرك وجود نسختين احتياطتيين، وثالثة بآخر تعديل.
وإذا كنت تدوّن ورقيًا بعض ما تكتبه من مشاهد روايتك، احتفظ بالأوراق ولا تتخلص منها، إنها إرهاصاتك الأولى ومحاولاتك المختلفة، يحضرني في هذا السياق ما قام به كريستوفر تولكين، ابن الأديب الإنجليزي جي أر أر تولكين من مراجعة ما يقرب من مليون ورقة من مسودات الملحمة الشهيرة (سيد الخواتم) والتي كتبها والده، وأعاد نشرها في عدة أجزاء يجد القارىء لها أحداث أخرى ونهايات مختلفة وعشرات المشاهد التي لم تتضمنها الرواية الأصلية.
بالطبع نحن نتحدث عن عمل استغرقت كتابته ما يقرب من عشرون عامًا وتم تغييره وتعديله من قِبَل مؤلفه نفسه عشرات المرات.
الفكرة المحورية هنا أن كل ما تكتبه له أهمية بشكل ما رغم قيامك بتنقيحه وغربلته في النهاية.

راجع عملك للمرة الرابعة، ثم تخلص من النعوت والأحوال المتكررة والتي تحمل نفس المعنى، فكلمة واحدة تكفي.
ثم ابحث عن الصور المبتذلة وتخلص منها ومن العبارات التي لا تؤدي معنى أو العبارات المبهمة التي لا تحدد الهدف منها.
واهتم بافتتاحية الرواية لأن الصفحات الأولى من الرواية ستقدمك للناشرين فعرّف نفسك جيدًا من خلالها.
وقم بإعادة كتابة المشهد الأول من روايتك أكثر من مرة وسوف تلاحظ الفرق بعد تكرار المراجعة والتحرير وأن مستواك في الكتابة صار أفضل.

اقرأ بصوت مسموع لنفسك، أو استمع لما تقرأ داخل ذهنك، ستكتشف مواطن الجماليات والقوة في الرواية كما الضعف، كما قد تكتشف أخطاءً نحوية ولغوية.
أنهيت المراجعة وإعادة التحرير!
أنت راضٍ الآن عن روايتك..
لقد قدمت كل ما لديك، أنت تستشعر إحساسك بالعمل، صوت الشخوص وأبعاد أحداث الرواية..
إنها روايتك الأولى ... طفلك الأول... إبداعك الأول
ورهانك على نفسك...
انت الآن قدر الرهان، نعم ثق بما أقول وثق أنك ستشعر بهذا....
هنيئًا لك ...
ماذا تفعل الآن؟!
هل هذا سؤال ... حان وقت النشر ...

انتظرني فقط لأخبرك في الجزء الأخير، عن مشوارك الصعب .. مشوار النشر ... لكن لا تخش شيئًا ولا تيأس ..
أنت قادر على فعلها، على مساعدة روايتك الأولى للخروج إلى النور.
لقد قمت بالكثير من العمل، يكفي أنك تحملت ثرثرتي ونصائحي....
فتحملنّي قليلاً حتى النهاية.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..